11/21/2024 9:29:40 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
25 عاماً في سجون الاحتلال.."السنوار "الذي جعل من نفسه رقمًا صعبًا في المعادلة الفلسطينية!!((ج-3))
25 عاماً في سجون الاحتلال.."السنوار "الذي جعل من نفسه رقمًا صعبًا في المعادلة الفلسطينية!!((ج-3)) تقارير -أجراس -اليمن يتناول أجراس- اليمن الاخباري سلسلة من حكاية اسطوره القرن الواحد والعشرين..الذي نكس أنف دولة الكيان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر في عملية سميت بـ : طوفان الأقصى أنه الجنرال يحيى السنوار... الجزء الثالث السنوار وانخراطه في الحركة الطلابية خرج السنوار من السجن ليعود إليه مرة أخرى، ففي عام 1985 وبسبب نشاطاته مع الحركة الإسلامية التي أسسها الشيخ أحمد ياسين، اعتُقل وحُكم عليه بالسجن ثمانية أشهر. وفي هذه المرحلة، حصل على ثقة الشيخ ياسين في السجن كما تعتقد المصادر الإسرائيلية، غير أن الحقيقة التي يرويها نهاد الشيخ خليل، المؤرخ وأستا ذ التاريخ بالجامعة الإسلامية في غزة، أن السنوار تمتع بهذه الثقة مبكرًا من خلال عمله في الحركة الطلابية، التي اهتم بها الشيخ وتابع أعمالها بشكل مباشر، وهو ما يؤكده السنوار في روايته "الشوك والقرنفل"، التي كتبها في السجن لاحقًا، ويمكن اعتبارها سيرة ذاتية له في الكثير من جوانبها خصوصا بطلها المسمى إبراهيم. الجدير بالثقة بعد خروجه من السجن، أكد السنوار جدارته بثقة الشيخ أحمد ياسين، الذي كان قد خرج من السجن في مايو/أيار ضمن عملية تبادل بتخطيط من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة). ورغم أن الشيخ ياسين كان قد صرح للجزيرة بأنه قد ابتعد عن تنظيم الإخوان مدة عام بعد الإفراج عنه، حتى يحيّد عيون الاستخبارات الإسرائيلية التي كانت ترقبه كظلّه، نعلم الآن أنه كلف السنوار بالتعامل مع العملاء. تأسيسه جهاز الأمن والدعوة "مجد" فمن خلال تأسيسه لجهاز الأمن والدعوة "مجد"، الذي تخصص في تأهيل أبناء الحركة الإسلامية أمنيًّا، والإيقاع بالعملاء والمتعاونين مع الاحتلال، استطاع السنوار، وهو بعد في الثالثة والعشرين من عمره، أن يجعل من نفسه رقمًا صعبًا في المعادلة الفلسطينية، وهو ما حدا بالاحتلال إلى اعتقاله للمرة الثالثة والأخيرة في يناير/كانون الثاني عام 1988، بعد شهر واحد من اندلاع الانتفاضة الأولى والتأسيس الفعلي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). لأكثر من عام، لم يستطع الاحتلال الحصول من السنوار على أي معلومات عن دوره في المقاومة. يقول ميخا كوبي، المدير السابق للتحقيقات في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، شين بيت، الذي قضى أكثر من 150 ساعة في استجواب السنوار، أنه أخبره بتفضيله للموت شهيدًا على أن يتكلم! وفي عام 1989، ومع تصاعد وتيرة الانتفاضة، اعتقلت السلطات الإسرائيلية الشيخ المؤسس أحمد ياسين، مع مئات من أعضاء الحركة الناشئة، فتحدث بعض المعتقلين عن دور يحيى السنوار، فأدرك الاحتلال قيمة الصيد الثمين الذي بين يديه. ويدّعي كوبي في تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية أنه طلب من الشيخ أحمد ياسين أن يأمر السنوار بالإجابة عن أسئلة المحقق بصدق، وأن ياسين استجاب لطلبه بحسب زعمه. لاحقًا، يزعم كوبي، أن السنوار اعترف بقتل اثني عشر عميلًا لإسرائيل، ويدعي الإسرائيليون أن نص التحقيقات معه يحوي تفاصيل عن الطريقة التي قتل بها السنوار عملاء بأعيانهم وأسمائهم. وفي النص، يقول السنوار إنه بعد أن قتل عميلًا، على سبيل المثال، قام بتكفينه ودفنه، وإنه لم يقتله إلا بعد أن اعترف بجريمته، وبأنه يستحق ذلك المصير جزاء خيانته. شهاده زوراً في تصريحات أخرى لصحيفة الفاينانشال تايمز، قال ميخا كوبي إن السنوار قتل ثلاثة من المسجونين المتعاونين مع الاحتلال، الذين يشتهرون بلقب "العصافير"، وفعل ذلك بشفرة الحلاقة، وهو ما جعل إدارة السجن تضعه في العزل الانفرادي سنوات عانى فيها السنوار أمراضًا متعددة. لكن تظل شهادة رجل الاستخبارات الإسرائيلي مجروحة، لا لكون السنوار غريمه اللدود الذي يقول إن الإفراج عنه "أسوأ خطيئة في تاريخ دولة إسرائيل" فحسب، بل لأن القصص التي يحكيها عنه لم تقع، وتبدو ملفقة لشيطنة السنوار، وتنقلها الصحف العالمية رغم عصيانها على التصديق، مثل تلك القصة التي يدّعي فيها أن السنوار أمر شقيق أحد العملاء بدفن أخيه حيًّا، ليس ذلك فحسب، بل إنه أجبره على إهالة التراب عليه باستخدام ملعقة طعام! وهي قصة تستدعي السخرية والضحك أكثر مما تدفع إلى الرعب من وحشية السنوار المزعومة، وهو الأمر الذي يؤكده أسرى محررون ومصادر أخرى على معرفة لصيقة بواقع السجون الإسرائيلية. ففي حوار مع الجزيرة نت، قال الأسير المحرر، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس، وأحد مؤسسي كتائب القسام، زاهر جبارين، إن الروايات الإسرائيلية عن السنوار والأسرى عمومًا تتراوح بين التشويه والمبالغة. قضى جبارين أكثر من 15 عامًا في السجن مع يحيى السنوار ويقول إنه التقاه لأول مرة في الغرفة رقم 4 في سجن بئر السبع عام 1995. ويوضح جبارين أن الادعاءات الإسرائيلية حول تعامل المقاومة، أو جهاز مجد، مع الذين يُشك في كونهم عملاء للاحتلال أبعد ما تكون عن الحقيقة. لأن الجهاز لم يكن يعمل بشكل فردي، ولم يكن التعامل مع أي مشتبه فيه يؤخذ بقرار منفرد، وإذا حدث خطأ، يُحاسب المخطئ ويُعاقب. "هناك عشر خطوات وأحيانًا اثنتي عشرة خطوة للتحقق من كون الشخص المشتبه فيه متعاونًا مع الاحتلال، وبعدها يُجرى تحقيق من خلال جهاز محترف". وبعد محاكمة لم تطل كثيرًا حاول السجان فيها كسر إرادة السنوار ودفعه إلى الندم، لم يجد القضاة بدا من الحكم عليه بالسجن أربعة مؤبدات بتهمة قتل أربعة فلسطينيين مشتبه في تعاونهم مع الاحتلال، وكان مجموع ما حُكم عليه به 426 عامًا. فماذا كان جواب السنوار؟ دراسة إسرائيل، وإعداد الأسرى، وبالطبع، إكمال عمله في محاربة العملاء! عادت هذه المعرفة بالنفع على مجتمع الأسرى، بل وعلى المجتمع الفلسطيني بأسره. فقد استخدم السنوار معرفته بالعبرية لتأليف عدد من الكتب وترجمتها في مجالات السياسة والأمن والأدب، مثل ترجمة كتاب "الشاباك بين الأشلاء"، لكارمي جيلون، وهو كتاب يتناول جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي. كذلك ترجم السنوار كتاب "الأحزاب الإسرائيلية عام 1992″، الذي يعرف بالأحزاب السياسية في دولة الاحتلال وبرامجها وتوجهاتها خلال تلك الفترة. الشوك والقرنفل" كذلك ألف السنوار رواية "الشوك والقرنفل"، وكتيّبا عرف فيه بأحد رفاقه الأسرى الذين نفذوا عملية عسكرية وهو "أشرف البعلوجي"، وهما إسهامان أدبيان منه في جهود توثيق السردية الفلسطينية، وألف كتاب "المجد" الذي يرصد عمل جهاز "الشاباك" في جمع المعلومات وزرع وتجنيد العملاء، وأساليب وطرق التحقيق الوحشية من الناحية الجسدية والنفسية، إضافة إلى تطور نظرية وأساليب التحقيق والتعقيدات التي طرأت عليها وحدودها، وألف دراسة نقدية غير منشورة بعنوان "حماس: التجربة والخطأ"، تناول فيها تجربة حركة المقاومة الإسلامية في العمل الأمني والعسكري بالنقد والتمحيص. وأخيرا بعد طوفان الأقصى وغرام الإعلام الإسرائيلي بتتبع تفاصيل حياة السنوار كشفت كيتي بيري، رئيسة مصلحة السجون الإسرائيلية السابقة أن يحيى السنوار ترجم في سجنه كتابين لرئيسين سابقين لجهاز الشاباك، أحدهما ليعقوب بيري وعنوانه "القادم لقتلك"، والثاني لكرمي غيلون، عنوانه "الشاباك بين الانقسامات"، وجدير بالذكر أن كتب السنوار التي رأت النور أُلِّفت "خاوة" رغمًا عن أنف السجان. و"دأب العشرات لنسخها ومحاولة إخفائها عن أعين الجلادين وأياديهم الملوثة، وبذلوا جهدا جبارا في ذلك، وعملوا عمل النمل لإخراجها إلى النور" كما كُتب على غلاف "الشوك والقرنفل". تشير هذه المؤلفات والممارسات وغيرها إلى أن السنوار كان يتمتع بحالة عالية من الاستقرار النفسي لسجين محكوم عليه بمؤبدات؛ ولذلك فمن غير المبالغة القول إن يحيى السنوار استطاع أن يحاصر سجانيه على وجه من الوجوه، وأن يسيطر على رؤيتهم له، بقدرة ملفتة للنظر. ترتبط هذه القدرة بنظام نفسي تبناه سجناء المقاومة، جعلهم، على نحو ما، يقدمون استجابات نوعية وغير معتادة لدى غيرهم من السجناء الجنائيين أمام سجانيهم وأدواتهم. أهمها قدرة السجين المقاوم على امتصاص الضغوط والأحداث القاسية التي تتوالى عليه، دون أن تنجم عنها آثار نفسية عميقة. بل لعل بإمكان الكثير منهم إنتاج معنى روحي يرشح من كل الآلام التي يمرون بها، يجعلهم يشعرون بالكفاءة الشخصية والندّية العقلية حين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم أنداد قادرون على الاشتباك، وإرباك كلّ هذه النظم العقابية، والأجهزة الأمنية، ويفخرون بتصنيفهم أشخاصًا شديدي الخطورة من قبل أعدائهم. تمكنت المقاومة من جعل السجن ضمن استراتيجية لتجذير التحدي بوصف الأسر مرحلة ضرورية لبناء الصلابة النفسية وإعداد الذات وتحضيرها للمواجهة الكبرى. من سجنه، شهد السنوار استشهاد رفاقه من قادة حماس وغيرها، واعتقال زملائه وتلاميذه، وكذلك رأى تحولات القضية الفلسطينية الأهم، مثل توقيع اتفاقية أوسلو، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، واغتيال إسحاق