10/3/2025 8:36:29 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
صلاح حيدره
السيد حسن نصر الله.. بطل المقاومة وسدّ منيع في وجه الأطماع الصهيونية.
9/27/2025
تدين شعوب المنطقة بالكثير للسيد الشهيد حسن نصر الله، الذي ظلّ على مدى عقود سداً منيعاً في وجه الأطماع الصهيو–أميركية، وأعاد للأمة العربية بريق الأمل بعد زمن الانكسار واليأس. منذ هزيمة يونيو/حزيران 1967، التي أورثت العرب انكساراً معنوياً انعكس في تأخرهم الحضاري وتنامي النزاعات الداخلية، دخلت المنطقة في مرحلة مظلمة اتسمت بالإحباط والخضوع. حتى إن حرب أكتوبر 1973، رغم ما حققته من نصر محدود، انتهت لاحقاً باتفاقية كامب ديفيد التي كرّست التطبيع مع العدو. في ظل تلك الحقبة القاتمة، بزغ نجم السيد حسن نصر الله، ليعيد الثقة للأمة عبر معركة الوعد الصادق التي أسقطت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وأشعلت جذوة المقاومة من جديد، خاصة في فلسطين. فقد شكّلت انتصاراته محطة فارقة أعادت ترميم الذات العربية، وأنعشت حركات التحرر في المنطقة. والمفارقة أن الغرب ظل دائماً نصيراً للكيان الصهيوني، بالمال والدبلوماسية والدعاية، فيما وجدت بعض الأنظمة العربية في بروز السيد نصر الله بطلاً قومياً يلتف حوله الرأي العام العربي والإسلامي، مصدر غيرة وقلق. فحاكوا المؤامرات، وسعوا لتشويه صورته وخلق خصوم له، بل وذهبوا حدّ تصنيف حزب الله "منظمة إرهابية" خدمةً للمشروع الغربي–الصهيوني. ورغم ذلك، تجاوز الرجل بدهائه تلك الفخاخ، وحافظ على السلم الأهلي في لبنان، متمسكاً بسياسة النأي عن الصراعات الداخلية. ولم يكن سند المقاومة إلا الجمهورية الإسلامية في إيران، التي التزمت منذ ثورتها بدعم قضايا الأمة ورفض الهيمنة الغربية والاحتلال الصهيوني، فمدّت يد العون إلى جميع الحركات التحررية في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن. اليوم، نرى جميعاً حالة الغطرسة التي يعيشها نتنياهو، وهو يعربد فوق أنظمة عربية خانعة، متباهياً بجرائمه ضد غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وحتى إيران وقطر. خطاب استعلائي يهدد به زعماء وشعوب المنطقة، كأنه يقول بعد استهداف السيد الشهيد حسن نصر الله: "لم يعد هناك رجال أو قادة نحسب لهم حساباً". لكن الحقيقة أن العرب يدفعون اليوم ثمن خذلانهم وتآمرهم على المقاومة، وما آلت إليه أوضاعهم من ذل وخضوع. ولن يخرجوا من هذه الدائرة إلا إذا أعادوا حساباتهم وغيّروا نهجهم، ووقفوا إلى جانب محور المقاومة الذي يظل السور المنيع والحصن الحامي للأمة. فالمقاومة لم تسع يوماً إلى أطماع سلطوية أو المساس بسيادة أي بلد عربي أو إسلامي، بل كان هدفها واضحاً وعدوها معروفاً. ختاماً، سيظل التاريخ يذكر أن السيد حسن نصر الله شكّل كابوساً يرعب الكيان الصهيوني ويردعه لسنوات طويلة. واليوم، برحيله، يزداد الفراغ خطورة، لكن نهجه باقٍ، وخط المقاومة مستمر. رحم الله سيد المقاومة، السيد حسن نصر الله، والرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والفرج القريب للأسرى. ونسأل الله أن يمنّ على هذه الأمة بنصر من عنده وعزة في ظله.