مقالات|اللوزي يكتب:المشكلة كبيرة... وحلها بيد "قائد الثورة لا غير "

11/21/2024 10:05:13 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي




مقالات|اللوزي يكتب:المشكلة كبيرة... وحلها بيد "قائد الثورة لا غير " 


كتب /ياسر مصلح اللوزي


‌عودوا إلى الله، وساندوا قائدكم بصدق

في زمنٍ طغى فيه الظلم واستشرى الفساد في جسد الأمة، باتت الحاجة إلى إعادة تأسيس مبادئ العدل والنزاهة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. إنّ الفساد ليس مجرد انحراف عن الطريق القويم، بل هو سبب هلاك الأمم، كما حذرنا الله عز وجل في كتابه الكريم. إن العدالة هي أساس كل بناء مستدام، وهي الميزان الذي يُبقي الأمم قائمة وقوية، بينما الظلم والتقصير لا يُثمران سوى الانهيار والتشتت.

اليوم، نواجه تحدياً كبيراً، حيث أصبحت القضايا العادلة مؤجلة، والمصالح الشخصية تطغى على المصالح العامة، مما أدى إلى تعطيل أحكام القضاء، وعرقلة الإصلاحات التي أمر بها قائد الثورة، بدءاً من تفعيل القضاء، ودعم الزراعة، وصولاً إلى إصلاح التعليم.

هي رسالة ودعوة بالعودة  إلى الله، وتحكيم شريعته التي أوجبت العدل بين الناس، وحثت على الإيثار والعمل الجماعي الصادق. قال الله تعالى: "وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (الشورى: 38)، فأين نحن من الشورى والعمل المشترك؟ وأين نحن من أداء الأمانة؟

هي صرخة لكل مسؤول، لكل مواطن، ولكل من بيده قرار أو كلمة، لنضع أيدينا معاً في سبيل إنقاذ ما تبقى من القيم والأسس التي بُني عليها هذا الوطن، قبل أن يُقال: "فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ" (الملك: 11).

لقد شكلت تصرفات بعض المسؤولين المحسوبين على المسيرة إلى تنفير الناس منها خلف لما كان حاصل عند انطلاقها.. ففي عام 2015، لو تجرأ أحد على الإساءة لأي مجاهد، لوجد ألف مدافع عنه من الشعب. ولكن، بعد استش.هاد الصما.د وتولي الحكومة الحالية، بدأت الأمور تتغير. الناس أصبحوا يجرؤون على انتقاد اي مسؤول أو مشرف واتهامهم بالفساد والظلم. 
و كان المدافعون عنهم يتحدثون بحياء وبصوت منخفض. ومع مرور الوقت، تعالت الأصوات بسبب زيادة الظلم والفقر وانعدام الخدمات، حتى أصبحت الاتهامات بالفساد لا تستثني أحداً سوى القائد.

لقد خرج قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمئات المحاضرات التي لم تكن مجرد نصائح أو خطب دينية، بل توجيهات صريحة وواضحة. وجه القائد القيادات بتفعيل القضاء وإقامة العدل في أوساط الأمة. لكن، ما الذي حدث؟ بدلاً من الالتزام بهذه التوجيهات، قاموا بفتح مكاتب إنصاف لكل واحد منهم، تاركين القضاء بدون دعم أو عون. وعادوا ليقوموا بدور القضاة بأنفسهم.

هل قاموا بحل قضايا الناس؟ لا. بل كانوا يستلمون القضايا ويماطلون، مرددين: "هذه المشكلة كبيرة، ولا يمكن حلها سوى قائد الثورة " 

لقد تُركت آلاف القضايا دون حل، وكان المواطنون ينتظرون لأشهر وسنوات دون جدوى. هذه المكاتب التي فتحت نادراً ما كانت تحل القضايا. كان الحل يتطلب إما دفع "جزية" كبيرة، أو حدوث كارثة يسمع بها الجميع. أما القضايا الأخرى، فقد بقيت في طي النسيان.

