6/1/2025 7:11:37 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
34
خطاب تحذيري بنَفَس أخلاقي.."الرحمة أو اللعنة "للفريق سلطان السامعي..؛
خطاب تحذيري بنَفَس أخلاقي.."الرحمة أو اللعنة "للفريق سلطان السامعي..؛ خاص// -أجراس -اليمن// قراءة تحليلية.. في سياق سياسي يمني متأزم شهد تصاعدًا في الاحتجاجات الجنوبية وتفاقمًا في اختلالات الحكم للنظام السابق، نشر الفريق سلطان السامعي، عضو مجلس النواب والقيادي المعروف في الحزب الاشتراكي اليمني حينها، رسالة مفتوحة إلى الرئيس علي عبد الله صالح بتاريخ 6 أبريل 2008، بعنوان: "الرحمة أو اللعنة سيدي الرئيس". مثّلت الرسالة وثيقة سياسية مبكرة ذات طابع تحذيري، عكست بوضوح مؤشرات الانهيار البنيوي للدولة اليمنية، وطرحت رؤية بديلة لإصلاح النظام السياسي قبل فوات الأوان. تسعى هذه الورقة إلى تحليل مضمون الرسالة، وموقعها داخل ديناميات السياسة اليمنية في العقد الأول من الألفية الثالثة، وربطها بتحولات ما بعد 2011. أولًا: السياق السياسي للرسالة جاءت رسالة السامعي في لحظة حرجة كانت ملامحها تتشكّل على أكثر من مستوى. فقد بدأ الحراك الجنوبي في التبلور منذ عام 2007، كرد فعل على التهميش الهيكلي الذي تعرض له الجنوبيون بعد حرب 1994، لا سيما في قطاعات الخدمة العامة والعسكرية. بالتوازي، كانت مؤشرات الفساد، وانهيار مؤسسات الدولة، وتدهور الأوضاع المعيشية، تصل إلى مستويات غير مسبوقة. وقد برزت أصوات سياسية وقانونية تطالب بمراجعة مسار الوحدة اليمنية، وهو ما واجهته السلطة بالقمع وشيطنة كل أشكال الاحتجاج. في هذا الإطار، تمثل رسالة السامعي وثيقة تنتمي إلى خطاب إصلاحي من داخل النظام السياسي، لكنها في الآن ذاته تشكل انفكاكًا عن خطابه الرسمي عبر الاعتراف بجملة من الأزمات الجوهرية، والمطالبة بمراجعة جذرية لأسس الحكم. ثانيًا: نقد منظومة الحكم وآليات السيطرة تتمثل القيمة التحليلية الأولى للنص في تحوله من النصح إلى التحذير، ومن التحفظ إلى المكاشفة. إذ يُحمّل السامعي نظام الرئيس صالح المسؤولية المباشرة عن تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية، متهمًا إياه باستخدام القوة والقمع ضد مواطنين عزل، ومشيرًا إلى أن "المظاهرات الأخيرة في الجنوب... كانت من صنع النظام" بهدف خلق مبررات للقمع وابتزاز الشمال بالعامل الوحدوي. ويذهب السامعي إلى ما هو أبعد من ذلك حين يُحذّر من أن "الدبابات، ولا الطائرات، هذه المرة، لن تنفعك كما لم تنفع صدام ولا بري"، وهو بذلك يستحضر رموزًا لانهيار أنظمة ديكتاتورية في المنطقة، في محاولة لإقناع صالح بأن "زمن الحكم بالقوة قد ولى". ثالثًا: الاعتراف بالقضية الجنوبية كمدخل للشرعية من أبرز محاور الرسالة دعوة السامعي للاعتراف بالقضية الجنوبية قبل أن يُفرض هذا الاعتراف دوليًا. وتُعد هذه الدعوة مؤشرًا مبكرًا على إدراك عميق بأن وحدة 1990، كما أُديرت سياسيًا واقتصاديًا، خلقت مظالم حقيقية، لا يمكن تجاوزها بالتجاهل أو القمع. يكتب السامعي: "اعترف بالقضية الجنوبية قبل أن يعترف بها النظام الدولي، وتسحب كل خيوط اللعبة من يديك"، وهو بذلك يتنبأ – بدقة – بتحولها إلى ملف دولي بعد 2011، ضمن مفاوضات الحل السياسي. رابعًا: الدعوة إلى مؤتمر وطني جامع في نصّه، يقدّم السامعي تصورًا عقلانيًا لتجاوز الأزمة، من خلال اقتراح "عقد مؤتمر وطني تحضره كل الأطراف السياسية والاجتماعية والدينية والمدنية"، يتدارس فيه اليمنيون أوضاعهم ويتوافقون على حلول. هذه الدعوة تستبق مشروع "مؤتمر الحوار الوطني الشامل" الذي تم إطلاقه