4/2/2025 10:12:29 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
308
ليلة السقيفة "وثورة الحسين" مفارقة أخلاقية فاضحة بين الضمائر ومن لا ضمائر لهم!!؟
ليلة السقيفة "وثورة الحسين" مفارقة أخلاقية فاضحة بين الضمائر ومن لا ضمائر لهم!!؟ الجمعة -19يوليو-2024م أجراس- اليمن/تاريخ ليست مذبحة كربلاء التي لا تزال ذكراها طريَّة، سوى تعبير عن أزمة الشرعية السياسية في الحضارة الإسلامية، وهي أزمة ترجع جذورها إلى معضلة أخلاقية مزمنة وهو صراع بين الجلادين والشهداء، بين أهل الضمائر ومن لا ضمائر لهم.. في كل زمان ومكان. إن لكل حضارة أزْمتها، وأزمة الحضارة الإسلامية أزمة دستورية في جوهرها، ترجع إلى الصراع بين مفهوم الشرعية السياسية القائمة على العدل والتراضي الطوعي، ومفهوم السلطة المتغلبة القائمة على الجبْر والقهْر. لقد بدأت هذه الأزمة ليلة السقيفة، وتغلَّب عليها الجيل الأول من المسلمين حوالي ربع قرن من الزمان، لكنها انفجرت مدوِّيةً في نهاية خلافة عثمان وطيلة خلافة عليٍّ، واستحالتْ حربا أهلية طاحنة بين معسكر العراق بقيادة علي ومعسكر الشام بقيادة معاوية. وقد كانت معركة ليلة الهرير في بلدة "صِفِّين" قمة التعبير التراجيدي عن تلك الحرب الأهلية. وليست ثورات القرن الأول الهجري إلا امتدادا لحرب صفِّين، وسعياً للتغلب على هذه الأزمة الدستورية. ومن هذه الثورات ثورة الإمام الحسين بن علي الذي هبَّ "غضبا للدين وقياما بالحق وانتهت ثورته بفاجعة كربلاء، وثورة أهل المدينة ضد يزيد، وقد "قاموا لله" وانتهتْ ثورتهم باستباحة جيش يزيد للمدينة المنورة، وثورة عبد الله بن الزبير في مكة، وثورة التوَّابين بقيادة الصحابي سليمان بن صُرد، وثورة الفقهاء بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث. ثم ما تلى ذلك من ثورات أشعلها الخوارج وغيرُهم طيلة حياة الدولة الأموية. @تنازع المذاهب لقد تنازع الفقهَ السياسيَّ الإسلاميَّ منزعان منذ نهاية عهد الخلافة الراشدة. المنزع الأول هو مذهب الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما. وهو مذهبٌ تصالحي يُرجِّح وحدة الأمة على شرعية السلطة وكان هذا المنزع بداية تأسيسية لمدرسة فكرية وسياسية تبنَّاها أغلب الشيعة الإمامية قبل العصر الحديث، وعبروا عنها بفكرة التقيَّة، كما تبناها أغلب أهل السنة، وعبَّروا عنها بفكرة المداراة. فصفقة عام الجماعة التي أبرمها الحسن مع معاوية عام 41 للهجرة حدث تأسيسيٌّ في الفكر السياسي السُّني والإمامي على حد السواء. أما المنزع الثاني: فهو مذهب الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. وهو منزع ثوري رافض لشرعية الملك العضوض، أو التصالح مع الظلم السياسي. فبينما ساد لدى الحسن -وفي الفقه السياسي السُّني والإماميّ- الخوف من الفتنة والتخويف منها، فإن الحسين كان يرى الاستبداد والظلم السياسي هو الفتنة ذاتها. وقد عبَّر الحسين عن ذلك في رسالة إلى معاوية قال فيها: "وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، ولا أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة" @المنزع الحُسيْني. هذا النهج هو الذي انتهجته الشيعة الإسماعيلية في العصر الوسيط، ثم انتهجتْه الشيعة الإمامية خلال العقود الثلاثة الماضية، فكانت ثورة الفقهاء في إيران ضد الشاه، وانتفاضات الشيعة ضد حكم الاستبداد البعثي في العراق، والمقاومة الشيعية للاحتلال في جنوب لبنان.. تعبيرا عن هذا المنزع الحُسيْني. لكن الشيعة بعد أن حققوا ذاتهم السياسية في إيران والعراق ولبنان خلال العقود الماضية، وسيطروا على الشام التي هم فيها أقلية قليلة، بدؤوا اليوم ينْحون منحى محافظا، مقاوما لحركات التغيير الثورية الشعبية، حتى ظهر ما يشبه تبادل الأدوار بين ما كان مذهبا حُسيْنيا تبناه الشيعة في العقود الماضية، ومذهبا حَسنيا كان يتبناه السُّنة إلى عهد قريب. @بين منحى ثوريا..