5/31/2025 7:22:29 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
16
"تعز... قلعة التمرد الوطني ومحرقة الطغاة"
"تعز... قلعة التمرد الوطني ومحرقة الطغاة" مقالات أجراس- اليمن بقلم/طه العامري "تعز" مدينة وريف، وعلى امتداد نطاقها الجغرافي وتضاريسها، تعاني معاناة لا حدود لها، وأزمتها ليست وليدة اللحظة، بل هي أزمة ممتدة في الزمن. فمنذ البدايات كانت "تعز"، وبداية معاناتها لا تعود إلى أحداث 2011م، ولا حتى إلى "ثورتي سبتمبر 1962م وأكتوبر 1963م". بدأت معاناة "تعز" فعليًا مع خروج آخر جندي عثماني منها، وإبرام "صلح دعان"، الذي نصّ على تعيين الإمام يحيى رئيسًا للمحكمة الزيدية. ولعل كثيرين من جيل الثورة وما بعدها لم يطّلعوا يومًا على مضمون "صلح دعان"، حتى أن بعضهم يتحدث عنه عن سماع لا عن قراءة واطّلاع. ما يجري اليوم في "تعز" ليس وليد اللحظة، بل له تراكمات تعود إلى العقد الأول من القرن العشرين، حين قرر عبد الله الوزير "فتح تعز" للإمام يحيى. ولست هنا في مقام الغوص في الماضي التعزي بعمق، لكني أكتفي بالإشارة لمن يهمه حال تعز، أن ما يجري فيها اليوم ليس نتاج الصدفة، ولا نتيجة لتداعيات آنية، بل هو نتاج مقدمات وترسّبات حاول أبناء تعز تجاوزها منذ فجر سبتمبر 1962م، حين ناضلوا بصدق لوضع أسس لوطن يمني جامع، متقدم، ومزدهر. لقد أراد أبناء تعز بناء دولة قادرة على مواكبة التحولات الحضارية، والخروج من نفق التخلف وكهف الجهل الذي فُرض عليهم لعقود طويلة من حكم الأنظمة المتعاقبة قبل الثورة. كانت ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر حلمًا وأملًا لأبناء تعز من شباب وشيوخ، رجال أعمال ومثقفين، علماء وعامة الناس، رأوا في الثورة انعتاقًا وتحررًا من براثن الجهل والتخلف، ومن حكم أسرة "حميد الدين"، وظنوا أن الثورة ستكون قاعدة لبناء دولة قوية، عادلة، قائمة على المواطنة والمساواة، والنظام والقانون. لكنهم صُدموا بالواقع بعد إذاعة البيان الأول للثورة، إذ أدرك العقلاء أن الثورة أسقطت طاغية، لكنها لم تُسقط موروثات الطغيان. فالعقلية "السيكولوجية" والرؤية السياسية التي استقرت في وعي رموز تعز دفعتهم للمراهنة على المستقبل، أملاً في أن تذوب فيه الاحتقانات والنزعات التسلطية لدى شركاء الوطن. لكن هذا الرهان أخفق، بسبب عاملين رئيسيين: 1. نزوع متطرف لدى بعض النخب السياسية والفكرية المؤدلجة في تعز. 2. نزوع مقابل ومضاد تمثل في ترويكا القوى التقليدية ذات الجذور القبلية، التي رفضت الدولة الوطنية التي نادى بها أبناء تعز، وسعت لإعادة إنتاج الماضي بوجه جديد وتحت شعارات جديدة. إلى جانب ذلك، استغل بقايا النظام السابق هذا الانقسام، وتحالفوا مع قوى إقليمية ودولية، وشنّوا حربًا ضد الثورة. ومع دعم "مصر عبد الناصر" للثورة، تحولت اليمن إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، وانخرطت كل الأطراف في معركة كسر عظم، تجاوزت متطلبات الواقع وأجهضت حكمة اليمنيين، فحلّ الانقسام محلّ التوافق، وأصبح انتصار الذات هدف كل طرف. ودفعت تعز، برجال أعمالها، رموزها السياسية، ونخبها المثقفة، ثمنًا باهظًا. بل دفع الوطن كله هذا الثمن. ومن يقرأ كتاب المناضل عبد الغني مطهر "يوم ولد لليمن مجده"، سيدرك حجم الألم، وعمق الحلم التعزي الذي أُجهض. ومن يتابع تصريحات الحاج علي محمد سعيد أنعم، وأحاديث الحاج المرحوم أحمد هائل سعيد أنعم، سيكتشف ما غاب عن الكثيرين، فقد تحدثوا بصدق وشفافية مؤلمة، دون مؤدلجات، وبحكمة حصيفة، حرصًا على عدم إحراج أحد، وسعيًا نحو التهدئة والتعايش. لقد عاشوا المخاض، وشاركوا في الأحداث، واطّلعوا على تفاصيلها من جميع الأطراف، وشهاداتهم تمثل رواية واقعية موثوقة. ولذلك، فإن ما يجري اليوم في تعز ليس بعيدًا عن حسابات الماضي، سواء في علاقتها بصنعاء أو بعدن. وكما دفعت تعز في الماضي ثمن انتمائها الوطني، فإنها تدفع اليوم الثمن ذاته. فتعز هي حاضرة اليمن، وإيقونة تحولاته الحضارية، وقدرها أن تكون كذلك. وقدر أبنائها أن يكتووا ويكْوُوا من أجل مشروع وطني جامع، يؤسس لدولة مواطنة متساوية. ولا يقلقنا مما يجري في تعز سوى معاناة الناس، لكننا نثق بأنها عصية على الاستلاب، وعلى مظاهر العبث العابر، وستبقى صاحبة القرار المصيري الوطني، بما تمتلكه من مقومات لا تتوفر لغيرها من المحافظات. وستنهض كطائر الفينيق من تحت الركام، سليمة معافاة، ومعها اليمن كلّه، قريبًا بإذن الله. صنعاء – 29 مايو 2025م
قد يهمك ايضاً
الفريق السامعي: يحتفي بالمكفوفين في صنعاء ويشيد بتكاتف اليمنيين في دعم ذوي الإعاقة
تحقيق صحفي"الدمج الإداري بين الضرائب والجمارك.. خطوة إصلاحية أم انقلاب على السيادة المالية؟"
متى يتوقف الانتقام من تعز؟ مطار تعز نموذج لعدالة السلاح وظلم الدولة..إلى معالي وزير النقل..
تحالف القاهرة-بكين: إعادة تشكيل موازين القوى أم مبالغة إعلامية؟
عاجل..بعد تصريحاته الأخيرة..تحذير روسي لترامب: اللعب بالنار يقود للحرب..!!
تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل وسط تحركات عسكرية غير مسبوقة في سيناء.. تفاصيل مثيرة))
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
العامري "قالوا عنه خائن لأنه فضح الفساد.. بأي منطق؟
شخصية سياسية تكشف عن مبادرة وطنية للدفع بالحوار بين كافة الأطراف المتصارعة في اليمن