من بيروت إلى صنعاء.. مكالمة كشفت معدن الفريق سلطان السامعي

8/10/2025 10:16:41 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

55

من بيروت إلى صنعاء.. مكالمة كشفت معدن الفريق سلطان السامعي



من بيروت إلى صنعاء.. مكالمة كشفت معدن الفريق سلطان السامعي

بقلم: حميد عبد القادر عنتر – كاتب وباحث سياسي يمني

عند تشكيل المجلس السياسي الأعلى، تم اختيار الفريق ركن سلطان السامعي عضواً فيه بالإجماع. وكان حينها مقيماً في لبنان، فاتصلت به وباركت له هذا التعيين، وكنت أراه بحق اختياراً موفقاً لرجل وطني مشهود له بالمواقف الوطنية والنزاهة.

ردّ عليّ الشيخ سلطان قائلاً:"كل ما يهمنا هو خدمة الوطن، وأما المنصب فهو تكليف لا تشريف."
وكان هذا الرد دليلاً على تواضعه ووطنيته الخالصة.

كنت حينها في جلسة مقيل مع نخبة من الأكاديميين، بينهم الدكتور فؤاد حسان نائب رئيس جامعة إب لشؤون الدراسات العليا، والدكتور صادق الشراجي وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البحث العلمي، وعدد من الشخصيات الأكاديمية، وذلك في منزل الأخ علي الوادعي.
عندما علم الحضور أنني أتحدث مع الفريق السامعي، طلبوا مني جميعاً أن أبلّغه التهاني، لما عرفوا عنه من مواقف مشرفة، وحضور سياسي وطني بارز.

شخصية استثنائية

يُعد الفريق سلطان السامعي من الشخصيات القيادية البارزة في اليمن، وله تاريخ طويل في النضال السياسي والاجتماعي. فهو سياسي حكيم، وقائد ميداني، واجتماعي قريب من الناس، يحظى باحترام مختلف القوى الوطنية. كما يعتبر شخصية دولية تحظى باحترام كبير لدى رموز دول محور المقاومة.

ما يميّزه هو تواضعه الجم، وقربه من الشعب، ومواقفه الثابتة ضد الظلم والفساد، وتمسكه برأيه المستقل، رغم تقلبات الظروف وتعقيدات المشهد السياسي.

قاعدة جماهيرية وحنكة قيادية

يمتلك السامعي قاعدة جماهيرية واسعة تمتد في كل ربوع الوطن، ويُعرف بملامسته لهموم الناس، وانحيازه الدائم لقضاياهم. فهو من السياسيين القلائل الذين يجمعون بين الحضور الوطني والخبرة الميدانية والقبول الشعبي.

وبهذا يُعد من الكوادر السياسية التي يجب على الدولة أن تستفيد منها، خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد.

الوفاء للرموز الوطنية

وفي سياق الحديث عن الرموز الوطنية، لا بد من التوقف عند عدد من القادة السياسيين الذين عرفتهم عن قرب، منهم من انتقل إلى رحمة الله، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة، نسأل الله أن يمدّ في أعمارهم.

ممن رحلوا:

المفكر جار الله عمر – الحزب الاشتراكي

الفريق ركن يحيى الشامي

اللواء يحيى المتوكل – حزب المؤتمر

حسن زيد – حزب الحق

الدكتور عبد الكريم جدبان

البروفيسور أحمد شرف الدين

الدكتور عبد القدوس المضواحي – ناصري

الدكتور محمد عبد الملك المتوكل


ومن الأحياء:

الفريق سلطان السامعي

عبد الله سلام الحكيمي – قيادي ناصري ووزير مفوض مقيم في لندن


هؤلاء الرموز عاصروا مختلف التحولات السياسية، وكان لهم دور محوري في الدفاع عن السيادة الوطنية. واليوم، ونحن نواجه عدواناً شاملاً وحصاراً خانقاً، فإن من الضرورة الوطنية الاستفادة من خبراتهم، وتفعيل أدوارهم في تصحيح المسار، وتحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر، التي جاءت لإسقاط الفساد ومراكز القوى التقليدية.

ختامًا

الفريق السامعي لا يمثل مجرد اسم سياسي، بل هو مدرسة وطنية في السلوك والانتماء. ومثل هذه الشخصيات، يجب أن تكون في صدارة القرار السياسي، لا أن يتم تهميشها أو تجاهلها.

والله من وراء القصد، والعاقبة للمتقين.