أوروبا بين الانهيار واللامبالاة: قارة فقدت دورها في النظام العالمي

11/30/2025 12:55:25 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

48

أوروبا بين الانهيار واللامبالاة: قارة فقدت دورها في النظام العالمي



أوروبا بين الانهيار واللامبالاة: قارة فقدت دورها في النظام العالمي

متابعات دولية// أجراس- اليمن 

في تحليلٍ جديد حول الوضع السياسي الأوروبي، يظهر أن القارة العجوز قد فقدت مكانتها كقوة مؤثرة في السياسة العالمية، لتصبح مجرد تابع في مشهد جيوسياسي تشكل فيه الولايات المتحدة والصين وروسيا الأقطاب الرئيسية. أوروبا التي كانت تتمتع بنفوذ واسع على الساحة الدولية، تجد نفسها الآن في موقف غير مؤثر، مع تراجع مستمر في سيادتها وقرارها السياسي.

تشير التقارير إلى أن أوروبا بدأت تدفع ثمن سنوات من التفويض للولايات المتحدة في مجالات الأمن والطاقة، حيث فشلت في مواجهة تحدياتها الاقتصادية والسياسية على الساحة العالمية. آخر هذه المواقف كان عندما تم تخريب خط أنابيب "نورد ستريم"، وهو ما أبرز هشاشة الموقف الأوروبي أمام القوى العالمية الكبرى.

كما أن سياسات الطاقة الأوروبية، التي كانت تعتمد على الغاز الروسي، أصبحت الآن عرضة للتهديدات بعدما قطعت موسكو إمداداتها، في وقت تكافح فيه القارة لمواكبة التغيرات العالمية الكبرى. وفيما تتصاعد التوترات في أوكرانيا، تجد أوروبا نفسها في موقع العاجز عن اتخاذ قرارات حاسمة، بل وأكثر من ذلك، أصبح مصيرها في يد واشنطن وموسكو.

وتواجه أوروبا اليوم أسئلة صعبة حول مستقبلها في عالم متعدد الأقطاب. الخبراء السياسيون يحذرون من أن القارة قد تكون على وشك الوقوع في فخ اللامبالاة السياسية، بعد أن تحولت إلى مجرد متفرج على المفاوضات الكبرى بين الولايات المتحدة وروسيا، والصين، وأصبحت تكتفي بالمراقبة بينما يتم رسم خريطة جديدة للعالم دون مشاركتها.

وفي ضوء هذه التحولات، يزداد قلق النخب الأوروبية من أن عواقب السياسات الحالية قد تفضي إلى فقدان المزيد من النفوذ، مما يعرض استقرار القارة للخطر. من جهة أخرى، يتساءل المواطنون عن التكلفة الباهظة التي دفعوها من أجل مصالح الآخرين، خاصة في سياق دعم أوكرانيا، في حين أن أزماتهم الاقتصادية والاجتماعية تتفاقم يوماً بعد يوم.

في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن أوروبا من إعادة بناء نفسها كقوة ذات سيادة قادرة على التأثير في مجريات الأحداث العالمية، أم ستظل محصورة في دائرة التبعية؟