11/27/2025 10:48:36 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
8
"الناس على دين ملوكهم": من أفسد من؟ الحاكم أم المحكوم؟ قراءة تحليلية
"الناس على دين ملوكهم": من أفسد من؟ الحاكم أم المحكوم؟ قراءة تحليلية سياسه//أجراس- اليمن// قراءة تحليلية// صلاح عبد المقصود يقولون: إن الشعوب هي من يتحمل وزر فساد حكامها. ويقولون: إن الناس على دين ملوكهم. ويقولون: إن فساد الرعية من فساد حاكمها، وصلاحها من صلاحه. . والحقيقة ان الوزير الفاسد والمدير الفاسد يحتاج لبطانة فاسدة، فهو لا يقدر على بسط نفوذه في الأجواء النظيفة، لأن الوطنيين المخلصين لبلادهم سيقفون بوجهه ويرفضون الرضوخ له، لذا تراهم يسعون على الدوام لإفساد المجتمعات متسلحين بشلة المنافقين واللوگية فيستعينوا بهم في تعطيل المشاريع، وقلب الحقائق، والتدليس على الناس، وتسويق الاكاذيب. . فالوزير أو المدير العام أو رئيس الهيئة، إما أن يكون نعمة على رعيته، وإما أن يكون نقمة عليهم، وفي تاريخنا أمثلة عديدة على صلاح الحكام. نذكر منهم رئيس الاورغواي (خوسيه موخيكا) الذي تنازل عن 90 في المائة من راتبه لصالح الأعمال الخيرية، ليحصل بذلك على اعتراف دولي، وعلى لقب أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاءً. . ونذكر منهم الرئيس البرازيلي (لولا دا سيلفا) الذي قضى على الجوع في بلاده، وأسس دولة تثق بنفسها، وتعتني بشعبها، وكان وراء النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد في ثلاثة عقود. . لكننا نرجع لنقول: ان الشعوب تتحمل مسؤوليات جسيمة بمشاركتها في الفساد، والسماح بانتشار الرشوة والمحسوبية، والرضوخ لأفكار متخلفة وغير إنسانية، وبذلك تصبح الشعوب مسؤولة في المقام الأول عن تدمير أوطانها ومؤسساتها. أليست السلطة الفاسدة قادمة من المجتمع ؟ ففي عالم السياسة والمجتمع،نسمع من المسؤول عن الفساد؟ فاكثيرًا ما أثارت جدلية الحاكم والمحكوم جدلاً واسعًا حول المسؤولية الحقيقية عن أسباب الفساد أو الإصلاح في المجتمعات. فهناك من يرى أن فساد الرعية نابع من فساد حاكمها، وصلاحها مرتبط بصلاحه، وهناك من يرى العكس، معتبرًا الحاكم انعكاسًا للبيئة المحيطة به، وأن الشعب هو من يتحمل وزر فساد حكامه. من حيث المبدأ، يمكن اعتبار كلا النظريتين صحيحتين ومتكاملتين، مع فارق أن واحدة قد تطغى على الأخرى حسب الظروف المكانية والزمانية والمؤسساتية، وما تشكله هذه الظروف من بنية وجدانية للمجتمع بكل تناقضاته. لذلك، يصبح من الصعوبة بمكان الجزم بمسؤولية طرف على الآخر، وهو ما يجعل الجدل قائمًا بلا نهاية. يتسلح أنصار كل نظرية بمجموعة من النصوص والآيات والأمثال. فأنصار نظرية أن فساد الحاكم نابع من فساد الرعية يتداولون مقولة شائعة: "كما تكونوا يولى عليكم" أو "الناس على دين ملوكهم"، وقد نسبها البعض للنبي صلى الله عليه وسلم، بينما ضعّفها وعارضها معظم أهل العلم. إذا أخذنا بالمبدأ الكامن وراء هذه المقولة، فإنه صحيح، لكنها استُخدمت أحيانًا لتبرئة الحكام من مسؤولية الفساد، وإلقاء التبعية على الشعوب، التي ربما تكون فاسدة لكنها تزداد فسادًا بوجود الحكام الفاسدين وحاشيتهم، وما يملكونه من قوة وسلطة ومال، مستخدمة هذه الأدوات لتنفيذ سياسات هدامة تجبر الشعوب على قبولها. فصمت الشعوب عن