كتاب "شمس المعارف".. بين الاتهام بالسحر والبحث في الروحانيات.. تفاصيل مالم تعرفه ))

5/10/2025 2:08:48 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

10

كتاب "شمس المعارف".. بين الاتهام بالسحر والبحث في الروحانيات.. تفاصيل مالم تعرفه ))




كتاب "شمس المعارف".. بين الاتهام بالسحر والبحث في الروحانيات.. تفاصيل مالم تعرفه ))

تحقيقات 

خاص – أجراس اليمن الإخباري

لا يزال كتاب شمس المعارف الكبرى يثير كثيرًا من الجدل في الأوساط العربية والإسلامية، حيث تتضارب الآراء بشأن مضمونه بين من يراه كتابًا في السحر والشعوذة، ومن يعتبره مرجعًا في علوم الفلك والروحانيات. وبين هذه الروايات، تبقى الأسئلة حول أصل الكتاب، ومؤلفه الحقيقي، ومدى صحة ما يتداول عنه، محل نقاش دائم.

المؤلف: من هو البوني؟

ينسب الكتاب إلى العالم المتصوف شهاب الدين أحمد بن علي البوني، المولود في مدينة بونة (عنابة حاليًا) عام 520هـ والمتوفى في القاهرة عام 622هـ. ويعد البوني من أعلام الصوفية الذين اشتغلوا بعلم الحروف والأسرار الروحانية. غير أن عددًا من العلماء اتهموه بالشعوذة، بل وذهب بعضهم إلى تكفيره بسبب مضامين الكتاب المنسوب إليه.

محتوى الكتاب وفصوله

يتألف شمس المعارف الكبرى من أربعين فصلًا تتناول موضوعات مختلفة، من بينها: أسرار الحروف، منازل القمر، البروج الفلكية، خواص الآيات القرآنية، أسماء الله الحسنى، وأوفاق الطلاسم. كما يحتوي على أدعية وأعمال يُعتقد أن لها تأثيرات روحانية وجلبًا للرزق أو تيسيرًا للأمور، وهو ما جعله محل ريبة واتهام بممارسة السحر.

شيخ يكشف التفاصيل: 90% من النسخ محرفة

في حوار خاص مع "أجراس اليمن الإخباري"، كشف أحد المشايخ المهتمين بعالم الجن والروحانيات (فضّل عدم ذكر اسمه) عن معلومات مثيرة تتعلق بالكتاب. وأوضح أن "90% من النسخ المتوفرة عبر الإنترنت محرفة"، مشيرًا إلى أن النسخة الأصلية الوحيدة موجودة في المكتبة البريطانية.

ليس كتاب سحر!

وفقًا للشيخ، فإن شمس المعارف ليس كتابًا للسحر بالمعنى المعروف، بل هو أقرب إلى موسوعة في العلوم الروحانية، تُستخدم وفق نية القارئ ومقصده. وأشار إلى أن "الجن لا يظهر لمجرد قراءة الكتاب، بل إن ذلك يتطلب التزام طقوس معينة، مثل الصيام الروحي والعزلة".

اتهامات للبوني.. وردود تاريخية

وردًا على الاتهامات الموجهة للبوني، قال الشيخ إن الرجل كان عالمًا ومتصوفًا، وقد حج بيت الله وطلب العلم من علماء زمانه. ونقل عنه أنه قال في أحد المجالس: "أنا أشتغل بعلم الشهادة لا بعلم الغيب"، في إشارة إلى أنه لا يدّعي امتلاك قدرة خارقة أو صلة بالجن.

جدل حول التأليف الفعلي

رواية أخرى مثيرة تطرح تساؤلًا حول ما إذا كان البوني هو المؤلف الحقيقي للكتاب. إذ تشير مصادر إلى أن الشيخ عبد القادر الحسيني الأدهمي هو من جمع المادة وأخرجها في القرن العشرين، بعد وفاة البوني بقرون، مع الإشارة إلى أن أشهر نسخة مطبوعة ظهرت عام 1985.

الساحر والروحاني: تمييز مهم

وفي رده على الخلط الشائع بين الساحر والروحاني، أوضح الشيخ أن "الساحر يتعامل مع الشياطين لتحقيق أذى للناس، بينما الروحاني يعتمد على القرآن وأسماء الله الحسنى لأغراض نافعة، كالعلاج والمساعدة".

طمس ممنهج للمعرفة؟

ألمح الشيخ إلى أن ما يثار حول الكتاب من تهم قد يكون نتيجة "طمس مقصود" للعلوم العربية القديمة، متهمًا أطرافًا خارجية بالسعي إلى تشويه هذه المعارف وتحريف مضامينها الأصلية.

الخلاصة: علم بحاجة لفهم لا لتكفير

أكد الشيخ في ختام حديثه أن تعلم العلوم الروحانية لا يتطلب التدين الظاهري، لكنه شدد على ضرورة وجود إيمان قوي واتزان روحي، محذرًا من الانحراف بسبب الجهل أو الطمع في السيطرة على الخوارق.