12/27/2025 11:31:38 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
20
"من بدر إلى قرطبة" السلطة الموروثة والشرعية المنقوصة: قراءة في الصراع "الهاشمي"الأموي".. حين تحوّل الوحي إلى ساحة صراع سياسي!!؟
"من بدر إلى قرطبة" السلطة الموروثة والشرعية المنقوصة: قراءة في الصراع "الهاشمي"الأموي".. حين تحوّل الوحي إلى ساحة صراع سياسي!!؟ تاريخ// أجراس- اليمن-الاخباري// إعداد //ماجد سفيان لم يكن الصراع على السلطة في التاريخ الإسلامي نتاج لحظة طارئة أعقبت وفاة النبي محمد ﷺ، بل امتداداً لتراكمات اجتماعية وقبلية وسياسية ضاربة في عمق المجتمع القرشي قبل الإسلام. فمع بزوغ الدعوة الجديدة، لم تُلغِ الرسالة الإلهية دفعةً واحدة موازين النفوذ ولا طموحات الزعامة، بل أعادت تشكيلها ضمن إطار ديني، سرعان ما تحوّل بعد عصر النبوة إلى ميدان صراع مفتوح حول الشرعية والحكم وتأويل الدين. برز هذا الصراع مبكراً بين بني هاشم وبني أمية، وهما جناحا قريش الأقوى نفوذاً، ليتجاوز لاحقاً حدود التنافس القبلي إلى مواجهة سياسية وعقائدية حاسمة. ومع انتقال الخلافة من الشورى إلى الملك الوراثي، تحوّل الخلاف إلى صراع دموي طويل، لم تُحسم فصوله في جيل واحد، بل امتد قروناً، وأعاد رسم خريطة العالم الإسلامي من المشرق إلى المغرب والأندلس، تاركاً آثاره العميقة على بنية الحكم والفكر السياسي الإسلامي حتى يومنا هذا. يُنسب إلى يزيد بن معاوية البيت الشهير: "لعبت هاشم بالملك فلا / ملك جاء ولا وحي نزل"، وهو بيت مختلف في صحة نسبته، إلا أن شيوعه في كتب التراث لا يعكس بالضرورة موقف قائله بقدر ما يكشف عن عمق الصراع السياسي والفكري الذي دار بين بني هاشم وبني أمية، صراعٌ سبق الإسلام وتحوّل بعده إلى أحد أعنف النزاعات على السلطة في التاريخ الإسلامي المبكر. ((من بدر… لحظة الانفجار)) يرى عدد من الباحثين، ومنهم حسين مؤنس في تحقيقه لكتاب «النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم» للمقريزي، أن الصراع الحقيقي لم يبلغ ذروته إلا مع موقعة بدر سنة 2هـ، حين قُتل كبار بني أمية، وعلى رأسهم عتبة بن ربيعة، على أيدي رجال من بني هاشم، في مقدمتهم حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب. منذ تلك اللحظة، انتقل الخلاف من تنافس قبلي مكتوم إلى ثأر سياسي وعقائدي مفتوح. في حين التفّ بنو هاشم حول النبي، بدافع القرابة أو الإيمان أو كليهما، ظلّ كثير من بني أمية في موقع الخصومة حتى فتح مكة، حيث دخل بعضهم الإسلام مكرهين، كما تذكر مصادر تاريخية عدة، من بينها ابن كثير في البداية والنهاية. ويشير مؤنس والعقاد إلى أن الأمويين لم يتخلّوا عن طموحهم السياسي، بل أرجؤوه حتى سنحت اللحظة. ((من الخلافة إلى الملك)) بمقتل عثمان بن عفان، ثم الصدام بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، دخل الصراع مرحلته السياسية الصريحة. انتهى ذلك بتأسيس الدولة الأموية عام 661م، وتحول الخلافة إلى حكم وراثي، ما اعتبره الهاشميون اغتصاباً للسلطة وخروجاً عن روح