برلماني يمني يعمل في مطعم…قصة رجل… وفضيحة مجتمع"

12/9/2025 10:53:34 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

124

برلماني يمني يعمل في مطعم…قصة رجل… وفضيحة مجتمع"


برلماني يمني يعمل في مطعم…قصة رجل… وفضيحة مجتمع"

مقالات// أجراس- اليمن//
بقلم/ محمد مصطفى

إلى مَن يسيئون ويُعيّرون رجلاً شريفًا لأنه عمل في مطعم، وهو عضو برلماني يمني ، نقول لهم كلمة الحق التي لا لَبْس فيها:
العملُ ليس عيبًا، بل هو عبادةٌ وشرفٌ ورفعةٌ للنفس. العيبُ الحقيقي هو حين يأكل الإنسان حقوق الآخرين، أو يمدّ يده إلى المال العام غير مُبالٍ بأوجاع الفقراء. العيبُ هو أن تتلوّث الأيدي بالفساد، وأن يتكسّب البعض من المناصب، وأن تُستغل السلطة لنهب الثروات بدلًا من خدمة الوطن.

لقد عرفتُ الأستاذ أحمد سيف حاشد عن قرب، وعشت معه تفاصيل كاشفة عن معدن الرجال. مكثت معه قرابة شهرٍ في نيويورك خلال رحلته العلاجية، ورأيت كيف يعيش الشريف حين تضيق به الدنيا، وكيف يظل رأسه مرفوعًا رغم قسوة الظروف. كنا، بسبب وضعنا المادي الصعب، نكتفي بوجبة واحدة في اليوم: عصيد ومرق دجاج وحبّة حلبة، من مطعم الحربي في “البرنس – اليمن الصغرى” في نيويورك.

ومع كل هذا الضيق لم نسمع منه شكوى، ولا رأينا إلا الصبر والقناعة وحمد الله. لم يتغيّر قلبه، ولم تنكسر نفسه، ولم يبع قناعته ليرضي أحدًا أو ليحتمي بأحد. كان مثالًا للرجل الذي يعيش بما يملك، لا بما يملكه الآخرون له.
فهل في هذا عيب؟

العمل بالحلال شرف، والمعاناة بكرامة فخر.
العيبُ ليس أن يعمل الإنسان في مطعم،
بل العيبُ أن يسرق مال الدولة،
العيبُ أن يقتل أخاه الإنسان،
العيبُ أن يتاجر بالمخدرات،
العيبُ أن يتاجر بالبشر،
العيبُ أن يبيع وطنه للفساد والظلم ومراكز النفوذ.
والعيبُ الأعظم أن يعيش الإنسان على هذه الأرض مُفسدًا للزرع، وناهشًا للخير والمحبة والسلام، مخالفًا لما أمر الله به من عدل ورحمة.

إن ما يقوم به بعض كبار مسؤولي اليمن من فساد ونهب وانتهاك لحقوق الناس هو العار الحقيقي، لا أن يعمل رجلٌ شريف ليكسب قوت يومه بيده. وما فعله أحمد سيف حاشد يرفع الرأس، لأنه قدّم درسًا بليغًا في الشرف والكرامة، حين اختار أن يعيش من عرق جبينه لا من أموال الدولة أو منح الخارج.

فطوبى لمن أكل من عمل يده، ورفع رأسه بثبات،
وخسئت الألسنة التي تزدري الشرفاء وهي غارقة في الوحل.
تحية إجلال واحترام لهذه القامة الوطنية الصادقة، التي بقيت ثابتة على الحق، ولم تنحنِ للفساد، ولم تساوم على كرامتها ولا على كرامة الوطن.