رابين، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وفوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية، وسيطرة حماس على قطاع غزة بعد ذلك، وأسر الجندي جلعاد شاليط. الهروب من السجن وفي السجون الإسرائيلية، التي تنقل بين معظمها، لم يدخر السنوار جهدًا لنيل حريته. فقد حاول الهروب من سجنه مرتين، الأولى حين كان معتقلا في سجن المجدل بعسقلان، والثانية وهو في سجن الرملة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. ففي سجن المجدل، تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، لكن محاولته انكشفت بعد أن انهارت القشرة الخارجية للجدار، فعوقب بالسجن في العزل الانفرادي. وفي المحاولة الثانية في سجن الرملة استطاع السنوار أن يقص قضبان النافذة الحديدية، وأن يجهز حبلا طويلا، غير أنه رُصد في اللحظة الأخيرة. كذلك خطط السنوار لعمليات فدائية من داخل السجن، وهو ما كُشف وحوكم على إثره مجددًا ليضاف إلى حُكمه 25 عامًا إضافية. وقد حُرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية، وصرح شقيقه غداة تحريره بأن الاحتلال منعه من زيارة أخيه 18 عاما، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عاما قبل تحريره. وخلال فترة اعتقاله، صدر تقييم استخباري إسرائيلي لشخصية السنوار، فوصفه بأنه "قاسٍ، موثوق [لدى رفاقه]، ومؤثر، ومقبول من أصدقائه ولديه قدرة غير عادية على التحمل، يكتفي بأقل القليل، يجيد المكر والتلاعب، ويحتفظ بالأسرار، ويستطيع تحريك الحشود"، وثمة شهادات كثيرة ممن رافقه في السجن تتفق على أنه كان خدوما للسجناء، عطوفا على الشباب والمستجدين في السجن. كما كان بارعًا في إعداد حلوى الكُنافة التي يُتحف بها رفاقه، وأطباء السجن أحيانًا. ظهرت قدرات السنوار الاستثنائية أثناء التفاوض حول صفقة جلعاد شاليط. ففي بداية عام 2010، علم السنوار من أحد محاميه أن حماس تكاد توقع على اتفاق تستثني فيه إسرائيل كثيرا من قادة الأسرى، وتشترط إبعاد كثير منهم إلى الخارج. يروي الأسير المحرر محمد الناعوق أن السنوار قام بالاتصال من الغرفة رقم 11 في سجن بئر السبع، بمسؤول ملف التفاوض في حماس حينها، محمود الزهار، وحدثت بين القياديين مشادة كلامية طالب فيها السنوار بألا يتم اتخاذ قرار الصفقة بالشكل المعروض. كما اتصل السنوار برئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، الذي وعده بإيقاف الصفقة حتى تصل الأطراف إلى ما يرضى قادة الحركة الأسيرة. كانت عائلة السنوار قد نزحت من عسقلان قبل ذلك اليوم بأربعة عشر عامًا، حين كانت العصابات الصهيونية في ذروة عملية التطهير العرقي وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وهي العملية المعروفة بالنكبة. ويمكن فهم الكثير عن شخصية يحيى السنوار بالنظر إلى جذور عائلته ونشأته وطفولته في خان يونس. فأكثر ما يميز خان يونس هو الاختلاط بين أهلها الأوائل واللاجئين الذين هُجِّروا من أراضيهم بعد النكبة. فقد تأسس مخيم خان يونس عام 1949، وضم النازحين الذين هُجِّروا من وسط فلسطين، ومن قرى وبلدات أسدود وبئر السبع وصرفند والمجدل، التي أتت