10/18/2025 9:58:42 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
محمود المغربي
"ترحيل القرارات وأثره على المشهد اليمني: من الثورة إلى الهاوية"
10/7/2025
"ترحيل القرارات وأثره على المشهد اليمني: من الثورة إلى الهاوية" بقلم/محمود المغربي بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر وسيطرة الأنصار على صنعاء، كان هناك كمّ هائل من المشاكل والتحديات والأخطاء التي كانت بحاجة ماسة إلى الحل والإصلاح، والتي كانت السبب في خروج الناس بثورتي 11 فبراير و21 سبتمبر. إلا أن قيادة الأنصار اختارت تأجيل الكثير من القضايا والقرارات والإجراءات المهمة والضرورية، التي كان من الممكن أن يُحدث حلها تغييراً في المشهد اليمني ويُؤدي إلى ولادة يمن جديد. وأعتقد أن سبب تأجيل تلك القضايا يعود إلى رغبة القيادة السياسية في خلق توافق وشراكة وطنية لإدارة البلاد والنهوض بها، وردم الخلافات والصراعات بحسن نية. متناسبة ارتباط وتبعية قادة المكونات السياسية اليمنية للخارج، الذي يرفض أي توافق وإجماع وطني يمني، وعدم امتلاك تلك القوى للقرار والإرادة المستقلة. مما جعل تلك الحوارات والنقاشات عقيمة، وأصبحت غطاءً للخارج كي يستعد للعدوان على بلادنا. وبمجرد أن بدأ العدوان، سارعت تلك المكونات والقوى السياسية إلى الالتحاق بصفوف دول العدوان، وانضم كل طرف إلى المحاور والجهات التي يتبعها. وبسبب انشغال الأنصار في مواجهة العدوان والدفاع عن الوطن، تم تأجيل تلك القضايا والقرارات والإجراءات والاستحقاقات مرة أخرى، مما أبقى الأمور على حالها من فساد وفشل وعبث. ولم يلمس المواطن أي تغيير، خاصة بعد استشهاد الرئيس الصماد -سلام الله عليه-، وكأن شيئاً لم يتغير في إدارة الشأن الداخلي. بل تفاقم الوضع بسبب العدوان والحصار وتمزق الوطن وشح الموارد المالية والحرب الاقتصادية. وبعد إعلان الهدنة، توقع الناس أن تباشر القيادة السياسية في حل القضايا وإصدار القرارات والإجراءات، ومعالجة المشاكل المستعصية، وإحداث تغيير شامل وجذري على مستوى مؤسسات الدولة والوطن، واجتثاث الدولة العميقة والفساد، ومراكز النفوذ والمصالح الجديدة التي تشكلت في سنوات الحرب. إلا أن ذلك لم يحدث، ووجد النافذون الجدد الوقت الكافي لمزيد من التجذر وإقامة شبكة كبيرة من المصالح الخاصة وغير الوطنية، مما أضاف فساداً جديداً إلى الفساد القديم، وفشلاً جديداً إلى الفشل القديم، وتراكمت المشاكل والأخطاء. أضف إلى ذلك ما يقوم به العدو من حرب اقتصادية ومؤامرات وتدمير ممنهج لكيان الدولة ومؤسساتها، وللمجتمع الغارق في الانقسام والفوضى والفقر والبطالة. وزاد الطين بلة انشغال القيادة بأحداث غزة، ودخول أمريكا والكيان الصهيوني في خط المواجهات المباشرة، مما أدى إلى التدمير الداخلي والاستقطاب. وتضاعفت كرة الثلج، وباتت القيادة السياسية أمام جبال من المشاكل والتحديات والمؤامرات والقرارات والاستحقاقات المؤجلة. وأصبح من الصعب -إن لم يكن مستحيلاً- تغيير المشهد أو الاستمرار في السير على نفس الطريق، كون الحمولة زائدة جداً. والمشكلة أن البعض لا يزال يعيش في الأوهام، وهناك من يطبل ويضلل القيادة، ومن لا يدرك خطورة الوضع. إذ علينا التوقف للتأمل في حجم الحمولة والتخفيف منها على الأقل، قبل أن نصل إلى المنحدر القريب الذي لن نكون قادرين فيه على التحكم، ولن تفيد المكابح للتوقف، وبالتالي الوصول إلى الهاوية. وكل من تحدث أو انتقد أو نبه من خطورة الوضع يتهم بالخيانة والعمالة وحتى الكفر وعدم التسليم، مع الأسف الشديد.