رأى|دعوة تاريخية للمصالحة الوطنية.. الفريق السامعي يضع مستقبل اليمن فوق المصالح..فهل تصغي الأطراف لدعوة السلام؟

10/21/2025 3:45:24 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

15

رأى|دعوة تاريخية للمصالحة الوطنية.. الفريق السامعي يضع مستقبل اليمن فوق المصالح..فهل تصغي الأطراف لدعوة السلام؟






رأى|دعوة تاريخية للمصالحة الوطنية.. الفريق السامعي يضع مستقبل اليمن فوق المصالح..فهل تصغي الأطراف لدعوة السلام؟

خاص// -أجراس-اليمن//
كتب|فهد الهريش 

في تغريدة له مؤخرا قال الفريق السامعي
"عقولنا منفتحة للحوار، وأيدينا ممدودة لكل أبناء الوطن من أجل التقارب ووقف الحرب والعنف. فالوطن يتسع للجميع وهو ملك للجميع.
نعم للسلام، نعم للشراكة، معًا لبناء الوطن"

وعلى مدى السنوات الأخيرة، كرر عضو المجلس السياسي الأعلى، الفريق سلطان السامعي، دعواته للحوار الوطني والمصالحة بين جميع الأطراف في اليمن، مؤكدًا أن "عقولنا منفتحة للحوار، وأيدينا ممدودة لكل أبناء الوطن من أجل التقارب ووقف الحرب والعنف". هذه التصريحات المتكررة ليست مجرد كلمات عابرة، بل تعكس محاولة جادة لإعادة فتح قنوات التواصل في بلد مزقته الصراعات الداخلية والعنف المتواصل.

دعوة للحوار في ظل الأزمة المستمرة

تأتي دعوة السامعي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى رؤية وطنية موحدة، خاصة مع استمرار معاناة المواطنين وتراجع مؤشرات التنمية والاستقرار. ويضع السامعي السلام والشراكة الوطنية في صميم أولوياته، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب تضافر جهود جميع المكونات السياسية والاجتماعية لبناء يمن مستقر، بعيدًا عن الانقسامات والتناحر.

ما يميز دعوات الفريق السامعي هو الوضوح والصدق في الطرح؛ فهو لا يكتفي بالدعاء للحوار، بل يربطه بمسؤولية أخلاقية ووطنية قائلاً إن "الوطن يتسع للجميع وهو ملك للجميع". هذا الموقف يعكس فهمًا عميقًا لضرورة الشراكة السياسية الحقيقية التي تتجاوز المصالح الفردية أو الحزبية، وهو ما يجعل دعواته أكثر مصداقية.

المبادرة الوطنية للمصالحة

في مايو 2025، أطلق الفريق السامعي مبادرة سياسية للمصالحة الوطنية الشاملة، داعيًا إلى عقد مؤتمر وطني جامع لكل القوى السياسية، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية. وأوضح أن هذه المبادرة تنبع من شعور وطني صادق، بعيدًا عن أي مكاسب شخصية، مؤكدًا أن الواجب الوطني والأخلاقي يتطلب من كل قيادة سياسية التحرك لوقف التدهور المستمر الذي أصاب اليمن خلال العقد الماضي.

لكن كما هو معروف في أي سياق سياسي معقد، تبقى دعوات الحوار والمصالحة محفوفة بالتحديات. فنجاحها يعتمد على تجاوب الأطراف المختلفة وقدرتهم على تجاوز الأحقاد والصراعات السابقة، وهو ما يضع المسؤولية المشتركة على كل من لديه غيرة على اليمن ومستقبل أبنائه.

وفي سياق آخر، انتقد الفريق السامعي الوضع الداخلي في مناطق سيطرة الحوثيين، مشيرًا إلى أن "المجلس السياسي الأعلى – وأنا أقول هذا الكلام جازمًا – مجلس شكلي، لا يملك من الأمر شيئًا. لا نحكم. نحن عاجزون حتى عن القبض على فاسد واحد ينهب ويسرق المليارات، بينما الناس تعاني الجوع".


حينها تلقى الفريق السامعي دعمًا من بعض السياسيين والمثقفين داخلياً وخارجياً ممن ينتمون إلى محور المقاومة الذين اعتبروا دعوته للحوار والمصالحة خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع الداخلي. في المقابل، هناك من يرى أن هذه الدعوات قد تكون محاولة لتوسيع دائرة النفوذ السياسي، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة للأداء الحكومي.

يمكن قراءة تكرار السامعي لهذه الدعوات في أكثر من لقاء وتصريح على أنه رسالة مزدوجة:
 رسالة داخلية: توجيه نداء للأطراف اليمنية المختلفة، مفادها أن هناك من يسعى لوقف الانقسام والعنف.

رسالة خارجية: إظهار للعالم أن هناك قيادة يمنية تدرك حجم الكارثة الإنسانية وتسعى لإيجاد حلول سياسية قبل أن تتفاقم الأزمة.

لكن يبقى السؤال الكبير: هل ستلقى هذه الدعوات آذانًا صاغية لدى جميع الأطراف، أم ستظل مجرد كلمات طيبة أمام واقع معقد؟ الجواب يعتمد على إرادة سياسية حقيقية، على القدرة على تجاوز المصالح الضيقة، وعلى التزام كل القوى الوطنية بمبدأ أن اليمن للجميع، وأن مستقبل الأجيال القادمة يستحق التوحد فوق أي خلاف.