منها عائلة السنوار. وبحسب مصدر تحدث إلينا على شرط عدم ذكر اسمه، وهو ممن عرفوا السنوار وعائلته عن قرب، فإن نمط حياة المخيم تغلب عليها ثقافة الفلاحين الفلسطينيين، الذين هم أكثر من تضرر من الحركة الصهيونية، إذ إن النهب الذي كانت تقوم به العصابات الصهيونية منذ عشرينيات القرن الماضي، أي قبل أكثر من عقدين من تأسيس دولة الاحتلال، كان يركز على المناطق ذات الأراضي الزراعية وآبار المياه. فضلًا عن ذلك، فإن أثر اللجوء في نفسية الفلسطيني ظهر بوضوح في ثقافة أبناء المخيمات الذين مردوا على الثورة والغضب. وهو ما يمكن رؤيته مع تتبع جذور المقاومة الفلسطينية. فتاريخ الثورات والانتفاضات هو تاريخ الفلاحين واللاجئين، ومنهم ينحدر أغلب قادة المقاومة الحاليين. ومخيم خان يونس، يحمل من صفات السجن أكثر مما يحمل من صفات المدينة. فالمخيم يقطنه قرابة 100 ألف لاجئ في مساحة لا تتجاوز نصف كيلو متر مربع، وهو ما يجعله من أكثر الأماكن في العالم اكتظاظًا بالسكان، إن لم يكن أكثرها على الإطلاق. تسيطر العشوائيات على مخيمات اللاجئين، ومخيم خان يونس أحدها، فهو حسبما يصفه أحد سكانه "غيتو بشع بكل تفاصيله" يعتمد معظم سكانه على المساعدات التي تقدمها مؤسسات إغاثة اللاجئين الفلسطينيين مثل الأونروا. نشأ السنوار الطفل الأوسط في عائلة عصامية متدينة رقيقة الحال، إذ كان والده يمتلك بقالة في المخيم. كان يحيى قريبًا من جده حسن، يصحبه إلى المسجد، ووصفه والده وقت الإفراج عنه بأنه كان "في طفولته رجلا، تفوق اهتماماته اهتمامات أقرانه"، ورغم حدة طبعه، لم يكن السنوار مشهورا بالاعتداء على زملائه لكنه "كان محمي الجناب مهيب الحضور مع شيء من قوة الشكيمة" ما زال صديقه مأمون أبو عامر يتذكره. شهد يحيى نكسة 1967 ووعى الهزيمة وهو ابن خمس سنين، وكان والده، الذي توفي عام 2022 عن عمر ناهز التسعين، قد صرح بأن يحيى تأثر بتجربة اللجوء، حيث ترعرع في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة وكانت حياته “مليئة بالعذاب بسبب العدوان الصهيوني. وكان مصممًا منذ طفولته على مقاومة الاحتلال”. درس يحيى في المرحلة الابتدائية في مدرسة الشيخ جميل بخان يونس، وانتقل في المرحلة الإعدادية إلى مدرسة البطل أحمد عبد العزيز، التي سُميت باسم ضابط مصري كان قريبًا من الإخوان المسلمين واستُشهد في حرب فلسطين عام 1948، وهو الاسم الذي حفظه السنوار في وقت مبكر، وصارت حكاياته محور حديثه لأقرانه وأصدقائه. يناير/كانون الثاني 1996. لم يتوقف عمل السنوار على بناء المساجد فحسب. إذ لم تكن هناك أي جامعة في غزة حين أكمل يحيى دراسته الثانوية. كان أبناء ذلك الجيل يدرسون في مصر أو جامعات الضفة الغربية، لكن السنوار كان لديه مبدأ صارم بعدم مفارقة غزة، فقوله: "ما بديش أطلع من غزة"، كان جوابًا دارجًا لكل من نصحه بالسفر لإكمال دراسته الجامعية، متمثلا المثل الشعبي الفلسطيني "ما يحرث الأرض غير عجولها". لذلك، حين قرر السنوار الالتحاق بالجامعة الإسلامية في غزة، ولم تكن سوى مبان بسيطة للمعهد الأزهري الثانوي يدرس فيها طلابه صباحا، وفي