من تحت الركام ينهض اليمن: المجزرة لن تُنسى.. والثأر قادم!"تقرير

4/19/2025 5:55:47 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

14

من تحت الركام ينهض اليمن: المجزرة لن تُنسى.. والثأر قادم!"تقرير

من تحت الركام ينهض اليمن: المجزرة لن تُنسى.. والثأر قادم!"تقرير 

تقرير// -أجراس -اليمن//
في تصعيد خطير يكشف عن الوجه الإجرامي المتوحش للولايات المتحدة، شنّت طائرات أمريكية غارات جوية مباشرة على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة، مستهدفة منشآت مدنية وعمالاً وموظفين أبرياء، في واحدة من أبشع المجازر المرتكبة بحق الإنسانية.

لقد ارتكب العدو الأمريكي مجزرة كاملة الأركان بدمٍ بارد، بحق مدنيين لم يحملوا سوى أدوات رزقهم، وارتادوا مواقع عملهم سعياً وراء لقمة العيش. لم تُوجَّه الغارات إلى موقع عسكري، بل إلى منشأة مدنية يُحرّم القانون الدولي والإنساني استهدافها، ما يكشف النية المبيَّتة لقتل الأبرياء.

في اللحظات الأولى، سقط عشرات الشهداء، وتحوَّلت أجسادهم إلى أشلاء، واختلطت عظامهم بحديد الميناء، وتشوهت وجوههم حتى غابت عنها الملامح. الأرض صرخت من هول الكارثة، وتحول الميناء إلى مشهد لا تُحتمل رؤيته.

ولم يكتفِ الطيران الأمريكي بالمجزرة الأولى، بل عاد ليقصف من تبقى من الناجين، مستهدفًا طواقم الإسعاف والدفاع المدني، في جريمة حرب مركّبة، وانتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية.

الحصيلة غير النهائية للمجزرة بلغت 74 شهيدًا و171 جريحًا، كثيرٌ منهم في حالة حرجة، بين من فقد أطرافه، ومن تعذّر التعرف عليه بسبب التفحم والتمزق. وما زالت فرق الإنقاذ تواصل عملها تحت الأنقاض بحثًا عن المفقودين، حيث تحوَّل الميناء إلى مقبرة جماعية تئن تحتها الأرض.

واشنطن لم تكتفِ بالجريمة، بل خرجت ببيان متغطرس يبرر المجزرة بـ"استهداف موقع تهديد"، متجاهلة أن المستهدفين كانوا عمالاً مدنيين، في محاولة مفضوحة لتبرير القتل، وإلباس المجزرة ثوب الشرعية الزائفة.

هذا البيان لم يكن سوى استخفاف بالدم اليمني، وكشف عن نزعة إجرامية متجذرة وعداء سافر لكل من يرفض الهيمنة الأمريكية.

مجزرة رأس عيسى ليست حادثة معزولة، بل جزء من مسلسل مستمر من الإبادة الأمريكية-الصهيونية، وما يجري في اليمن هو انعكاس لما يحدث في غزة، القاتل واحد، والسكوت الدولي ذاته.

العدوان الأمريكي تجاوز كونه حربًا عسكرية، ليغدو حربًا على الروح اليمنية الحرة، وعلى الموقف المشرف المناصر لفلسطين.

لقد اختارت واشنطن معاقبة اليمن على مواقفه الداعمة للمقاومة، وعلى صوته الحر الذي كسر حاجز الصمت العربي. والنتيجة: قصف، وحصار، ومجازر جماعية بحق المدنيين.

مجزرة رأس عيسى كشفت مجددًا زيف المجتمع الدولي، وتواطؤ منظمات حقوق الإنسان، وصمت الأمم المتحدة، وعجزها حتى عن تسمية القاتل، لتتحول إلى شريك غير مباشر في الجريمة.

أمريكا لم تجرؤ على مواجهة رجال اليمن في الميدان، فلجأت إلى قصف صدور المدنيين، في تصعيد يائس يكشف إفلاسها الميداني.

التاريخ الأمريكي حافل بالمذابح، من فيتنام إلى العراق وأفغانستان، واليوم في اليمن، ولا يزال القتل هو وسيلتها الوحيدة لتطويع الشعوب.

لكن اليمن لم يعرف الخنوع، ومن تحت الركام ينهض، لا ليستجدي عطفًا، بل ليعلن الجهاد، ويؤكد أن الشعب لا يُكسر، ولا ينسى، ولا يصفح.

الصمود اليمني فعل لا شعار، يتجلى في الميدان، وفي المواقف، وفي الحصار البحري للسفن المعادية، وفي العزيمة الشعبية التي لا تلين.

وعدوان أمريكا اليوم ليس دليل قوة، بل تعبير عن رعبها من صوت صنعاء، ومن الصواريخ التي كسرت الحصار، ومن المواقف التي أحرجت الأنظمة الخانعة.

لن تُنسى مجزرة رأس عيسى، ولن يُمحى العار الأمريكي. كل شهيد سقط فيها سيظل شاهدًا على الجريمة، وكل قطرة دم ستكون عهدًا لا يُكسر، بأن الشعب اليمني سيبقى واقفًا، لا يركع، ولا يساوم.

العدالة لن تأتي من الأمم المتحدة، بل من الميدان، ومن الدماء الطاهرة التي ستصنع النصر، وتكتب فصلًا جديدًا من صمود اليمن الذي لا يُقهر.

وكالة سبأ