العامري:حملة البنادق والمباخر يسيطرون على المشهد!!

5/9/2025 5:43:26 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

216

العامري:حملة البنادق والمباخر يسيطرون على المشهد!!


العامري:حملة البنادق والمباخر يسيطرون على المشهد!!

رأى// أجراس- اليمن//
بقلم: طه العامري

وُصفت اليمن بالكثير من الألقاب التي تدل على عظمتها وتميّزها، من "اليمن السعيد" إلى "أرض الجنتين" و"بلاد الحكمة والإيمان". أسماء وألقاب تملأ الأسماع، لكنها لم تنعكس واقعًا ملموسًا على أرضها أو على حياة أهلها. بعد واقعة كربلاء، لجأ إلى اليمن كثيرون هاربون من بطش الصراع، وجاء إليها أصحاب الفكر والمدارس الدينية والمذهبية، فاحتضنتهم وأثنوا عليها، ولكنها اليوم تنقلب على أبنائها، خصوصًا مبدعيها.

◾اليمن الحديثة: انقلاب على المبدعين

في العصر الحديث، أصبح من المستحيل أن تظهر في اليمن قامات بحجم البردوني أو المقالح أو الجاوي أو شحاري أو فضول وغيرهم من رموز الإبداع. كذلك، يصعب أن يظهر من يضاهي أيوب طارش وعبد الباسط السمة والأنسي والمرشدي، وغيرهم من الفنانين الذين منحوا اليمن أعمارهم، ولم يتلقوا منها سوى الجحود.

◾الحرب وتفاقم المأساة

مع اشتداد الأزمة والحرب، انقسمت الأطراف المتصارعة، وأخذ كل طرف يكرّم من يدين له بالولاء. بينما تُركت شريحة واسعة من المبدعين المستقلين تتخبط في التهميش والفقر والضياع. هؤلاء لا ينتمون لأي طرف، بل للوطن وحده، ويدفعون اليوم ثمن استقلالهم حرمانًا وتشريدًا ومعاناة.

◾شيطنة المبدعين بين سلطتين
تراهم سلطة صنعاء كأنهم من سلالة يزيد وبني أمية، بينما تنظر إليهم "شرعية الفنادق" كمجوس لا يستحقون الدعم. ما أدى إلى تهميش ممنهج لشريحة تعتبر صفوة المجتمع، فقط لأنهم رفضوا الانحياز لأي طرف واختاروا الانحياز للشعب.

◾حملة البنادق والمباخر يسيطرون على المشهد
أصبحت اليمن مرتعًا لحملة البنادق وأصحاب المباخر، بينما غابت الكيانات المهنية كنقابة الصحفيين واتحاد الأدباء، ما زاد من معاناة هذه الشريحة التي تكافح لتوفير لقمة العيش وتأمين سكن كريم. حتى صوت المؤجر بات يرعبهم أكثر من هدير طائرات العدوان.

◾فضيحة في حق الوطن
إن ما تعانيه هذه الشريحة الوطنية المخلصة من أدباء وصحفيين وشعراء يمثل وصمة عار في جبين الجميع. فهؤلاء اختاروا البقاء في وطنهم، ولم يبيعوا مواقفهم رغم الجوع والقهر، بينما آخرون غادروا الوطن جائعين وعادوا متخمين.

◾نداء مسؤول
فهل من لفتة كريمة ومسؤولة تجاه هؤلاء؟ ألا تستحق هذه النخبة دعماً من حكومة التغيير في صنعاء؟ وهل يمكن للهيئة العامة للزكاة أن تشملهم بمبادراتها وتنتشلهم من محنتهم؟

للموضوع صلة...