"الوحدة اليمنية: من عبود الشرعبي إلى كل شهيد وحدوي"

5/22/2025 10:15:15 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

13

"الوحدة اليمنية: من عبود الشرعبي إلى كل شهيد وحدوي"


 "الوحدة اليمنية: من عبود الشرعبي إلى كل شهيد وحدوي"
22 مايو ـ 2025م
مقالات أجراس- اليمن 
بقلم: عارف الشرجبي


إعلان الوحدة: لحظة تاريخية فارقة

في صبيحة يوم 22 مايو 1990، وفي لحظة تاريخية استثنائية، أعلن اليمنيون عن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وقيام الجمهورية اليمنية. كان ذلك الإعلان بمثابة تأكيد للعالم أن اليمن عادت موحدة كما كانت، راسخة الجذور منذ فجر التاريخ.

نهاية الانقسام واستعادة الروح اليمنية

حين رُفع علم الجمهورية اليمنية، عادت الروح إلى الجسد اليمني المنهك، الذي عانى لعقود من التقسيم القسري بفعل الاحتلال البريطاني والغزو العثماني والنظام الإمامي. وقد تحقق هذا الإنجاز الوحدوي العظيم بإرادة الله وعزم الرجال الشرفاء الذين ناضلوا طويلاً من أجل وحدة اليمن.

الوحدة كمنجز وطني لا يضاهى

في هذا اليوم التاريخي، طوى اليمنيون صفحة الانقسام والتشظي، وأغلقوا بابًا ظل مفتوحًا على الغربة والاحتراب الداخلي.
ورغم عدم الخوض في تفاصيل منجزات الوحدة في هذا المقام، إلا أن من أبرز ما تحقق هو حقن دماء اليمنيين، التي كانت تُسفك كل ثلاث أو أربع سنوات نتيجة الصراع على السلطة، خاصة في المناطق الوسطى وعدن وبعض المحافظات الجنوبية والشرقية.

الوحدة ليست منةً من أحد

يخطئ من يظن أن الوحدة وليدة لحظة 22 مايو، فهي حقيقة تاريخية ضاربة في أعماق الزمن. وقد أعيد تحقيقها سياسياً في هذا التاريخ، لكنها كانت قائمة في وجدان اليمنيين، وفي نضالهم المشترك ضد الاستعمار والإمامة.

المنجزات ليست حكرًا على أشخاص

لست من الذين يربطون المنجزات بالأشخاص، رغم الاعتراف بما قام به الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض ومن معهما. فالوحدة أكبر من الأفراد، وهي ملك الشعب اليمني كله، لا تُختزل في أسماء، ولا تُقاس بمواقف، مهما كانت.

حقائق التاريخ تثبت وحدة اليمن

منذ عهد التبابعة وحتى اليوم، واليمن أرضًا وإنسانًا موحدة. النضال ضد الاستعمار والإمامة جاء من مختلف أرجاء الوطن، من تعز وعدن، من ردفان وصنعاء، ومن كل محافظات اليمن.
ومن أبرز الشواهد:

عبود الشرعبي، أول شهيد في الكفاح المسلح في عدن.

عبدالرحمن الصريمي، قائد قوات العاصفة في مواجهة الاحتلال.

الشهيد عبدالفتاح إسماعيل، من تعز، رئيسًا لليمن الديمقراطية.

الدعم العسكري من صنعاء لثوار الجنوب في أكتوبر.

نفي هائل سعيد أنعم لتمويله الثورة من تعز.

نضال باذيب والبيحاني وغيرهم ممن عاشوا في الشطر الآخر من الوطن وناضلوا من أجله.

استشهاد قادة جنوبيين في جبال الشمال دفاعًا عن ثورة 26 سبتمبر.


رسالة إلى دعاة الانفصال

إلى الانفصاليين والمتآمرين نقول: أنتم ومشاريعكم زائلة، لا تقوم على حقائق ولا تستند إلى جذور.
لن تكبروا في نظر الناس إلا عندما تدركون أن اليمن الموحد هو الضامن الوحيد للكرامة والعزة. فالوحدة خط أحمر، والتاريخ لا يرحم من يقف ضده.

الوحدة في الوجدان والضمير

الوحدة ليست مشروعًا سياسيًا فقط، بل هي ضمير اليمنيين، وهي خلاصة نضالاتهم. لهذا قال المناضل علي عنتر: "الوحدة مصير شعبنا، ومن لا يسعى لتحقيقها فهو عميل أو دخيل".
وقال الرئيس الأسبق علي ناصر محمد: "لا عزة ولا كرامة إلا بالوحدة".

فهل وصلت الرسالة؟
وهل تعلّم المتآمرون والانفصاليون الدرس؟

كل عام وأنتم بخير، أيها الشعب اليمني العظيم، داخل الوطن وخارجه.
22 مايو 2025