"بثقة الحكيم وبفراسة العارف" قرأة تحليلية في تصريحات الفريق سلطان السامعي.. !!

1/6/2025 11:03:30 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي




"بثقة الحكيم وبفراسة العارف"
قرأة تحليلية في تصريحات الفريق سلطان السامعي.. !!
رأى|• أجراس- اليمن 
كتب /طه العامري..
بثقة الحكيم وبفراسة العارف وحصافة القارئ لمجريات الأحداث تحدث الفريق الشيخ سلطان أحمد عبد الرب السامعي عضو السياسي الاعلى، في ذكرى وفاة العلامة السيد  سهل بن أبراهيم عقيل مفتي تعز الراحل، في لقاء يعد واحدا من اللقاءات الاستثنائية للفريق السامعي الذي عرفناه وعرفته اليمن طيلة نصف قرن بشجاعة الفارس النبيل وصراحة الواثق المقتدر الذي لا يخشى كلمة الصدق مهما كانت مؤلمة ويخشي النفاق والمنافقين  ومكرهم ليس عليه كشخص فهوا أكبر منهم مكانة وقدرة واقتدار وقادر على كشفهم وفضح نواياهم، لكن الفريق السامعي يخشى على الوطن والشعب وإمنهما من أمثال هؤلاء المنافقين، الذين يؤغلون في النفاق ويفتقدون للرؤية الوطنية الشاملة التي تلبي حاجة الوطن والمواطن، ويعيشون لحظات (انتصار الصدف) وهو اسوي إنتصار يدمر صاحبه قبل أن يتمكن من مواجهة خصومه،ومع هؤلاء كان للفريق السامعي مواقف، وكأن أول من قرع أجراس الخطر بعد قيام الوحدة في لحظة كان الكل يعيش (نشوتها) سلطة ومعارضة وشعب، كانوا جميعا غارقين في ( نشوة) الحدث، غير أن الفريق السامعي كان له رأي اخر وحذر وجاهر بمعارضة ما كان يحدث، ولم يستوعب المعنيين وهم غارقين في نشوة انتصار الصدف فصحى الجميع من نشوتهم على قرع طبول الحرب.. ومع ذلك ظل الرجل يقرع أجراس الخطر وبعد الحرب  قدم أكثر من مبادرة وطرح أكثر من رؤية واضعا أمام الجميع سلطة ومعارضة رؤيته، لكن ذهب كلا بحساباته فكانت تراكمية الأحداث تشرعن لتداعيات 2011م، ومع ذلك  حققت الأحداث رغبة الشعب وكان المفترض أن يلتقي الجميع حول قوننة الرغبة الشعبية غير ان النافذين ذهبوا باتجاه الهيمنة وتهميش الأخرين وحذر الشيخ الفريق سلطان السامعي الجميع من القاهرة حيث كان يقيم وقدم مبادرته المشهورة، لكن غرور النافذين دفعهم لتجاهلها فكانت ثورة 21سبتمبر 2014م حصيلة طبيعية لغطرسة السلوك عند ترويكا النفوذ..!