ومع مرور الوقت، بدأ الناس يقولون: "حتى القائد لا يعلم بما يحدث". ورغم ذلك، كان القائد يظهر ليخفف من معاناة الشعب ويشرح الوضع، مؤكداً: "لقد وجهت بتفعيل القضاء، وأي فاسد يجب محاسبته، بغض النظر عن انتمائه" ومع ذلك، لم يتحرك المعنيون بالأمر، بل استمروا في تجاهل التوجيهات وكأنها ليست موجهة لهم. المؤلم أن السيد نفسه وصف الحكومة بأنها "مزريّة، فاسدة، وفاشلة". ورغم هذا، لم يحدث أي تغيير.

بل على العكس، يخرج المسؤولون بعد كل محاضرة للسيد ليباركوا كلامه، وكأنهم غير معنيين بالأمر، مما أصاب الشعب والقائد بالصدمة. وفي أحد خطاباته، وجه القائد توجيهاً صريحاً لكل من في الحكم، قائلاً: "عينوا المزارعين، نريد تحقيق الاكتفاء الذاتي في الزراعة. قوموا بتشجيع التجار، واعملوا على بناء شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع تشمل كافة المجالات: الزراعة، الصناعة، والتجارة"

نقول للداعمين للفساد ومروجيه: لماذا هذا التصرف غير اللائق؟ لماذا الكلمات الجارحة وإثارة النزاعات واستفزاز الناس؟ كلامي واضح في المنشورات؛ إذا تحدثت عن الفساد ووصفت الوضع بـ"مسيرة الفساد"، فهل يُعقل أن يظن أحدٌ أنني أعني بذلك أنصار.الله؟ كلمة "مسيرة" تأتي في سياقات كثيرة، مثل: مسيرة النضال، مسيرة الحق، مسيرة العمل، مسيرة الكفاح، وحتى مسيرة الشر، ومسيرة الحمير والبغال! لذلك، الربط الخاطئ بين المعنى والسياق يعكس سوء فهم واضح. إذا كان لديك اعتراض، فلتطرحه بأسلوب محترم وبطريقة مفهومة، بدلاً من الانجراف إلى تصرفات غير مسؤولة تعكس نقص الاحترام لنفسك وللآخرين.


عليكم أن تثقوا بأننا ما زلنا إخوة،  نحاول بناء جسور التعاون مع الآخرين ليصبحوا حلفاء وينضموا إلينا. ومع ذلك، هناك من يسيء لهذا الهدف بتصرفاتهم غير اللائقة التي تضر بالمجتمع بأكمله. هؤلاء الأشخاص، على الرغم من أنهم ينتمون إلينا، إلا أنهم بأسلوبهم السلبي أصبحوا أشد ضرراً من الأعداء أنفسهم. أفعالهم تعكس أخلاقاً غير مسؤولة وتعاملات فاشلة...

أنا ملتزم بتوجيهات القيادة، وأتجنب ذكر الأسماء، وأكتفي بالحديث عن الفساد كظاهرة عامة، كما وجهنا السيد القائد مراراً. لقد أكد بوضوح أن الحكومة تعاني من إخفاقات كبيرة، وأنه يجب إصلاح الوضع من جذوره، وهذا هو الحق الذي لا جدال فيه.
وعلى أولئك الذين تسببوا باستفزاز الناس من خلال تصرفاتهم غير المقبولة، وزرعوا الكراهية وشوهوا صورة القيادة. هذه الأفعال لا تساهم إلا في إثارة الفوضى والتشكيك في القيادة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.

عودوا إلى الله، وساندوا قائدكم بصدق. العدالة هي أساس بناء الأمة، والزراعة هي ركيزة الاكتفاء الذاتي. التعليم هو مفتاح النهضة. إذا تعاونت جميع الجهات بصدق وإخلاص، فإننا سنشهد تغييرات إيجابية عظيمة في وقت قصير. أما إذا استمر الوضع كما هو، فإن النتيجة ستكون المزيد من الظلم والفقر والفوضى، ولن نجد حينها حتى شجرة تحمينا من حرارة الشمس.

الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم. الاختيار لكم، فإما أن تكونوا جزءاً من الحل، أو أن تستمروا كعقبة في طريق النهضة