5/9/2025 5:56:32 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
15
"الكيانات الهلامية كأدوات للدولة العميقة في اليمن: بنية التفتيت وإعادة إنتاج الهيمنة"
"الكيانات الهلامية كأدوات للدولة العميقة في اليمن: بنية التفتيت وإعادة إنتاج الهيمنة" خاص//أجراس- اليمن// قراءة للمشهد السياسى اليمني .. منذ عقود، شكّل ضعف الدولة اليمنية وهشاشة مؤسساتها أرضًا خصبة لظهور كيانات سياسية واجتماعية غير رسمية، تعمل خارج الإطار المؤسسي، وتؤدي أدوارًا استراتيجية في إعادة تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي. هذه الكيانات، التي يمكن توصيفها بـ"الهلامية"، لا تمتلك بنية واضحة أو وظيفة مستقرة، لكنها في جوهرها تمثل امتدادًا لمشاريع السيطرة التي تديرها الدولة العميقة، سواء في ظل الأنظمة الجمهورية السابقة أو في خضم الحرب القائمة. يهدف هذا المقال إلى تحليل هذه الكيانات من حيث تعريفها، آليات تشكلها، وأدوارها المختلفة في تعزيز الصراع، وتفكيك النسيج الوطني. أولًا: تعريف الكيانات الهلامية الكيانات الهلامية هي تشكيلات سياسية أو اجتماعية أو عسكرية تتصف بالغموض المؤسسي، وتفتقر إلى وضوح في الهيكل، الانتماء، أو الأهداف المعلنة. لا تنشأ هذه الكيانات من حاجات مجتمعية خالصة، بل يتم إنتاجها غالبًا من قبل مراكز قوى غير رسمية – داخلية أو خارجية – لتؤدي أدوارًا وظيفية محددة مثل التأثير على الرأي العام، تفكيك الخصوم، احتواء الحركات الاجتماعية، أو فرض توازنات بديلة. من منظور وظيفي، تعمل هذه الكيانات على تشويش المشهد السياسي من خلال تبني شعارات فضفاضة (كالوحدة، الثورة، التمثيل المناطقي أو المذهبي)، لكنها تُستخدم عمليًا لتكريس التفتيت وإعادة إنتاج الهيمنة. ثانيًا: السياق اليمني وتربة التكوين تاريخ اليمن السياسي والاجتماعي حافل بحالات التداخل بين الرسمي وغير الرسمي، بفعل الطبيعة الزبائنية للسلطة، وغياب مشروع الدولة الوطنية الجامعة. وقد وفّر هذا السياق أرضية خصبة لنمو كيانات هلامية على هامش السلطة، تحوّلت تدريجيًا إلى أدوات تحكم فعلية، تتغلغل في مفاصل المجتمع دون أن تخضع لأي مساءلة أو ضبط مؤسسي. في عهد علي عبد الله صالح، تأسست شبكة واسعة من التحالفات القبلية والسياسية التي عملت كامتدادات للسلطة المركزية، لكنها دون طابع رسمي، مما منح النظام القدرة على الضبط دون التزام بالمساءلة. بعد 2011، تضاعفت هذه الكيانات تحت يافطات جديدة (ثورية، مدنية، مناطقية)، لكنها استمرت في تأدية نفس الدور: تشظية الفضاء العام، وتوجيهه بما يخدم بقاء مراكز النفوذ القديمة أو ظهور بدائلها على نفس النهج. ثالثًا: أمثلة واقعية على الكيانات الهلامية 1. أنصار الله (الحوثيون) بدأ كيان "أنصار الله" كحركة ثقافية زيدية ذات طابع هوياتي، لكنها تحوّلت تدريجيًا إلى فاعل سياسي ومسلح هلامي، تماهى مع الدولة حينًا، ونافسها حينًا آخر. استثمر الحوثيون في الغموض التنظيمي، والعبارات الدينية الفضفاضة، وخلقوا شبكة مؤسسات موازية تسيطر على الإعلام، التعليم، والتجنيد، دون أن تكون مرئية ضمن الهيكل الرسمي. 2. المجلس الانتقالي الجنوبي نموذج آخر على الكيان الهلامي الذي يجمع بين السياسة والمليشيا، الداخل والخارج، التمثيل المحلي والدعم الإقليمي. تأسس المجلس بدعم إماراتي واضح، لكنه يقدم نفسه كممثل للشعب الجنوبي، رغم تعدد القوى الجنوبية وتفاوت مشاريعها. يملك المجلس أذرعًا إعلامية وأمنية، ويشغل مساحة رمادية بين مؤسسات الشرعية والواقع العسكري المفروض. 3. منظمات المجتمع المدني المموّلة سياسيًا برزت بعد 2011 مئات المنظمات المدنية التي لا تعكس فعلًا حقيقيًا للمجتمع المدني، بل تعمل كأدوات ترويج سياسي، أو تغطية دعائية لأطراف في الصراع. تم استخدام هذه المنظمات لتلميع فصائل معينة، أو مهاجمة خصومها، تحت غطاء "الحياد المهني" و"الخطاب الحقوقي". 