الفساد يجعلها شريكةً في إفساد حكامها، كما جاء في القرآن الكريم: "(وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً)". الحاكم الفاسد يحتاج لرعية فاسدة، لأنه لا يستطيع البقاء في بيئة صالحة، فالمجتمع الصالح سيقاومه وربما يسقطه. لهذا، نراه يسعى جاهدًا لتغيير المجتمع تدريجيًا أو بصدمات مفاجئة، مستعينًا بفاسدين من أبناء المجتمع ونخبه المزيفة، الذين يصنعهم النظام لتسويف الحقائق والتدليس على الناس. فساد الأنظمة هو رأس البلاء وبيت الداء؛ فنهب الثروات وتجميعها في أيدي الحاكم وعائلته وحاشيته، وإنفاقها على البذخ الشخصي أو في غير مصارفها الشرعية، ينعكس حتمًا على حياة الناس الاقتصادية والمعيشية. ينعدم فرص العمل، وتذبل جهود الرعاية الاجتماعية، ويصبح الاعتماد على المبادرات الفردية والجمعيات الخيرية هو الحد الأدنى لسد العجز الهائل. الحاكم إما أن يكون نعمة من الله أو نقمة على رعيته؛ صلاحه من صلاح رعيته، وصلاح الرعية من صلاحه. وقد شهد التاريخ أمثلة مشرّفة على ذلك، أبرزها الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي أصلح في عامين ما فسد في عقود، فأعاد الإسلام إلى سيرته الأولى، وأصبح سببًا في صلاح الرعية وازدهارهم، حتى أن المنادي على المحتاجين لا يجد من يجيبه، وقضيت ديون المسلمين وحوائجهم، وأمر بنثر الحب على رؤوس الجبال كي لا تقول الطيور إنها جائعة. وقد قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اعلموا أنه لا يزال الناس مستقيمين ما استقامت لهم أئمتهم وهداتهم". وعندما قيل له عن الغنائم، أجاب: "إن قوما أدوا هذا لأمناء"، مشيرًا إلى أن عفة الحاكم تعكس عفة الرعية، وإذا فسد الحاكم فسدت رعيته. ومن ممارساته العملية: فرض للمهاجرين الأولين مبالغ من بيت المال، دون أن ينقص أحدًا، وأهمل نفسه في المجاعة ليكون أول من يتقشف، مؤكدًا أن أولوية الحاكم هي رعيته، وأن المسؤولية في العدل والرحمة والصلاح مسؤولية متبادلة بين الحاكم والمحكوم. من هذا يتضح أن الناس على ما ألفت حكامهم عليه، وهم متأثرون باهتمامات ولاة أمرهم سواء في العلم والورع والزهد والعفة والعدل، أو في الجهل والفجور والجشع والمجون والظلم. فصلاح الناس والدين والدنيا مرتبط بصلاح الأمراء والعلماء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". باختصار، حكام صالحون يصنعون شعوبًا صالحة، وحكام فاسدون يفسدون مجتمعاتهم، وهو ما يجعل جدلية الحاكم والمحكوم مستمرة بلا جواب نهائي، لكنها بالتأكيد علاقة تأثير متبادل لا يمكن إنكارها.
قد يهمك ايضاً
"الناس على دين ملوكهم": من أفسد من؟ الحاكم أم المحكوم؟ قراءة تحليلية
صنعاء تحذّر واشنطن: ملفٌ حساس يفتح أبواب المواجهة الدبلوماسية
هستيريا السلطة..والانحدار العظيم:!!
ملف الإخوان يعود للواجهة: ترامب يلوّح بأقوى إجراءضد الجماعة.. تفاصيل الإجراءات؟!
"طريق الدم إلى دبي: كيف تحوّلت الإمارات إلى بوابة الذهب القادم من جبهات أفريقيا المشتعلة"
واشنطن وموسكو على شفا اتفاق… وأوكرانيا في مفترق صعب بين التنازل والكرامة..!!؟
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
زوجة طبيب يمني معتقل تعلن صراع أسرتها مع الغياب القسري منذ 533 يومًا:
"الخيواني…الذي أغضب الرئيس وكشف دولة الخطف"ما الذي تغيّر بعد؟