منحى تصالحيا.. فجلَّ الشعوب السُّنية تنحو اليوم منحى حُسَيْنيا ثوريا، وجلَّ الشعوب الشيعية تنحو منحى حَسَنيا تصالحيا. وليت النخب السياسية الشيعية اقتصرتْ اليوم على المذهب الحَسَني الساكت عن الظلم السياسي دون إقرار له أو إسناد، لكنها للأسف تجاوزت ذلك بكثير، فوقعت في مفارقة أخلاقية فاضحة، فهي ترفع راية الحسين وتقاتل في جيش يزيد!! @تباريح عاطفية، وطقوس كثيفة لقد تحولت ثورة الإمام الحسين المجيدة في الذاكرة الشيعية اليوم إلى تباريح عاطفية، وطقوس كثيفة لا نبض فيها ولا حياة، تهيِّج النخبُ العامةَ بها وترميهم في أتون الحرب الطائفية العبثية، وتستغلها إيران في لهثها وراء أوهام النفوذ وغرور القوة،وهي أبخلُ الدول بدماء شعبها، وأجْودُها بدماء العرب. وليس أقل انحرافا من هذا ما حدث لذكرى ثورة كربلاء في الذاكرة السلفية، فقد تبنى بعض السلفيين تبريرات بليدة لفَعَلات يزيد الشنعاء وجرائمه التي يندى لها جبين التاريخ، حتى انشغل بعضهم -وشغل معه الناس- بتدبيج الكتب في تحقيق المكان الذي يوجد به اليوم رأس الحسين رضي الله عنه، أهو في كربلاء، أو المدينة المنورة، أو عسقلان، أو القاهرة.. فضاعت العبرة الأخلاقية من هذا الحدث التأسيسي في التاريخ الإسلامي. وليس يهُمُّ الشهيدَ الحسينَ الذي تعالى فوق الاعتبارات الأرضية، وأسلم روحه في سبيل الحق والعدل، أين يستقر المقام برأسه الشريف، ولا أن تُبنى فوق جثمانه الطاهر القبابُ الذهبية أو تسْفِي عليه السَّوافي في الصحراء. @عباس محمود العقَّاد "أبو الشهداء الحسين بن علي" في هذا الركام نجدُ عَزاء في دراسة من الدراسات العميقة لفاجعة كربلاء -بعيدا عن التباريح الشيعية والتبريرات السلفية- وهي كتاب عباس محمود العقَّاد "أبو الشهداء الحسين بن علي".. فقد تناول العقاد فاجعة كربلاء بمنطق أخلاقي رصين، وتحليل نفسي عميق، وركز على المدلول الأخلاقي الكبير لهذه الفاجعة. حيث يرى العقاد أن كربلاء كانت من أعظم مشاهد الصراع في التاريخ الإنساني بين فكرتين، أو مزاجيْن بتعبيره هو، وهما مزاج الأرْيحية ومزاج النَّفْعية. ويشدد العقاد على ضرورة وضوح الرؤية في هذا المضمار، لأن الصراع بين الحسين ويزيد في كربلاء كان صراعا بين "موقف الأريحية الصُّراح في مواجهة موقف المنفعة الصُّراح، وقد بلغ كلاهما من موقفه أقصى طرفيْه وأبْعدَ غايتيْه. فانتصر الحسين بأشرف ما في النفس الإنسانية من غيرة على الحق وكراهة للنفاق والمداراة، وانتصر يزيدُ بأرذل ما في النفس الإنسانية من جشع ومراء وخنوع لصغار المُتَع والأهواء" (ص 9) @أنصارَ دولٍ وبُناةَ عروشٍ لقد كتب العقاد عن ذلك يقول: "كان لمعاوية مُشيرون من ذوي الرأي، كعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه، وأضرابِهم من أولئك الدُّهاة الذين يُسمِّيهم التاريخُ أنصارَ دولٍ وبُناةَ عروشٍ، وكان لهم من سمعة معاوية شعارٌ يُدارون به المطامع، ويتحللون من التأثيم. لكن هؤلاء بادُوا جميعا في حياة معاوية، ولم يبق ليزيد مشيرٌ واحدٌ ممن