صنعاء تكشف "شبكات تجسس "اتهامات خطيرة تطال اليونيسف.. وبرنامج الغذاء العالمي "وردود أممية غاضبة"

10/27/2025 11:46:15 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

18

صنعاء تكشف "شبكات تجسس "اتهامات خطيرة تطال اليونيسف.. وبرنامج الغذاء العالمي "وردود أممية غاضبة"

صنعاء تكشف "شبكات تجسس "اتهامات خطيرة تطال اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي وردود أممية غاضبة


الاثنين - 27 اكتوبر ـ 2025م
صنعاء – (أجراس- اليمن/ خاص):
فجّر قائد الثورة" السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الأسبوع الماضي، مفاجأة من العيار الثقيل خلال أحد خطاباته، حين أعلن عن تورط منظمات أممية، بينها منظمة اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، في ما وصفها بـ"أنشطة تجسس تخدم إسرائيل والعدوان على اليمن"، تشمل – بحسبه – المشاركة غير المباشرة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة وعدد من الوزراء.

ومنذ إعلان تلك التصريحات، تحركت الأجهزة الأمنية في صنعاء لتنفيذ حملة واسعة ضد ما وصفتها بـ"الخلايا التجسسية العاملة لصالح قوى العدوان"، مؤكدة القبض على عدد من المتورطين، من بينهم – وفق مصادر أمنية – مسؤول الحماية في فرع منظمة اليونيسف بصنعاء.


تصريحات أمنية:

العقيد نجيب العنسي، مدير مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، أوضح في تصريح خاص أن "كل ما تتخذه الأجهزة الأمنية في بلادنا من إجراءات لحماية الأمن والاستقرار هو عمل قانوني سليم، يستند إلى دستور وقوانين الجمهورية اليمنية التي تجرّم أي نشاط يمس بسيادة وأمن البلد، سواء كان مصدره داخلياً أو خارجياً".
وأشار العنسي إلى أن الأجهزة الأمنية "تتعامل بمسؤولية عالية مع جميع الحالات التي تم ضبطها، بما يضمن تحقيق العدالة وعدم المساس بمهام العمل الإنساني المشروع".

ردود أممية وتحفّظات:

في المقابل، تزايدت التصريحات الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة منذ بدء الحملة، حيث اعتبرت بعضها أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات في صنعاء "اعتقالات بلا مبرر"، داعية إلى "احترام الاتفاقات الدولية الخاصة بحصانة الموظفين الأمميين وضمان حرية العمل الإنساني دون تقييد".

ولم تصدر اليونيسف أو برنامج الغذاء العالمي حتى اللحظة بياناً رسمياً مفصلاً حول الاتهامات المباشرة، واكتفت بعض المكاتب الأممية بالإشارة إلى "التزامها بالحياد والاستقلالية في جميع عملياتها داخل اليمن"

موقف وزارة الخارجية اليمنية:

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية في صنعاء على لسان مدير عام المنظمات الدولية تركي جميل، أن الحكومة "تتعامل بجدية مع أي خرق أمني تحت غطاء العمل الإنساني"، موضحاً أن "أي منظمة يثبت تورطها في أعمال تجسس أو تجاوز للقوانين اليمنية ستخضع للمساءلة وفق الإجراءات القانونية المعمول بها".

وأضاف جميل: "نرحب بكل المنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية بشفافية ودون أجندة سياسية، لكننا لن نسمح بتحويل العمل الإنساني إلى أداة تخدم أعداء اليمن".
خلفيات وتداعيات:

القضية التي أثارتها تصريحات السيد الحوثي أعادت إلى الأذهان فضائح دولية سابقة ارتبطت بعمل منظمات إنسانية في مناطق الصراع، من بينها برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق، حيث وُجهت حينها اتهامات باستغلال الغطاء الإنساني لتحقيق مصالح استخباراتية أو سياسية.

ويرى مراقبون أن الملف مرشح للتصعيد في حال استمرار التوتر بين صنعاء والمنظمات الأممية، خصوصاً بعد تأكيد وزارة الخارجية أن "التحقيقات ما زالت جارية وقد تكشف تفاصيل أكثر خطورة خلال الأيام المقبلة" 

تحليل وتوقعات:

يرى مراقبون أن هذه الفضيحة الأممية المفترضة تمثل واحدة من أخطر الأزمات التي تواجه المنظمات الدولية العاملة في اليمن منذ بدء الحرب، كونها تمسّ الجانب الأمني والسيادي بشكل مباشر، وتفتح الباب أمام إعادة تقييم شاملة لآليات عمل تلك المنظمات داخل البلاد.
ويرجّح محللون أن تمضي صنعاء في إجراءاتها القانونية والأمنية حتى النهاية إذا لم تقدّم الأمم المتحدة توضيحات مقنعة، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على العمل الإنساني والإغاثي في اليمن ويزيد من توتر العلاقات بين الطرفين.
وفي المقابل، يتوقع أن تسعى الأمم المتحدة إلى احتواء الموقف دبلوماسياً عبر لجان تحقيق أو وساطات داخلية للحفاظ على وجودها الميداني وضمان استمرار أنشطتها الإغاثية، في محاولة لتفادي ما قد يتحول إلى أزمة ثقة غير مسبوقة بين صنعاء والمنظمات الأممية.