4. التحالفات القبلية الطارئة في مناطق مثل مأرب والجوف، ظهرت تحالفات قبلية بنيت على أسس آنية، ترتبط بالدعم المالي والعسكري من أطراف في الحكومة أو التحالف. غالبًا ما تنحل هذه التكوينات مع تغيّر الظروف، أو تنتقل بولاءاتها، مما يجعلها كيانات غير مستقرة، تُستخدم فقط لتحقيق أهداف قصيرة المدى. رابعًا: أثر هذه الكيانات على مسار الصراع بعد 2015 مع اندلاع الحرب بعد 2015، لم تتجه اليمن نحو تبلور قوى سياسية واضحة، بل زاد حضور الكيانات الهلامية في مختلف الجبهات. أصبحت البلاد ساحة مزدحمة بكيانات شبه رسمية، تتلقى الدعم من أطراف دولية أو إقليمية، وتُمارس السلطة دون مساءلة. أدّى هذا إلى: تفتيت السلطة المركزية وتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ تتبع مراكز قوى متعددة. تزييف التمثيل الشعبي من خلال كيانات تدّعي تمثيل طوائف أو مناطق دون عملية ديمقراطية واضحة. تغذية الصراع الأهلي عبر استخدام الخطاب الطائفي والمناطقي من قِبل الأذرع الإعلامية لهذه الكيانات. إجهاض أي مشروع وطني جامع، إذ أصبحت كل محاولة للحوار أو البناء مشروطة بإرادة هذه الكيانات. خاتمة الكيانات الهلامية ليست مجرد ظواهر هامشية في الصراع اليمني، بل باتت في قلب معادلة السلطة، بفعل ضعف مؤسسات الدولة، وتشظي النخب، وتورّط الفاعلين الإقليميين في دعم مشاريع تفتيتية. والتعامل مع هذه الظاهرة يتطلب فهمًا عميقًا لبنيتها وأهدافها، واشتغالًا جادًا على إعادة بناء الدولة الوطنية من أسفل، على أسس الشفافية، والتمثيل الحقيقي، والمساءلة المؤسسية. ــــــــــــــــــــــــــ📌 مراجع عربية 1. أحمد عليبة. الحرب الأهلية اليمنية: خريطة الفاعلين وتحولات النفوذ. مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 2017. 2. نبيل البكيري. تفكيك الدولة اليمنية وصعود الكيانات المسلحة. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2020. 3. عبد الغني الماوري. الدولة العميقة في اليمن: الجذور التاريخية والتجليات المعاصرة. مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 181، 2021. 4. مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية. تقارير متسلسلة عن تحولات المشهد اليمني، يمكن الرجوع إلى أرشيفه: https://sanaacenter.org/ar 5. المجموعة اليمنية للسلام. صعود الجماعات الهوياتية وأثره على فرص بناء السلام. 2022. مراجع أجنبية 6. April Longley Alley. The Rules of the Game: Unpacking Patronage Politics in Yemen. Middle East Journal, Vol. 64, No. 3 (2010). 7. International Crisis Group. Yemen’s Southern Question: Avoiding a Breakdown. Report No. 109, 2011. 8. Stacey Philbrick Yadav. Yemen in the Shadow of Transition: Pursuing Justice Amid War. Project on Middle East Democracy (POMED), 2019. 9. Peter Salisbury. Yemen’s Southern Power Struggle. Chatham House, 2018. https://www.chathamhouse.org 10. Marie-Christine Heinze (ed.). Yemen and the Search for Stability: Power, Politics and Society after the Arab Spring. I.B. Tauris, 2018.
قد يهمك ايضاً
من 38 ساحة...تعز ترسل رسائل النار والإيمان..لا مساومة
ضربة دقيقة على قلب "إسرائيل": عمليات نوعية في اللد ويافا..
ترمب يعود من بوابة الانتقام.. ونتنياهو أول الضحايا..
باكستان تسقط مقاتلات هندية بينها "رافال" فرنسية باستخدام سلاح صيني في تصعيد غير مسبوق.. تفاصيل المشهد))
حرب الحرائق... اندلاع حرائق في إيران وإسرائيل يثير تساؤلات حول التزامن .. تفاصيل اكثر))
تقرير.."رد ناري من القاهرة: السيادة المصرية فوق أي ابتزاز أمريكي" تصعيد مصري غير مسبوق.. ماذا يجري ؟!
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
الـمـواجـهـة اليمنية ـ الأمـريـكـيـة: أبعادها العسـكرية والسيـاسية والاقتـصادية والإعـلامية والشـعبية بقلم / محمد الصالحي
القائد والمواجهة: بين التصنيع المحلي واتخاذ القرار.. بقلم/خالد العراسي