نسمِّيهم بأنصار وبُناة العروش، وإنما بقيتْ له شرذمة على غِراره، أصدقُ ما توصف به أنها شرذمة جلاَّدين، يقتُلون من أُمِروا بقتله ويقبضون الأجر فَرِحين. وإذا كان صحيحا ما لاحظه العقاد أنه "ما مِن رجل فاز حيث ينبغي أن يخيب كما فاز يزيد بن معاوية في حربه للحسين، وما اختصم رجلان كان أحدهما أوضحَ حقاً وأظهرَ فضلاً من الحسين في خصومته ليزيد بن معاوية" ويدل النظر المتبصر على أن الصراع بين أنصار الثورة وبين أنصار الاستبداد لا يخرج عن هذه المعادلة، معادلة الصراع بين النفعية والغرائز المنحطة وبين النبل والدوافع الكريمة. @بعض الصواب السياسي والعسكري وقد عبَّر العقاد عن ذلك ببلاغته الآسرة، فلاحظ أن بعض الصواب السياسي والعسكري في معسكر يزيد "صوابٌ سهلٌ يستطيعه كثيرون" ومنه استباحة الدماء الزكيَّة، وشراءُ ضمائر من لا ضمائر لهم، ومنع الأطفال والنساء العطشَى من الوصول إلى الماء. كما لاحظ أن بعض الخطأ السياسي والعسكري الذي ظهر في معسكر الحسين من "الخطأ الصَّعْب الذي لا يستطيعه إلا القليلون"ومنه مواجهة جيش من أربعة آلاف مقاتل ببضع عشرات من المقاتلين، والتشبث بالحق والعدل مع تحقُّق الموت في سبيلهما... @حاق الجزاء لقد حاق بمرتكبي مذبحة كربلاء ما حدَّثنا عنه التاريخ: هلك يزيدُ بعد المذبحة بثلاثة أعوام، وهلك قائدُه مسلم بن عقبة بعد استباحته المدينة المنوَّرة بثلاثة أيام، "ولم تنقض ستُّ سنوات على مصرع الحسين حتى حاق الجزاء بكل رجل أصابه في كربلاء، فلم يكدْ يَسْلمُ منهم أحدٌ من القتل والتنكيل، مع سوء السُّمعة ووسواس الضمير" @ختاماً فإذا أنت رأيْت اليوم منشغلا بأخطاء المظلوم عن خطايا الظالم ، فاعلم أنه جاهل لا يفقه ما يقول، أو طامع باع ضميره بثمن بخس، أو جبانٌ يتستَّـر وراء التفلسف وطول اللسان. فإذا كان لدى جلادي الماضي مهلة أحيانا يستمتعون فيها بثمرات إجرامهم بضعَ سنين، فإن عمق وعي الشعوب بحقوقها اليوم، وتسارُعَ حركة التاريخ في عصرنا، لا يُمهلان الجلاَّدين كثيرا، فلا تسألْ عن مصير سلطةٍ تحوَّل قادتُها إلى حفنة من الجلادين غلاظ الأكباد المصادر/ مراجع ودراسات (الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/37) (ابن العربي، العواصم ص 237). (ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 14/206) كتاب العقاد: أبو الشهداء الحسين بن علي
قد يهمك ايضاً
حادث مروري في منطقة الجراحي بالحديده يودي بحياة أحد المرموقين من أبناء مديرية سامع محافظة تعز وأسرة تحرير موقع أجراس اليمن تشاطرهم الحزن والعزاء .
غارات على محافظتي صعدة والحديدة وانباء عن سقوط عدداً من الشهداء والجرحى..
محافظي تعز وإب والضالع يزورون المرابطين في الجبهات..والمساوى يوضح..عن التداعيات لغلق جولة القصر..
اسرائيل تستفز القاهرة وتتطالبها بتفكيك البنية التحتية العسكرية في سيناء.. والأخيرة ترد..
هل سينفذ ترامب تهديداته بقصف إيران؟ محللون يجيبون ..
بعد التهديد الإيراني بضربها..معلومات عن قاعدة "دييغو غارسيا" في المحيط الهندي..وأهميتها للجيش الأميركي والبريطاني.. تفاصيل اكثر!!
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
هل انتصر الهاشميون في صراعهم مع الأمويين... وكيف تحول إلى هاشمي-هاشمي؟
محافظ شبوة اللواء العولقي يعزي في وفاة الشيخ احمد محمد العمري
السلطة المحلية بمحافظة شبوة : يوم الصمود الوطني رد كيد المعتدين وأفشل مخططات العدوان في كسر إرادة اليمنيين