المساء يلتحق بها شباب معدودون على هيئة طلاب جامعيين موزعين في ثلاث كليات للشريعة وأصول الدين واللغة العربية. كان على السنوار أن يأخذ حقه "خاوة" مرة أخرى، وينتزع من الاحتلال التعليم الجامعي، فوظف خبرته المهنية في ذلك وشارك شخصيا "في بناء غرف وقاعات الجامعة الإسلامية رغم قرارات الحاكم العسكري آنذاك، الذي كان يمنع البناء في هذه المؤسسة، الأمر الذي أوقعه في إشكالات عديدة من استدعاءات واحتجاز وتحقيق ومن ثم الاعتقال"، كما روى شقيقه حامد السنوار في مقابلة صحفية قبيل صفقة "وفاء الأحرار" خلال هذه الفترة، اقترب السنوار أكثر فأكثر من الشيخ أحمد ياسين، الذي كان شديد الوعي بدور الطلاب في تصوره للتحرير. ويقول السنوار في رواية الشوك والقرنفل، متحدثًا عن الشيخ ياسين إنه "كان يشرف على النشاطات الطلابية في غزة بنفسه، وكان يدعو إليه عددا من الطلاب الناشطين في الجامعة الإسلامية ليتعرف على أوضاع الطلبة، ويطلب منهم الحضور مرة في الأسبوع، وقد دعوا معهم آخرين من الشباب القريبين منهم، ويأتون فيناقش معهم أمور العمل الإسلامي في الجامعة، والتحضير للانتخابات، وكيفية العمل مع الطلاب وأساليب دعوتهم وإقناعهم بالفكرة الإسلامية". نظم الشيخ ياسين الطلاب الذين أسسوا مجلسًا لهم، قاده خالد الهندي، ويحيى السنوار، ويحيى موسى، وإسماعيل هنية، وأسامة المزيني، قبل أن تُغلق الجامعة الإسلامية مع اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر/كانون الأول عام 1987. ومن خلال هذا المجلس، نظم السنوار ورفاقه أنشطة وفعاليات عززت وجودهم وسط المجتمع الطلابي. الكفاح المسلح فقد أُقيمت مناظرات عدة، ونواد للنقاشات العامة في ساحة الجامعة، ومن أشهر المناظرات التي أُقيمت في ذلك الوقت، وتحديدا عام 1985 مناظرة ابني مخيم خان يونس يحيى السنوار قائد الكتلة الإسلامية، وغريمه وزميله محمد دحلان رئيس شبيبة فتح، ودارت المناظرة حول الكفاح المسلح، وعدم انخراط الحركة الإسلامية في الحراك المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي. فقد اتهم دحلان المجمع الإسلامي بزعامة الشيخ أحمد ياسين بأنه طابور خامس ومساحة للعملاء، لأنه يعمل بترخيص من الاحتلال، أما السنوار فقد أدان توجه قيادة حركة فتح نحو السلام خاصة فيما يتعلق بالموافقة على المؤتمر الدولي للسلام، والسعي لإقامة كونفدرالية مع الأردن وتنمية الحس الأمني، وبرز من الثلاثين متدربا على مستوى القطاع الشهيد عماد عقل وغيره من رموز المقاومة"، كما يروي أستاذ التاريخ زكريا السنوار عن شقيقه يحيى. ومع دخول مارس/آذار 1987 بدأت عمليات الرصد المكثف للعملاء بهدف خطفهم والتحقيق معهم، ويقول السنوار إنهم حصلوا على معلومات مكثفة صوتيا وكتابيا. ومع تميز "مجد" في عمله الأمني وقدرته على جمع المعلومات ومعرفة مداخل ومخارج العملاء أنيطت به مهمات أخرى مثل ترتيب اجتماعات الهيئة القيادية للحركة، وتنفيذ قراراتها المتعلقة بطبع المنشورات وتوزيعها. وكان أعضاء الجهاز يستخدمون صناديق التبرعات في المساجد نقاطًا ميتة لتبادل الرسائل الأمنية بين الخلايا