5/21/2025 12:23:50 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
16
"إذا أردتم أن يُشفى الوطن، فابدأوا من تعز."
"إذا أردتم أن يُشفى الوطن، فابدأوا من تعز." بقلم: غازي بن صالح كاتب وباحث عماني في جسد اليمن المنهك، تقف تعز كقلب نابض لا يتوقف عن الحلم. مدينةٌ تتلو صلاتها للحرية كل صباح، وتختم يومها بزغرودة أمل، ولو كانت في قلب الحصار. ظلت تعز عقدةً في عقل الهضبة، وهاجسًا في ليل الاستبداد. ليست لأنها حاكمت يوماً، بل لأنها حرّضت على الحُكم العادل، وراكمت وعياً يصعب ترويضه. لم يأتِ من أبنائها رئيس، لكن منهم خرج الكُتّاب والمفكرون والجنود الشجعان، ومنهم أتى من وقف في وجه الإمامة أيام حصار السبعين، ومن كتب أول سطر في دفتر المدرسة الحديثة، ومن أشعل أول شعلة في درب التغيير. الإمام أحمد نفسه، بكل ما يملك من بطش، اختارها عاصمة، لا حباً بها، بل ليحتمي من شجاعتها. أراد أن يكون قريبًا من الخوف ليأمن، ولم يعلم أن الخوف يولد في المكان الذي تكمم فيه الأفواه. هناك، وعلى بعد خطوات من قصره، كان أحمد محمد نعمان يؤسس سِرًا أول مدرسة، ليعلم الأطفال أن المعرفة أول الطريق نحو الحرية. في تعز، لا يتحدث الناس كثيراً عن المجد، بل يصنعونه في صمت. يفتخرون بأن أول مبعوث لرسول الله إلى اليمن جاء إليها، لا كفاتح، بل كمعلم. يشتغلون في التعليم والتجارة والمهن الحرة، ويتوزعون على جغرافيا الوطن كملحٍ في ماء الحياة. أينما حلّوا، بنوا وأصلحوا، وعاشوا بكرامة. لكن تعز دفعت الثمن باهظًا، لأنها صدحت باسم الحرية قبل الآخرين. حاول صالح خنقها بخطواتٍ ناعمة، أوقف مطارها، جمّد ميناءها، عطّش أهلها، وترك طريقها إلى صنعاء مفخخًا بالحوادث. لم يكن يريدها مدينة، بل هامشًا منسيًّا. وحين أتت 2011، خرجت تعز كما تفعل دومًا: أول من يصرخ، وآخر من يتعب. كانت هي شرارة الثورة. ساحة الحسم الأولى. وعندما احترقت خيامها في 29 مايو، احترقت معها أوراق الطاغية، فبعدها بثلاثة أيام فقط احترق هو. تعز لا تُهزم، لأنها ليست جغرافيا، بل معنى. ليست كتلة حجر، بل كتلة وعي. خرج منها الناصريون والبعثيون والإخوان، وانطلق منها اليسار العتيد، واحتضنت منفيّي الجنوب وأرواحهم النقية. فيها عاش أحمد بن علوان، الصوفي الذي لا يزال مقامه مزاراً للباحثين عن الله في خفقة قلب أو شجرة زيتون. تعز مدينة نسيت ذاتها واستعصمت بالحب، وقالت للغزاة: "تجلّى يا عروتي الوثقى". تعز، التي لا زالت ترفع صور عبد الناصر في منازلها، لأنها لا تنسى من مدّ يده يوم احتاجت. هي المدينة التي لا تموت، وإن ماتت فيها المشاريع. تنهض كل مرة، وتعود إلى الحياة، كأنها كُتبت بقلم من عنقاء. في وطنٍ يبحث عن خلاصه، تعز لا تطلب شيئًا لنفسها، بل تقول: "إذا أردتم أن يُشفى الجسد، فابدأوا من القلب... من تعز."
قد يهمك ايضاً
منشور ناري على فيسبوك يثير تفاعلًا واسعًا: "الرحيل لكم صار فرضًا لا خيارًا"اللوزي يفجّرها "
شاهد....حديقة الحيوان بتعز.. متنفس العائلات من مختلف المحافظات..وجهود متواصلة لإعادتها إلى ألقها..
خدمة بلا أجر ثم طرد مهين" أطباء مركز الدرن يواجهون مصيرًا غامضًا.. إلى وزير الصحة بحكومة صنعاء..
وثائق كوهين تصل القدس: هل بدأت إسرائيل كتابة تاريخ سوريا؟"القصة الكاملة لسرقة أرشيف كوهين"
"من الضبعة إلى نيوم"القاهرة والرياض على العتبة النووية..شرق أوسط جديد يُرسم باليورانيوم" القصة الكاملة))
"بـ200 مليار" صفقات دفاعية ودبلوماسية مؤثرة: ترامب يكشف تصاعد الدور القطري في معادلات المنطقة.. تفاصيل اكثر))
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
صاروخ فرط صوتي يمني في الذكرى ال 77 ليوم نكبة فلسطين تدك مطار المجرم بن قرويون أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
"هذا المناضل يتألم بصمت.. فهل بقي فيكم ذرة خجل؟!"