بعد ثورة 2011، بما يعكس إدراكًا مبكرًا لأهمية التعددية والشراكة السياسية في مواجهة الانهيار. خامسًا: بين الرحمة واللعنة: الصياغة الرمزية لمصير الحاكم يختم السامعي رسالته بعبارة ذات طابع خطابي ونفسي في آنٍ: "ولن يبقى في خلد الناس سوى الرحمة أو اللعنة، والخيار لك سيدي الرئيس". هذه الجملة تؤطر مصير صالح ضمن ثنائية أخلاقية وسياسية، وتطرح سؤال الشرعية في وجدان الجماعة الوطنية. إنها نهاية تأملية لحكم طويل، تُلخص جدلية الحكم والذاكرة، والنهاية التي يصنعها الحاكم لنفسه عبر قراراته. خاتمة: بين النبوءة والتحذير لم يكن مقال السامعي مجرد تعبير عن غضب سياسي، بل كان بمثابة نبوءة سياسية مبكرة بانهيار النظام إذا لم يُصلح نفسه. وقد ثبت بعد ثلاث سنوات فقط، مع اندلاع ثورة فبراير 2011، أن الكثير من التحذيرات التي وردت في المقال لم تكن مبالغات، بل توصيفات دقيقة لتحلل الشرعية الداخلية للنظام. وبذلك، يظل "الرحمة أو اللعنة" شاهدًا مهمًا على مرحلة ما قبل الانهيار، وعلى صوت من داخل النظام حاول أن يُصلح قبل فوات الأوان. من هذا المنطلق، فإن قراءتها اليوم لا تنتمي فقط إلى أرشيف التاريخ السياسي، بل تُمثل أداة تحليل لفهم كيف تتشكل الكوارث حين لا يُصغي الحكام لأصوات العقل من داخل أنظمتهم. ------------------------نص المقال {الرحمة أو اللعنة سيدي الرئيس} بقلم/ الفريق سلطان السامعي الأحد 06 إبريل/نيسان 2008م الأخ رئيس الجمهورية– المحترم دائمًا ما يدفعنا حرصنا على وطننا واستقراره إلى أن نسلك طريق النصح، والتحذير من القادم، حتى وإن كانت النصيحة مُرّة، والتحذير مؤلمًا، إلا أن الواجب الوطني يحتم علينا ذلك. ولأننا حريصون على وحدة الوطن، شعبًا وأرضًا، بقدر حرصنا على إشاعة الديمقراطية، والعدالة، والمواطنة المتساوية، وإنصاف المظلوم، فإننا نؤكد أن استخدام القوة والقمع ضد مواطنين عُزّل لا يؤدي إلا إلى تعميق الشروخ في المجتمع، وتكريس الكراهية، وإشاعة الفوضى، بما يهدد الأمن والسلم الاجتماعي. لذا، فإن تقديم النصح لكم، حتى آخر نفس من عمر نظامكم المتهالك، واجب لا يمكن التخلّي عنه. وأرجو أن يسركم أن أقول: نحن لا نكره شخصكم، بل نكره ما يرتكبه نظامكم بحق شعبنا من قتل وتدمير، وقمع وتشريد، وتزوير للحقائق، وفساد في البر والبحر والجو، حتى أصبحت الحياة معه لا تُطاق. والمطلوب منكم، في هذه اللحظات الحرجة من عمر الزمن، أن تعيدوا حساباتكم، وتعملوا شيئًا من أجل الشعب. أبعدوا ولو قليلاً المنافقين من حولكم، وقربوا عقلاء القوم من أبناء اليمن شماله وجنوبه. أعتقد جازمًا أن المظاهرات الأخيرة، التي وقعت في الجنوب وما تخللها من تخريب، كانت من صنع نظامكم، لأننا أصبحنا، وبحكم الخبرة، نعرف منتجات النظام، التي تهدف إلى خلق مبرر لقمع الاعتصامات السلمية، وتوليد تعاطف معكم في الشمال، كما حدث في حرب 1994 الظالمة. غير أنكم لا تدركون أن الظروف قد تغيّرت، وأن الناس قد وعوا الدرس، ولن يكرروا الأخطاء. يجب أن تدركوا أنكم تسيرون نحو معركة ستكون المستنقع الذي لن تخرجوا منه سالمين هذه المرة. ارجعوا خطوتين إلى الخلف من أجل الوحدة، ومن أجل الشعب، واعترفوا بالقضية الجنوبية قبل أن يعترف بها النظام الدولي، وتُسحب خيوط اللعبة من بين أيديكم. اعملوا على حلها بمساعدة كل الخيرين من أبناء اليمن. لن تنفعكم الدبابات، ولا الطائرات هذه المرة، كما لم تنفع صدام، ولا بري، من قبل. فلماذا لا تعتبرون؟ أعلم أن كلامي قاسٍ، لكنه الحقيقة، والنصيحة الصادقة. لا نريد منكم مالاً ولا منصبًا، نحلم فقط بأن نعيش في بلادنا بأمن واستقرار، كما يعيش الآخرون في بلاد الله. اقتربوا من المثقفين، ومنظمات المجتمع المدني، فلعلهم يساعدونكم. اعقدوا صلحًا مع القبائل وساعدوهم على حل مشاكلهم، بدلاً من زرع الفتن بينهم، فهذا الأسلوب لم يعد مجديًا في هذا الزمن. ادفعوا مرتبات الموظفين، وحسّنوا معيشة الناس، وألغوا كل الرسوم والجمارك والضرائب عن المواد الغذائية. خففوا من معاناة الناس، ولا تحتقروا شعبكم، ولا معارضيكم، كما فعلتم في الحسينية، وأبين، وفي العديد من الخطب الارتجالية غير المحسوبة العواقب، فهذا ما يزيد من أعدائكم ويؤلب الناس عليكم. تقربوا إلى الشعب بالاعتراف بأخطائكم، واطلبوا منه العون والمسامحة. فشعبنا طيب ومتسامح، لكنه أيضًا جبار عنيد إذا ما ذاق الذل والمهانة والجوع. أطلقوا جميع السجناء واعتذروا لهم، وعوضوهم عمّا لحق بهم من أضرار مادية ونفسية. فالوطن ليس ملكًا لكم وحدكم أو لأسرتكم، بل نحن جميعًا شركاء فيه سواءً بسواء. إذا وصلتم إلى هذه القناعة، فإنكم تكونون قد قطعتم نصف الطريق نحو حل المعضلات التي خلقها نظامكم وأعوانكم السيئون. ويبقى النصف الآخر من الحل، وفي هذا السياق كنتُ قد اقترحتُ عقد مؤتمر وطني، تحضره كل الأطراف السياسية، والاجتماعية، والدينية، والمدنية، والمهنية – معارضةً وسلطة، من الداخل والخارج – ليُدرس فيه الوضع بكل تعقيداته، وتُطرح الحلول المناسبة. اهتموا بمشاكل بلادكم، واعقدوا صلحًا مع شعبكم، بدلاً من تضييع الوقت في الوساطة بين "حماس" و"فتح"، أو بين دمشق والقاهرة. فلن يخرج من ذلك شيء، وأنتم تعلمون ذلك، فأنتم أحوج إلى مصالحة شعبكم، لأن نظامكم بات على شفا جرفٍ هار، يتعرض كل يوم لهزات قد تكون مقدمة لبركانٍ فظيع سيدمر كل شيء، ولن يساعدكم الحظ هذه المرة، ولن يوقف القدر. فالوضع لم يعد يتحمل، والجوع والمجاعة، التي تسبب بها نظامكم ومن حولكم، قد عمّت كل شبر من الوطن. فاتقوا الله في أنفسكم ووطنكم، فلم يبق في العمر إلا القليل، ولن تأخذوا معكم سوى قطعة قماش بيضاء، وموكب جنائزي قد لا يكون مهيبًا، وهذا في أحسن الأحوال. الأخ الرئيس، سيقول لك المنافقون من حولك إن هذا تطاول عليك، وعلى نظامك، بينما نعدّه من باب الواجب علينا، أن ننصح الحكام: "لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيك إن لم تسمعها." فكّر كثيرًا في ما يدور اليوم، وقد أوشكت على إتمام ثلاثة عقود في حكم اليمن، ولن يبقى في خلد الناس سوى: الرحمة، أو اللعنة. والخيار لك، سيدي الرئيس. ---------------------------------// يتبع... قراءة تحليلية في مقالات الفريق سلطان السامعي ومقابلاته، كما وثّقها في كتابه "الإنسان موقف" حيث تتبدى ملامح رؤيته الاستشرافية للمشهد السياسي اليمني، وذلك في الجزء السادس من هذه السلسلة.
قد يهمك ايضاً
عاجل...الفريق السامعي يؤكد ضرورة فتح طريق الشريجة – كرش – عدن ويصفه بالواجب الإنساني والوطني
مدينة الأكشاك والإتاوات.. كيف استُبيحت تعز من جولة القصر حتى ..مفرق الذكرة؟
"المعطف المسروق.. شهادة على خيانة العدالة والضمير!!
تحالف القاهرة-بكين: إعادة تشكيل موازين القوى أم مبالغة إعلامية؟
عاجل..بعد تصريحاته الأخيرة..تحذير روسي لترامب: اللعب بالنار يقود للحرب..!!
تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل وسط تحركات عسكرية غير مسبوقة في سيناء.. تفاصيل مثيرة))
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
العامري "قالوا عنه خائن لأنه فضح الفساد.. بأي منطق؟
شخصية سياسية تكشف عن مبادرة وطنية للدفع بالحوار بين كافة الأطراف المتصارعة في اليمن