فساد ينهش أجنحة اليمنية: نصف مليون دولار بدلات سفر ترفيهي لقيادات الشركة واتهامات بـ"تصفية ممنهجة"(وثائق)

7/15/2025 12:31:09 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

17

فساد ينهش أجنحة اليمنية: نصف مليون دولار بدلات سفر ترفيهي لقيادات الشركة واتهامات بـ"تصفية ممنهجة"(وثائق)


فساد ينهش أجنحة اليمنية: نصف مليون دولار بدلات سفر ترفيهي لقيادات الشركة واتهامات بـ"تصفية ممنهجة"(وثائق)

الاثنين 14 يوليو ـ 2025م
قضايا ساخنه// أجراس- اليمن 
تفجّرت خلال الساعات الماضية فضيحة مدوية داخل شركة الخطوط الجوية اليمنية، بعد تسريبات كشفت عن صرف بدلات سفر تتجاوز ربع مليون دولار لأربعة من قيادات الشركة الجدد، في فترة زمنية قصيرة، وسط اتهامات بوجود فساد إداري ممنهج يقود إلى تدمير الشركة الوطنية الأقدم في تاريخ الطيران اليمني.

بدلات سفر خيالية لقيادات حديثة التعيين
الوثائق المسربة، التي أصبحت محور حديث موظفي الشركة والرأي العام، كشفت أن المستفيدين الأربعة من هذه البدلات الخيالية هم قيادات تم تعيينها حديثًا عقب الإطاحة بالإدارة السابقة. ومنذ اليوم الأول لتولي الإدارة الجديدة، تحولت "اليمنية" من مؤسسة وطنية إلى ساحة فساد منظم تقوده شبكة محسوبة على تيار مناطقي ضيق يفتقر إلى الخبرة والكفاءة.

أرقام صادمة ووجهات مشبوهة
تشير الأرقام إلى أن رئيس مجلس الإدارة ناصر محمود تقاضى بدلات سفر عن 185 يومًا خلال أقل من عامين، بينما نال المدير التجاري محسن حيدرة بدل 154 يومًا، والمدير المالي عادل العطاس 139 يومًا، فيما حصل المدير الفني على بدل 115 يومًا.
هذه المبالغ التي صرفت، بحسب مصادر داخل الشركة، كانت كفيلة بسداد رواتب مئات الموظفين لأشهر، في ظل الانهيار الحاد الذي تعيشه الشركة سواء في الأداء أو الخدمات.

سفرات للترفيه وشهر عسل على نفقة الشركة
المهام الخارجية، وفقًا للتسريبات، لم تكن أكثر من غطاء لسفرات ترفيهية شخصية، شملت حضور حفلات خاصة، زيارات عائلية، لقاءات مع محامي هجرة، وأحيانًا رحلات شهر عسل. في واحدة من الوقائع، سافر رئيس مجلس الإدارة إلى كندا في رحلة تزامنت مع عيد ميلاده، كما أمضى شهر عسل ممول بالكامل من أموال الشركة في أحد فنادق القاهرة الفخمة.
أما المدير التجاري فقد تعددت رحلاته بين ألمانيا وجدة والقاهرة، في زيارات وصفها موظفون بأنها "سياحية بامتياز" لا علاقة لها بمهام الشركة.

غياب الرقابة وصراعات السلطة داخل الشركة
اللافت أن هذه التجاوزات تتم في ظل غياب تام لأي رقابة داخلية أو خارجية، حيث تم إلغاء شرط التقارير التقييمية بعد كل مهمة خارجية، ما فتح الباب على مصراعيه للعبث بالمال العام دون محاسبة.
وتزامنًا مع هذا الانفلات المالي، تشهد الشركة صراعات داخلية حادة بين مسؤولي الصف الأول، حيث يسعى المدير التجاري محسن حيدرة لتسويق نفسه كخليفة محتمل لرئيس مجلس الإدارة، عبر تحالفات انتهازية وتحريضات داخل أروقة الشركة، وصلت حد تجنيد بعض عناصر النقابة.

مصير اليمنية.. إلى أين؟
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة اليوم: إلى أين تمضي "اليمنية" وسط هذا العبث والانهيار المتسارع؟ وهل سيبادر أحد لإنقاذ ما تبقى من الشركة الوطنية قبل فوات الأوان؟
فيما تغيب الدولة عن المشهد، تواصل هذه القيادات تحويل الشركة إلى مغنم شخصي، بينما المواطن اليمني يئن تحت وطأة انعدام الخدمات الأساسية والكهرباء والماء والأمن، في واحدة من أسوأ الفترات التي تمر بها البلاد.

الإنقاذ العاجل أو الإفلاس الحتمي.. هذا هو التحدي اليوم.