◾يقرع أجراس الخطر

اليوم ومن وقع دعوات وتصريحات الفريق سلطان السامعي نستشف رؤية الرجل وقدرته على استشراف آفاق المستقبل وهو الخبير بالواقع الوطني، ويرى في تداعيات المنطقة وتفاعلاتها الجيوسياسية ما يجعله يقرع أجراس الخطر ويتحدث بلغة قد تبدو _جريئة _بنظر البعض من المصابين بقصر النظر ممن لا يرؤن أبعد من تحت أقدامهم، وقد يصورها البعض من الاغبياء تجاوز أو غرور منه، وقد يذهب البعض في تفسيراته الغبية بعيدا فيصف الرجل بالطائفي أو المناطقي وهي صفات لا يعرفها الفريق السامعي الذي كان أول صوت انتقد حروب صعده واضطهاد مواطنيها والانتقاص من مواطنتهم من قبل النظام السابق.. وقد يصفه البعض ممن لا عقول لهم كهذا الذي انتقد وجوده في تعز، ولو كان يفهم أبجدية العمل السياسي لما فضح نفسه وانتقد بقاء الفريق السامعي في تعز، اقول مثل هذا أو من على شاكلته قد يصفوا الفريق ب(العميل لدول العدوان وحتى لإسرائيل) وقد سبق أن وجهت مثل هذه التهم للفريق من قبل عتاولة الفساد واللصوص الذين اعتبروا دفاعه عن الشركات الوطنية بأنه دفاعا عن ( إسرائيل) لأن البعض عدو ما يجهل، ولله الحمد لدينا من هؤلاء كثر تقلدوا مناصب مهمة حتى أصبحت الدولة بالنسبة لهم مغنما واقطاعية خاصة للأسف، وبينهم وبين رؤية ووعي السيد قائد الثورة ملايين السنوات الضوئية حتى صار غالبية أبناء الوطن يخشون على السيد القائد من هؤلاء المتعصبين له جهالة والمؤئدين نفاقا ومن تربطهم بمشروعه مصالحهم الخاصة..؟! 
في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من مسارنا التاريخي جدد الفريق السامعي دعوته لحوار وطني ينتج عنه  مؤتمر وطني يلتقي فيه أبناء اليمن المتصارعين على طاولة واحدة ليبحثوا عن حلول موضوعية شاملة لكل قضاياهم الوطنية، حوار ومؤتمر لأبناء اليمن ليقطعوا بلقائهم واتفاقهم طريق الأعداء للنيل من كرامة وسيادة اليمن واستقلاله.. وحدد الرجل صراحة أعداء اليمن في أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني. 

◾بصيره ثاقبة

الفريق السامعي ومنذ أكثر من عام ونيف وهو يدعوا لحوار يمني _يمني، حتى قبل تفجر معركة طوفان الأقصى في فلسطين، إذ كان حدس الفريق السامعي يقضا وبصيرته ثاقبة، وقرأته السياسية لمجريات الأحداث محليا واقليميا ودوليا دقيقة، ولم تأتي دعواته المتكررة منذ أكثر من عام  لحوار وطني يمني ينهي الأزمة القائمة ويؤكد  على وحدة  اليمن وإنها أي اليمن  ملكا لجميع أبنائها من صعده للمهرة ومن كمران حتى سقطري، دعوات أطلقها الفريق السامعي لم تأتي جزافا ولا تندرج في سياق المواقف العبثية ولا هي للتوظيف والمزايدة السياسية،لكن الرجل يعي ما يقول ويدرك المخاطر الحقيقة المترتبة على سياسة المكابرة وثقافة إلغاء الآخر وتهميشه أو الانتقاص منه ومن دوره الوطني، 

◾ضرورة الحوار
لذا سمعنا الفريق السامعي يقول ( لقد انتهى الزمن الذي كنا نتحدث فيه عن المرتزقة والفاظ سيئة) أخرى متبادلة ولهذا وصف الطرف الأخر ب (الأخوة) وخاطبهم بضرورة الحوار وبضرورة عقد مؤتمر وطني تنهي به ومن خلاله الأطراف حالة الخصومة القائمة بينهما وأن يغلبوا مصلحة الوطن والشعب على اي مصالح أخرى أيا كانت. مؤكدا أن عشر سنوات من الحرب كافية بعد أن ثبت فشل كل طرف في تحقيق انتصارا على الأخر، فيما الوطن والشعب تحملوا الكثير من المعاناة ودفعوا الثمن الأكبر والأكثر كلفة.
في ذات السياق تحدث الفريق عن الشأن الداخلي وأقصد به أداء حكومة الإنقاذ من خلال أداء السلطة المحلية في تعز _تحديدا _ وخاطب مسؤلي المحافظة من أبناء تعز خاصة و أكدا لهم  أن لديهم قانون يعملون عليه ويحكم ممارساتهم وعليهم تطبيق القانون ولا ينتظروا تلقى الأوامر من صنعاء أو من هذا المشرف أو ذاك المسؤل الأمني أو العسكري، بل عليهم أن يقوموا بمهامهم بموجب القانون وخاطب بالقول (انتم شركاء ولستم  شقاة)..؟!