الميدانية والقيادة. لكن نفوذ الجهاز وقيادته لم يكن دومًا محل ترحاب من أعضاء الحركة. ففي ديسمبر/كانون الثاني 1986، تعدى السنوار أحد القادة الميدانيين في خان يونس، واتخذ قرارًا ببدء مواجهات مع قوات الاحتلال بلا تنسيق مع القيادة، وهو ما اعتبرته الهيئة الإدارية العليا للحركة تجاوزًا غير مقبول، لكن الشيخ أحمد ياسين حمى تلميذه وغفر له تجاوزه المؤسسي وألجم منتقديه إلى حد بعيد. اندلاع الانتفاضة الأولى وفي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، قررت قيادة الحركة الانتقال إلى الخطوة الثانية وهي بدء العمل المسلح ضد الاحتلال. وكانت تلك خطوة استشرافية لما وقع بعد ذلك بثلاثة أسابيع من اندلاع الانتفاضة الأولى. ففي مساء التاسع من ديسمبر/كانون الأول، اجتمع الشيخ أحمد ياسين بعدد من الرجال الذين جاؤوا إليه من المناطق المحتلة في منزل بمخيم الشاطئ شمال قطاع غزة، يتناقشون فيما سوف يفعلونه بعد أن قتل الاحتلال أربعة عمال فلسطينيين في اليوم السابق، ثلاثة منهم من مخيم جباليا للاجئين. وخلال ساعات قليلة، كانت المظاهرات تعمّ قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومناطق أخرى داخل الأراضي المحتلة عام 1948. من قلب مخيم جباليا إلى كل فلسطين، بدأت الانتفاضة الأولى. وعلى بُعد آلاف الأميال، من منفاه في تونس، كان الزعيم الراحل ياسر عرفات يراقب المشهد، ويحاول تصدير منظمة التحرير الفلسطينية لقيادته عبر التنسيق مع القادة على الأرض من خلال مكاتب المنظمة في عمّان وتونس، لضمان ألا تنجرف الانتفاضة إلى العنف. أما الشيخ ياسين، والرجال الذين تجمعوا في ذلك المنزل حينها، فقد أدركوا اللحظة الفارقة التي كانوا قد أعدوا لها عدتها، وخلال أيام، في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول، وزع أتباع الشيخ ياسين منشورًا جاء فيه: "ألا فليعلم المستوطنون المستهترون أن شعبنا عرف ويعرف طريقه -طريق الاستشهاد وطريق التضحية... وليعلموا أن العنف لا يولد إلا العنف، وأن القتل لا يورث إلا القتل، وصدق القائل: وأنا الغريق فما خوفي من البلل". كان هذا هو البيان الأول الذي أثار صدى واسعًا في إسرائيل، وكان التوقيع: حركة المقاومة الإسلامية، من غير الاختصار الذي ستُعرف به في أصقاع الأرض الأربعة: "حماس". نغزوهم ولا يغزونا!" بعد خمسة أسابيع فقط، سيُعتقل يحيى السنوار، ليقضى ثلاثة وعشرين سنة في السجون، قبل أن يعود إلى غزة الجديدة. بدي أكسر السلك، خاوة!" لقد خطط يحيى السنوار، والآن وقت التنفيذ!!! لم تكن هذه رؤية السنوار وحده. فقبل ذلك بأعوام، خرج الشيخ أحمد نمر حمدان، أحد القيادات الدعوية لحماس، في جنازة أحد الشهداء عام 2007 وقال: "القائد أبو خالد الضيف يخبركم، بأن اليوم نغزوهم ولا يغزونا!". البيعة والولاء ومع التحولات التي شهدتها مصر في عام 2011، وحصول الإخوان المسلمين على أغلبية أعضاء البرلمان ثم مقعد الرئاسة، أرادت حماس أن تؤكد تبعيتها للجماعة، فقام الشيخ عبد الفتاح دخان، أحد مؤسسي الحركة، بقراءة نص البيعة للمرشد العام لجماعة الإخوان على منصة الاحتفال