تقرير صحفي..ترامب يهدد علناً.. وعيون العرب على غزة..واليمن: بداية حرب كبرى أم مجرد ابتزاز؟

10/3/2025 1:22:42 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

13

تقرير صحفي..ترامب يهدد علناً.. وعيون العرب على غزة..واليمن: بداية حرب كبرى أم مجرد ابتزاز؟



تقرير صحفي..ترامب يهدد علناً.. وعيون العرب على غزة..واليمن: بداية حرب كبرى أم مجرد ابتزاز؟

الخميس 02 اكتوبر -2025م
تقارير// أجراس- اليمن//
كتب/ سمير الوافي 
تشهد منطقة الشرق الأوسط توتراً غير مسبوق، مع دفع الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى قواعدها في الخليج العربي والبحر الأحمر وشرق المتوسط، في خطوة وصفت بأنها "الأضخم منذ حرب الخليج الثانية".

وجاءت هذه التطورات بعد تصريحات مثيرة للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي قال بشكل صريح: "قد نحتل غزة إذا استمر الوضع في التدهور"، مضيفاً أن واشنطن لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما اعتبره "تهديداً للأمن الإقليمي والدولي".

قلق إقليمي ورسائل متعددة

مصادر عسكرية أمريكية بررت الحشد بأنه "إجراء دفاعي" يهدف إلى حماية الملاحة الدولية وردع إيران وحلفائها في المنطقة. لكن مراقبين عرب وغربيين اعتبروا أن التحركات تحمل أبعاداً تتجاوز مجرد الردع، وقد تكون تمهيداً لسيناريو تدخل عسكري مباشر في غزة، خاصة في ظل تصاعد السخط العالمي من جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

محللون: غزة قد تتحول إلى ساحة صراع دولي

المحلل السياسي اليمني د. عبدالوهاب الشامي قال إن تصريحات ترامب "تكشف بوضوح أن واشنطن تفكر في لعب دور مباشر على الأرض لتعويض فشل إسرائيل في غزة"، مؤكداً أن أي تدخل أمريكي عسكري "سيُنظر إليه كاحتلال جديد وسيشعل المنطقة من العراق حتى اليمن ولبنان".

أما الخبير في الشؤون الإستراتيجية المصرية اللواء المتقاعد محمود العزب فرأى أن الحشد الأمريكي "رسالة مزدوجة"، فمن جهة طمأنة لإسرائيل التي تعيش مأزقاً داخلياً وعسكرياً، ومن جهة أخرى محاولة ردع إيران وحلفائها، موضحاً أن "الشرق الأوسط يقف على فوهة بركان، وأي شرارة قد تفتح الباب أمام حرب إقليمية كبرى".

ردود الفعل الفلسطينية

قوبلت تصريحات ترامب بانتقادات حادة من الفصائل الفلسطينية.

حركة حماس اعتبرت أن "تهديدات ترامب تمثل إعلان حرب جديدة على الشعب الفلسطيني، وتكشف حقيقة الشراكة الكاملة بين واشنطن وتل أبيب في العدوان على غزة".

حركة الجهاد الإسلامي قالت إن أي تدخل أمريكي مباشر "سيُقابل بمقاومة شرسة، وسيُحوّل غزة إلى مقبرة للغزاة".

بينما أكد المتحدث باسم السلطة الفلسطينية أن تصريحات ترامب "غير مسؤولة وتشكل خرقاً للقانون الدولي، إذ أن غزة أرض فلسطينية محتلة بالفعل من قبل إسرائيل ولا يحق لأي قوة دولية احتلالها مجدداً".

ردود الفعل العربية

في مصر، حذرت أوساط سياسية وإعلامية من أن أي تدخل أمريكي مباشر في غزة "سيهدد الأمن القومي المصري ويعقد الوضع في سيناء".

في الأردن، عبّرت شخصيات سياسية عن خشيتها من أن يؤدي الحشد الأمريكي إلى "تفجير الأوضاع في الضفة الغربية والقدس".

في لبنان، اعتبر سياسيون أن تصريحات ترامب "تهدف إلى جرّ المنطقة إلى حرب شاملة مع حزب الله وإيران".

أما في اليمن، فقد أكدت قوى سياسية أن "التهديدات الأمريكية تكشف بوضوح أن واشنطن لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً، بل طرفاً مباشراً في الصراع لصالح إسرائيل".

ترامب بين الرئاسة والرهان الانتخابي

يرى باحثون أن تصريحات ترامب لا تنفصل عن حساباته الداخلية، حيث يسعى إلى كسب أصوات اللوبي الإسرائيلي والتيار الإنجيلي المؤيد لـ"إسرائيل" عبر تبني خطاب أكثر تشدداً تجاه غزة وإيران.

المحللة الأمريكية جوليا هاريس قالت إن ترامب "يوظف خطاب الحرب لكسب الداخل الأمريكي، لكن المشكلة أن تصريحاته قد تدفع المنطقة نحو مواجهة عسكرية مكلفة للولايات المتحدة نفسها".

اليمن ليس فقط رقماً ثانوياً في تصريحات ترامب، بل أصبح ساحة لتطبيق جزء من استراتيجيته تجاه إيران وحلفائها.

الأجندة ليست فقط عسكرية، بل تشمل عقوبات، دبلوماسية، ومحاولات لاحتواء تهديدات الملاحة الدولية.

أيضًا، تتداخل قضية اليمن مع الصراع في غزة، حيث يستخدمها ترامب كجزء من خطاب “الحزم” تجاه التهديدات الموجهة إلى إسرائيل

مخاطر ونتائج محتملة

يرى خبراء دوليون أن أي تدخل عسكري أمريكي في غزة سيؤدي إلى:انفجار جبهات المقاومة في العراق ولبنان واليمن.
تعزيز النفوذ الروسي والصيني عبر دعم إيران.
توتر غير مسبوق مع الشعوب العربية والإسلامية.

ويحذر مراقبون من أن واشنطن قد تكرر "أخطاء العراق وأفغانستان"، حيث أثبتت التجارب أن الاحتلال العسكري لا يجلب استقراراً بل يفاقم الأزمات.


بين الحشد العسكري الضخم والتصريحات الصادمة لترامب، تقف المنطقة أمام مرحلة غامضة ومفتوحة على كل الاحتمالات: من تدخل مباشر في غزة إلى حرب إقليمية واسعة قد تغيّر وجه الشرق الأوسط لعقود قادمة.