◾اليمن ليست (الحوثي)

ولم يقول مثل هذا القول تعصبا لتعز أو لأبنائها بل تجسيدا للشراكة الوطنية وان تحالف تعز مع صنعاء ليست تبعية عميا ولا تندرج في سياق ثقافة (السادة والعبيد) بل شراكة تجسد الهوية الوطنية والمصلحة الوطنية، وتكريما لثورة 21سبتمبر التي جاءت لتصحيح مسارات خاطئة في علاقتنا الوطنية، مسارات كانت سبب كل الأزمات التي عرفها الوطن اليمني، وأيضا بقوله هذا أكدا ويؤكد أن اليمن ليست (الحوثي) وأن وصف الحكومة في صنعاء بأنها حكومة (الحوثي) مجرد تهمة باطلة هدفها اختزال إرادة وقرار الشعب اليمني الذي يعيش غالبيته تحت سلطة صنعاء التي لم تكن يوما سلطة حوثية بل سلطة وطنية ممثلة لكل الوطن. 
كما عرج  في خطابه على تعليق احد المسؤلين في صنعاء الذي انتقد أو اعترض على بقاء الفريق سلطان السامعي في تعز، ولماذا لا يطلع الي صنعاء؟!

◾رجل الدولة ورجل الوحدة

كان رد الفريق قاسيا بلا شك لكنها  قساوة الوطني الغيور على وطنه وعلى امنه واستقراره ووحدته الوطنية، الذي يعمل في عدة جبهات ويدرك خطورة المشهد ويعمل على مواجهة كل ظاهرة تعطي العدو فرصة للمرور من خلالها لإحداث مزيدا من العبث في الجبهة الداخلية التي دفعت الفريق السامعي للبقاء في تعز، وفعلا من اعترض على هذا البقاء (غبيا) ولا يستوعب ابجديات العمل السياسي، الأمر ذاته يتصل بمخاطبته لمسؤلي تعز وطالبهم بتطبيق القانون وممارسة عملهم وفقه دون الخنوع لسيطرة وتحكم بعض النافذين أيا كانت مكانتهم، فالرجل يتحدث بلغة رجل الدولة ورجل الوحدة والحريص على الوحدة والحريص أكثر على مكانة سلطة صنعاء وتكريس قيمها كسلطة لدولة وطنية جامعة بعيدا عن سياسة (النخيط) والاستعلاء والشعور بالزهو والرغبة في تطويع وتهميش الآخر كثقافة رموز (انتصار الصدف) الذين يجدون أنفسهم وقد حققوا منجزا عظيما لكنهم لم يبذلوا جهودا كبيرة في سبيله  بل يجدون أنفسهم أمام إنجاز ساهمت بتحقيقه عوامل أخرى داخلية وخارجية ذاتية وموضوعية وبالتالي يتعاطون مع الحدث بمنطق الغطرسة والأستعلاء حتى الغرور وهذا ما مورس من قبل شركاء الوحدة فكانت الحصيلة نكسة للجميع،

◾مشكوك بوطنيته؟

 الفريق  السامعي بكل مواقفه هذه يعبر اولا حرصه على حركة ( أنصار الله) وحرصه على أن تكون العلاقة بها ومعها علاقة شراكة وطنية ندية ليس فيها إنتقاص أو تهميش وازدراء الأخر الوطني، وليس فيه وطني واخر مشكوك بوطنيته؟ يعني تكريس حالة الشراكة الوطنية الحقيقة حتى لا تؤدي الممارسة الخاطئة وثقافة الاستعلاء من قبل البعض الي تنامي حالة رفض داخلي نتيجته تكون الخسارة والخذلان،ولنا في هذا نماذج كثيرة محليا وعربيا والمفترض أن نعتبر بها..

◾رؤية وطنية صادقة
وحين يتحدث عن الأخوة في الطرف الآخر كان موفقا و معبراً عن رؤية وطنية صادقة ومشروع وطني جامع، وحين تحدث عن الوحدة انها حوار وشراكة وليست غطرسة كان يعي ما يقول والمفترض أن يؤخذ الجميع ما يطرحه الفريق السامعي بجدية ومسؤولية ويعملوا على ترجمة ما يصدر عن الرجل حرفيا و يحولوا ما يصدر عنه إلا خطط عمل وبرامج تطبق واقعيا، فالرجل يمثل الوجه المشرق والحضاري في هرم الدولة في صنعاء ولديه رؤى سياسية وطنية واضحة وصادقة وشفافة ومن لا يستوعبها فهوا فعلا اغبى من (حمار جحا)..! 
للموضوع تتمة