نافذين ومسؤولين عرضوا مبالغ 20 مليار ريال شهريًا لتوقف...مستعد تقديم سعر الكيلو الكهرباء بـ 15 ريال فيما سعر اللحوم بـ 1000 ريال للكيلو غرام.. تفاصيل مثيرة مع إحدى رجال الأعمال اليمنيين))

2/5/2025 9:48:16 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

نافذين ومسؤولين عرض مبالغ 20 مليار ريال شهريًا لتوقف...مستعد تقديم سعر الكيلو الكهرباء بـ 15 ريال فيما سعر اللحوم بـ 1000 ريال للكيلو غرام.. تفاصيل مثيرة  مع إحدى رجال  الأعمال اليمنيين))


حوارات -أجراس -اليمن 
ما يشهده الاقتصاد اليمني من تدهور غير مسبوقة من اللامسؤولية والارتجال والتلاعب وصراع اللوبيات وتضارب المصالح ومحاولات فرض استثمارات جديدة من الدوائر المغلقة والتي لا تخدم مصالح المواطن اليمني 

فمحاولة إجهاض اي مشاريع استثمارية قادمة من خارج المنظمة الحاكمة فاهي مشاريع قد تشكل الأضرار بمصالحها  وكل ذلك على حساب مصالح البلاد واستقرارها وسبل اخراجها من درك الأزمة الخانقة التي تدحرجت اليها في ظل حكم منظومة الشيخين .. وكل المشاركين في الحوار يتحملون المسؤولية في هذا المشهد الرديء وهذا التدهور الفظيع للحياة الإقتصادية في اليمن.

أجراس اليمن الاخباري يجري حوارا مع إحدى رجال الأعمال الذي قدموا عدداً من المشاريع الاستثمارية في مجال الكهرباء والزراعة والسياحة والتي وبحسب الدراسات كانت ستعمل على نهضة اقتصادية تنتشل حالة الركود الاقتصادي آلتي نعانيه..

رئيس التحرير 
حوارنا مع رجل الأعمال والمستثمر ياسر مصلح اللوزي الذي يقدم وعبر منصة التداول فيسبوك عدداً من المقترحات والتوصيات الاقتصادية والتي نالت الإشادة والإعجاب من الكثير والمهتمين بالشأن العام..
في البداية  أهلا وسهلا بك استاذنا ورجل الاقتصاد ياسر اللوزي ونود أن نسمع منك عن دافعك وراء ترك تجارتك ومشاريعك الخاصة والتفرغ لخدمة الأمة. كيف بدأت هذه الرحلة؟

ياسر مصلح اللوزي : أهلاً بكم، وشكرًا على إتاحة هذه الفرصة. في عام 2022، عاهدت الله أن أبذل كل ما أملك من مال وجهد في سبيل خدمة الأمة المستضعفة. قررت التخلي عن تجارتي وشركاتي وكرّست نفسي لتقديم مشاريع تنموية في قطاعات الكهرباء، الزراعة، والثروة الحيوانية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الخدمات الأساسية بأسعار معقولة، وحتى مجانًا للفقراء. كانت رؤيتي واضحة: العمل بصدق وإخلاص لتحقيق نهضة حقيقية في البلاد.

◀️ما هي أبرز المشاريع التي قدمتها للسلطة ؟

والله قدمنا عدة مشاريع استراتيجية، أبرزها:
◾مشروع الكهرباء: كان هدفه إنشاء قطاع كهربائي متكامل بتكلفة تشغيل منخفضة، بحيث لا تتجاوز تعرفة الكيلووات 15 ريالًا للمواطنين، مع تقديم الكهرباء مجانًا للفئات المستضعفة. خططنا لبناء محطات كهربائية مملوكة بالكامل للدولة، وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء، وتوسيع الخدمة لتشمل كافة المناطق الريفية.

◾ مشاريع زراعية وثروة حيوانية: بدأتُ بمشروع زراعي في الحديدة على مساحة 80 معاد، تم تزويده بشبكة ري حديثة، طاقة شمسية، وحفر آبار للمياه. تمكنّا من تحويل الأرض القاحلة إلى مزرعة نموذجية، وقدمت أكثر من نصفها للأعمال الخيرية. كما سعيت لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج اللحوم والألبان، وكان بالإمكان خفض سعر الكيلوغرام من اللحوم إلى 1000 ريال يمني فقط خلال أسبوع من الموافقة على المشروع.

◾ مشروع استثماري سياحي: خططنا لإنشاء شاليهات ومنتجعات سياحية فاخرة لجذب المستثمرين، لكننا واجهنا عراقيل مستمرة، ما اضطرني لإعادة أموال المستثمرين حفاظًا على مصداقيتنا.