الشورى. ((الثورات الهاشمية… نار لا تنطفئ)) لم يستسلم الهاشميون للواقع الجديد. فكانت ثورة الحسين بن علي في كربلاء (680م) لحظة فاصلة، رسّخت القطيعة الأخلاقية والسياسية مع الأمويين. تلتها ثورات أخرى، أبرزها ثورة زيد بن علي في الكوفة، ثم حركة عبد الله بن معاوية، وكلها انتهت بالقمع، لكنها أبقت جذوة الصراع مشتعلة. ((خراسان… مسرح التحول الكبير)) شكّلت خراسان بيئة مثالية للانقلاب على الأمويين، بسبب سياسات التمييز والضرائب التي أثقلت كاهل السكان، حتى من دخلوا الإسلام. هناك، رفع الهاشميون شعارهم الغامض: «الرضا من آل محمد»، جامعاً العلويين والعباسيين في مرحلة أولى، قبل أن تنفجر الخلافات داخل البيت الهاشمي نفسه. ((العباسيون يحسمون المعركة)) بقيادة أبي مسلم الخراساني، نجح العباسيون في إسقاط الدولة الأموية بعد معركة الزاب (750م)، ومقتل آخر خلفائها مروان بن محمد. وبقيام الدولة العباسية، بدا وكأن الصراع الهاشمي–الأموي قد انتهى، لكنه في الحقيقة دخل طوراً جديداً. ((من أموي–هاشمي إلى هاشمي–هاشمي)) سرعان ما تحوّل الصراع إلى مواجهة عباسية–علوية. ثار محمد النفس الزكية وأخوه إبراهيم، ثم وقعت موقعة فخ، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من العمل السياسي العلوي، انتهت بتأسيس دول بعيدة عن مركز الخلافة، كالدولة الإدريسية في المغرب، ثم الدولة الفاطمية التي نافست العباسيين على زعامة العالم الإسلامي. ((نهاية دول… وبقاء السلالات)) رغم سقوط الخلافة العباسية (1258م) والفاطمية (1171م)، لم يختفِ الهاشميون من المشهد. فقد أسسوا إمارات وسلالات حكمت في العراق والمغرب والسودان والهند والحجاز، ولا تزال آثار ذلك حاضرة حتى اليوم، وأبرزها الأسرة الهاشمية الحاكمة في الأردن. لم يكن الصراع بين بني هاشم وبني أمية مجرد خلاف عابر على الحكم، بل كان معركة طويلة على الشرعية، والتأويل الديني، ومعنى السلطة في الإسلام. صراعٌ لم ينتهِ بسقوط دولة أو قيام أخرى، بل أعاد إنتاج نفسه بأشكال مختلفة، وظل أحد المفاتيح الأساسية لفهم تاريخ الإسلام السياسي عبر القرون.
قد يهمك ايضاً
بين السيطرة والصمت: كلفة غياب صنعاء ومآلات حضرموت ؛!!
"من بدر إلى قرطبة" السلطة الموروثة والشرعية المنقوصة: قراءة في الصراع "الهاشمي"الأموي".. حين تحوّل الوحي إلى ساحة صراع سياسي!!؟
"أبو رأس" يحذّر من مخطط إقليمي واسع ويكشف أبعاد تحركات مريبة
الحصار إعلان حرب… لا أداة سياسة..!!
إيران كأداة توازن إقليمي: لماذا تختار واشنطن إدارة النفوذ بدلاً من القضاء عليه؟
تركيا: تفاهمات صامتة مع القاهرة وتل أبيب… ولعبة أكبر مع واشنطن
الفرد السوي في مجتمع مريض: كيف يصبح الأصحاء ضحايا الفوضى الاجتماعية
لقاء موسع للعلماء والخطباء بأمانة العاصمة انتصارًا للقرآن الكريم
محافظ شبوة اللواء العولقي يبارك توقيع الوفد الوطني المفاوض على اتفاق لتنفيذ صفقة تبادل واسعة مع الطرف الآخر
توضيح من وكيل محافظة شبوة المهندس مالك أحمد مساعد حسين بشأن جريمة الإعدام الميداني بحق أمين باحاج