أيوب التميمي يكتب:حين يشيّع اليمن حكومة بأكملها.. دماء تتحوّل إلى بيان سياسي..!!

9/4/2025 6:57:54 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

69

أيوب التميمي يكتب:حين يشيّع اليمن حكومة بأكملها.. دماء تتحوّل إلى بيان سياسي..!!


حين يشيّع اليمن حكومة بأكملها.. دماء تتحوّل إلى بيان سياسي..!!

الاثنين 01 سبتمبر ـ2025م
مقالات أجراس- اليمن 
بقلم/ أيوب التميمي 

لم يشهد التاريخ السياسي الحديث أن يُستهدف رئيس حكومة ونصف وزرائه دفعة واحدة في عاصمة ما، ثم يخرج الشعب في تشييع مهيب، لا لدفن الضحايا فحسب، بل لتحويل دمائهم إلى خطاب تحدٍّ وموقف سياسي جامع.

صنعاء وهي تشيّع حكومة التغيير والبناء، بدت أمس وكأنها تقول للعالم: "نعم، فقدنا رجال دولة من الصف الأول، لكننا لم نفقد الدولة" هذا المشهد ـ الموكب الجنائزي الملفوف بالأعلام، وصلاة الجنازة التي احتشد لها سياسيون وعلماء ومواطنون ـ لم يكن وداعًا عاديًا، بل كان استفتاءً حيًّا على خيار المقاومة.

في ميدان السبعين لم يكن التشييع مجرد وداع، بل كان إعلانًا جهوريًا بأن هذا الشعب لا يركع، وأن دماء قادته تتحول إلى وقود يضيء درب المقاومة. أيها العالم.. من صنعاء ارتفعت أرواح رئيس حكومة التغيير والبناء أحمد غالب الرهوي ورفاقه من الوزراء الشهداء، لكنها لم تحمل معها الدولة إلى القبر، بل أعادت ولادتها من جديد على صخرة التحدي.

حين يختار العدو أن يستهدف حكومة بأكملها، فذلك يعني أنه يريد ضرب فكرة الدولة من جذورها. لكن مشهد الجموع التي زحفت لتشييع القادة كان بمثابة صفعة مدوية: اليمن لا يحكمه شخص ولا مجموعة، بل تحكمه عقيدة راسخة وإرادة صلبة. لقد أرادوا أن يشيعوا الدولة، فإذا باليمنيين يشيعون رجالها شهداء ويفتحون طريقًا جديدًا لبناء أقوى وأصلب.

لقد حاول العدو أن يضرب صنعاء ليوقفها عن نصرة غزة، لكن الرد جاء في الجنازة: كل قطرة دم سقطت في صنعاء هي حبر يخط عهدًا جديدًا مع فلسطين. إن اغتيال حكومة بأكملها لم يكسر اليمن، بل زاده التصاقًا بالقدس والضفة وغزة.

اليمن اليوم لا يرثي وزراءه، بل يزفهم شهداء إلى مقعد الصدق عند ربهم. والعدو الذي ظن أنه باغتيال حكومة كاملة سيزرع الرعب، اكتشف أن هذه الأمة تولد من دمائها وتشتعل من تضحياتها. الرسالة واضحة: من أراد أن يختبر صمود اليمن فليقرأ في نعوش وزرائه الشهداء.. هناك مكتوب: "نموت واقفين، ولا نعيش خانعين.. وعلى درب الشهداء نواصل المسير."