 
باعتقادي إذا تحققت مثل هذه المشاريع فإنها ستحدث نقلة نوعية في البلاد.. السؤال كيف تعاملت السلطة  والجهات الرسمية مع  هذه المشاريع التنموية؟

◾بالرفض والتهميش
نقولها بكل امانه وحرقة بأن تعامل السلطة والجهات الرسمية معنا كان مخيب للغاية  برغم أننا قدمنا هذه المشاريع بتمويل ذاتي ودون أي تكلفة على الدولة، قوبلنا بالرفض والتهميش. تواصلت مع جميع المستويات القيادية، من رئيس الجمهورية إلى الوزراء ومجلس النواب، لكننا كنا نواجه مماطلات وأكاذيب، حيث يدعي البعض أن المشروع تم رفعه إلى القيادة، بينما في الواقع لم يكن قد وصلها أبدًا.

كما تعرضت لضغوطات هائلة، حيث عرض عليّ مسؤولون وتجار نافذون مبالغ تصل إلى 20 مليار ريال شهريًا مقابل التراجع عن مشروعي للكهرباء، والسماح لهم ببيعها للمواطنين بأسعار باهظة تصل إلى 210 ريالات للكيلووات، بينما كنت مستعدًا لتوفيرها بـ60 ريالًا أو أقل. وعندما رفضت، بدأوا بمحاولات لتشويه سمعتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني لم أتراجع عن موقفي.

◀️هل تمكنت من مقابلة القيادة العليا في الدولة وعرض مشاريعك مباشرة؟

ياسر اللوزي: نعم، وبعد جهد كبير، تمكنت من مقابلة السيد، وعرضت عليه مشاريعي بالتفصيل. في البداية، أبدى تفهمًا، لكنني صدمت لاحقًا عندما أحالني إلى نفس الأشخاص الذين كنت أشتكي منهم، والذين كانوا سبب العراقيل منذ البداية. للأسف، لم أحصل على الثقة التي كنت أبحث عنها، ورغم أنني قدمت لهم خططًا واضحة ومضمونة، لم يتم تبني أي منها.

◀️: هل كانت هناك محاولات لإقصائك أو إجبارك على التخلي عن مشاريعك؟

ياسر اللوزي: بالطبع. لم يكن الأمر مجرد رفض، بل وصل إلى مستوى التهديدات والعروض المغرية لإجباري على التراجع. حاولوا إجباري على الدخول في شراكات فاسدة تضمن لهم أرباحًا طائلة على حساب الفقراء، لكنني رفضت. بل إنني عرضت عليهم أن يكسبوا بالحلال وبأرباح معقولة تصل إلى 7 مليارات ريال شهريًا، لكنهم أرادوا أكثر، حيث خططوا لجني أكثر من 100 مليار ريال شهريًا من جيوب المواطنين.

عندما أدركوا أنني لن أقبل بهذا، بدأوا بشن حملة تشويه ضدي، واستخدموا نفوذهم لإجهاض مشاريعي. كل ذلك لأنني أردت أن أخدم وطني بإخلاص، دون الدخول في شبكات الفساد المنتشرة.

◀️ هل تعتقد أن هناك أملًا في تغيير هذا الواقع؟

التغيير ممكن، لكنه يتطلب إرادة سياسية صادقة. نحن في نمارق للاستثمار لدينا القدرة الكاملة على تمويل وتنفيذ هذه المشاريع، وملتزمون بالكشف عن مصادر تمويلنا بشفافية تامة فور توقيع العقود. لكن ما نحتاجه هو بيئة حكومية نزيهة تدعم المشاريع التي تخدم الشعب، بدلًا من عرقلتها لصالح فئة قليلة من المنتفعين.
ورسالتي التي أوجهها للمسؤولين هي: اتقوا الله في هذا الشعب المستضعف، فالتاريخ لن يرحم أحدًا، والمستقبل لن يبنى بالمماطلات، بل بالعمل الصادق والتخطيط السليم.

◀️ ما هي رسالتك لرجال الأعمال والمستثمرين الذين يفكرون في الاستثمار داخل اليمن؟

 أقول لهم: إن الوطن بحاجة إلى استثماراتكم، لكن عليكم أن تكونوا مستعدين لمواجهة الفساد والمصالح الضيقة. لا تترددوا في المساهمة في بناء اليمن، لكن ضعوا مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، ولا تسمحوا لأصحاب النفوذ أن يستغلوكم لزيادة ثرواتهم على حساب الفقراء.
كما أطالب الدولة بأن تثبت للمستثمرين المحليين والأجانب أنها بيئة آمنة وشفافة، وإلا فإن الجميع سيتوجه للاستثمار في الخارج، ويخسر اليمن فرصة حقيقية للنهوض الاقتصادي.

◀️نشكرك، أستاذ ياسر، على هذا الحوار الصريح والمهم. نتمنى أن تلقى جهودك الاستجابة المطلوبة، وأن نرى مشاريعك تتحقق لخدمة الوطن والمواطنين.

ياسر اللوزي: شكرًا لكم، وأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير للبلاد والعباد.