12/11/2024 4:34:27 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
في ظل حكومة أمنت نفسها بإلهاء شعبها...!!كيف يؤثر الجوع والشبع على الانحدار الحضاري ؟؟!
في ظل حكومة أمنت نفسها بإلهاء شعبها...!!كيف يؤثر الجوع والشبع على الانحدار الحضاري ؟؟! دراسات - أجراس- اليمن إبراهيم ماين مدون، باحث في الفلسفة التاريخ يشهد بأن الحضارات بنيت بالكدح والقوة والكفاح والعلم والفلسفة والمنطق (غيتي) دعونا أولًا نتّفق على قاعدة أساسيّة، مفادها أنّ كل حضارة بلا تفكير فلسفي هي حضارة تحتضر؛ لأن الفلسفة هي ما تُبقي نبضَ الفكر حيًا في عروق الأمم، والموت المحتوم هو مصير كلّ أمة أو حضارة ارتضت لنفسها أن تسلك في سبيل قمع العقل، ووأْد الفكر وإجهاض الإبداع وخنق الابتكار، مسالك ملتوية ومتعرجة. وقد يعترض معترض، معتبرًا أنّ حياة الشعوب والأمم تقوم على ترفها ورفاهيتها، ولست أقدح في هذا الاعتراض إذا حاكمته من منطق الرغبة، لكنني أشجبه بشدة من منطق العقل، فالرغبة لا تفصلنا عن عالم الحيوان، ولا تتسنّم بنا درجات إلى استجلاء أفق الإنسان الحق، فكما أننا نرغب في الحصول على ضروريات الحياة من أكل وشرب وجنس ومسكن، وما يزيد على ذلك، كذلك الحيوانات ترغب في هذه الضروريات للحفاظ على جنسها. ومادامت نهضة الأمم رهينةً بتحقق هذه الرغبات فلا يعاب في ذلك شيء، والشعب الذي يئنّ تحت وطأة الحاجة الملحة لضرورياتٍ، من المفترض أن تتحقق بالقوة دون المطالبة بها.. لن نلومه على انقطاعه عن التفكير وتعطيله العقلَ، فهكذا شعب هو كالمجنون لا يمكن محاسبته بالقانون على جرم اقترفه، فالمحاسبة كلّ المحاسبة تقع على عاتق حكومات متجبرة وجائرة، تسببت في تجفيف منابع الرزق، وتنشيف مصادر العيش للناس، فلا مخافة على مثل هذه الحكومات من تغوُّل الفكر وتمرُّد الفلسفة، كونها أمنت مكانها بإلهاء شعبها...! يقول أحدهم : أن سياسة الإلهاء لم تعد منحصرة في دفع الناس إلى البحث عن بحبوحة العيش، بل امتدت إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو ما يسمى بالميديوقراطية، حيث الرداءة تسود، والبلاهة تنتشر، والسفاهة تتفشى، والبلادة تستشري، والتفاهة تسيطر على العقول. والسؤال : هل وجدت حضارة بناها الإنسان برغباته؟ وهل وجدت حضارة بناها الإنسان بالتفاهة؟ الإنسان يصبح خطيرًا عندما يجوع.. في الحقيقة، وجدت حضارات دمرتها الرغبة المستعرة، ولك في الحضارة الرومانية مثال، ولك في الحضارة المصرية القديمة في عهد الملكة كليوباترا عبرة، وإذا نحن نبشنا عن السبب الثاوي خلف انحدار هذه الحضارات، فلن نحدّده في الرغبة بالضبط، بل في قاعدة أساسية أخرى، وهي: "يصبح الإنسان خطيرًا عندما يجوع". الجوع الجنسي أشرس أنواع الجوع وأكثرها فتكًا بالحضارات هو الجوع الجنسي؛ لأن هذا النوع من الجوع يصدر عن شبع حتى التخمة، ففي الحضارات التي ذكرنا لم يكن جوع البطن هو الذي أدى إلى انهيارها، بل جوع الشهوة، فهذا الجوع كالنار التي تتأجج كلما أضفنا إليها المزيد من الحطب، حتى تهشّم كل شيء . لماذا تخلّفنا؟ وحينما لا يبقى شيء صلد ترتكز عليه الحضارة، فإنها لا محالة تهوي وتتداعى، ولا نرى أساسًا آخر أنسب من أساس العقل الذي قامت عليه الحضارة الإسلامية، وانهارت بتخريبه وتهديمه بقمع المدافعين عنه (المعتزلة)، وما زلنا إلى اليوم نسأل السؤال الساذج: لماذا تخلّفنا؟ وفي كل مرة نطرحه تثور عقدة النقص، وتتزعزع عقيدة النص في داخلنا، فنغطيها بمسوغات المقارنات التافهة مع الغرب، وكأن الغرب -حسب تعبير مالك بن نبي- صيدلية نقتني منها دواء أمراضنا، والحق أن أمارة تخلفنا موجودة في التاريخ، لا تحتاج إلى توضيح، فالحضارة العباسية انتهت بشنق العقل، والحضارة الأندلسية تلاشت بخنق العلم والفلسفة. الإنسان يصبح خطيرًا عندما يشبع والتاريخ من جهة أخرى يشهد بأن الحضارات بنيت بالكدح والقوة والكفاح، بالعلم والفلسفة والمنطق، بالإبداع والابتكار، بالدين والفن والفكر، وليس بالتفاهة والبلاهة؛ فإنسان الحضارة هو إنسان نشيط غايته تحقيق الفضيلة والسعادة، وطريقه نحو هذه الغاية لا تخرج عن نطاق ما ذكرناه، فالسعادة التي تنتج من التفاهة هي سعادة مزيفة زائلة، والفضيلة التي لا تصنع إنسانًا عفيفًا شجاعًا عادلًا حكيمًا هي فضيلة موهومة بائدة. وانطلاقًا من ذلك يمكننا القول إن الميديوقراطية التي استأسدت في عصرنا هذا، هي أوضح دليل على الغفلة العقلية والغفوة الفكرية، التي تصرف الإنسان العربي عن واقعه الحقيقي، وتجعله يتخبط في دروب الهوس بالقدوات المصطنعة الجديدة، وسنتّفق بأن هذا الإنسان لو أنه بقي في حالة الجوع لما تغافل وغفا، فهل يقبل منطق وجود إنسان يتغافل أو ينسى أنه جائع؟ من هذا السؤال سنستخلص قاعدة ثالثة وهي أنه "يصبح الإنسان خطيرًا عندما يشبع"، فلو لم يتحقق عنده هذا الإشباع لما انسحب عقله من واقعه ونحا نحو واقع مفترض، ولكن أين تكمن خطورة الإنسان في هذه الحالة، رغم أننا قلنا سابقًا إنه خاضع لسياسة الإلهاء؟ في حالة الشبع، فيمكن للإنسان أن يفكّر، ولكن تفكيره مخنوق، لسبب واحد هو أن الرغبات تتزايد وتتعاظم، وليس له -من أجل كبح جماحها وترويضها- من غير العقل أداة أخرى، مادام أن إمكانية قضاء هذه الرغبات متوفرة خطورة كلٍّ من الجوع والشبع على العقل الخطورة الحقيقيَّة، سواء في حالة الجوع أو الشبع، تكمن في إبطال مفعول العقل، وتجميد التفكير، ففي حالة الجوع لا يمكن لإنسان جائع (في الأكل والجنس والعمل…) أن يفكر، لأنّ ميكانيزمات تفكيره يتحكم فيها مدى تلبيته حاجاته ورغباته، فالجوع يعيق التفكير العقلاني ويجعل العقل أسير الحاجة، فإذا لم تلبَّ هذه الحاجة يلجأ إلى أكثر الطرق بهيميّة وهي العنف والاعتداء، فحينما غاب العقل حضر العنف والتطرف، والتغطرس. أما في حالة الشبع، فيمكن للإنسان أن يفكّر، ولكن تفكيره مخنوق، لسبب واحد هو أن الرغبات تتزايد وتتعاظم، وليس له -من أجل كبح جماحها وترويضها- من غير العقل أداة أخرى، مادام أن إمكانية قضاء هذه الرغبات متوفرة، أما التفكير الذي يلجم هذه الرغبات فهو مكابدة ومقاساة، لا ينبغي إعماله.. هكذا يعتقد الإنسان المتخم والممتلئ، ناسيًا أو متناسيًا أن التفكير هو الذي يدبّ الحركة في العقل، وبدونه يحجر ويحنط، وصدق الحكيم الرواقي سنيكا حين قال: "إن الشبع يغمر الحواس ويجعل العقل في حالة من الركود". وفَذْلكة القول إن الحضارات تقام بالفضيلة لا بالرذيلة، والفضيلة عند اليونان هي الوسط الذهبي بين التفريط والإفراط، فالتفريط هو الجوع والإفراط هو الشبع حدّ الشره، وبين الجوع والشبع توازن واعتدال، والتوازن -يقول فرانز كافكا- هو نتاج عقل مستنير. الآراء الواردة في المقال لا يعبر بالضرورة الموقف التحريري
قد يهمك ايضاً
بيان صنعاء..تحدي كبير في وجه العربدة الأمريكية.. وتحذيرات العدو الإسرائيلي..!!
خبير عسكري ومحلل استراتيجي:يكشف تفاصيل سقوط دولة عربية بعد سوريا..!!
بتكلفة "76 مليونا و600 ألف ريال"محافظ تعز يفتتح المجمع الزراعي..ويتفقد شق طريق الدائري الغربي بدمنة خدير!!
عاجل حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية يصدر بيانا هام..
اغتيالات تطال علماء بحث علمي وطيارين وقادة وأطباء سوريين.. تفاصيل اكثر للمشهد السوري))
بعد تنحي الأسد.. ما موقف حزب الله؟ عضو سياسي في الحزب يجيب !!
المروني: يشدد على تأمين المجال الصحي والعمل كشركاء من أجل تحسين الوضع الصحي..!!
أول من وضع أُسُس صناعة "الطوربيد البحري والسلاح "حسن الرمّاح" شهيد العلم وضحية التجاهُل!! أعرفه أكثر))
صلح قبلي مديرية السياني ينهي عداوة دامية في البيضاء: قصص إنسانية وراء جدران القضاء من دماء إلى دموع: قصص وراء صلح تاريخي في اليمن
وساطة قبلية تنهي قضية قتل بين آل الشيباني وآل الحميدي في العاصمة صنعاء