بذكرى انطلاق حركة المقاومة الإسلامية، ليردد وراءه عشرات الآلاف بيعة على السمع والطاعة في المنشط والمكره. الإصلاح من الداخل خلال أشهر، انتُخب يحيى السنوار عضوًا في المكتب السياسي لحماس، ليكون مسؤولًا عن الجناح العسكري للحركة. أُطيح بحكم الإخوان المسلمين في مصر، لتجد حماس نفسها في مأزق جديد، بعد أن غُيّب الرئيس محمد مرسي وضُغط على حلفائها في الدول الداعمة الأخرى، وليجد السنوار، على الجانب الآخر، فرصة لتقديم نفسه كوجه جديد، وهو الذي لم تشب تاريخه شائبة الاختلاف مع فرقاء الوطن، ومع الحلفاء التقليديين للمقاومة، سواء في النظام السوري أو الحكومة الإيرانية. في ظل هذه الظروف، سيبدأ السنوار الترقي التنظيمي داخل حماس، وهو صعود طبيعي بعد أن كان قد وصل إلى قمة الهرم التنظيمي في قيادة الحركة الأسيرة قبل تحريره. وسيعمل على إصلاح الهيكل الانتخابي في الحركة، ليضم قرابة 30 ألفًا من أفراد كتائب القسام، الذين كانوا خارج معادلة انتخابات المكتب السياسي، لينتهي الفصل بين السياسي والعسكري في الحركة. إصلاحًا جوهريًّا يرى بعض أعضاء حماس أن ما قام به السنوار كان إصلاحًا جوهريًّا احتاجت إليه المقاومة، خاصة مع تولي أعضاء كتائب القسام مسؤوليات دعوية وتربوية واجتماعية في الجهاز التنظيمي لحماس، وهو ما اختلف معه بعض المحللين الذين وصفوا حماس بأنها تحولت لتصبح الذراع السياسي لكتائب القسام، وليس العكس. ويقول زاهر جبارين، الذي يتولى الآن مسؤولية ملف الأسرى ضمن مهام أخرى في قيادة حماس في الضفة الغربية، إن السنوار رأى أن المكتب السياسي وقيادة الحركة يجب أن يكون جلهما من الشخصيات الصلبة، التي جربت الأسر وعرفت الإسرائيلي عن قرب. يرى السنوار، بحسب باسم نعيم، أن التفرقة بين السياسي والعسكري لا تصلح لتفسير حالة المقاومة الفلسطينية، كما أن التفرقة بين المدني والعسكري لا تصلح لتفسير مجتمع الاحتلال الإسرائيلي. الانخراط في برامج أسلمة راديكالية أو بسط قواعد أخلاقية صارمة، مكتفية بنزعة شعبية محافظة، ومحاصرة الجرائم الأخلاقية. كذلك لم تقم حماس بمعارضة أو تغيير أي قوانين مدنية أو جنائية أقرتها السلطة الفلسطينية، في ضوء الشريعة الإسلامية. وفي أحد خطاباته التي ألقاها خلال الأعوام الأخيرة، قال السنوار عن معركة تحرير فلسطين، إنها ليست حربًا دينية، أما إذا أراد الإسرائيليون تحويلها إلى حرب دينية، "فإننا مستعدون". ويؤكد مصدر قيادي في حماس على وجود هذا الوعي في كل مستويات الحركة، ولا سيما قيادتها، والسنوار تحديدًا. فلا ترى حماس نفسها باعتبارها دولة كاملة المؤسسات والهيئات وتحيا حياة طبيعية على أرضها، ولذلك، يقول المصدر أنه من هذا المنطلق رفض السنوار التجاوب مع دعوات واتخاذ قرارات تعنى بتطبيق بعض أحكام الشريعة أو التدخل في مساحات المواطنين الخاصة، أو التضييق عليهم بدعوى تولي الحركة مسؤولية قيادة القطاع غز.ة... المصدر/ منتديات ومواقع إخبارية ملاعبة الأفاعي"رسالة #السنوار إلى #نتنياهو عبر المفاوض المصري، مفادها: تعال لنتفق، ولتكن #مخاطرة محسوبة!!(ج-2) #أجراس_اليمن https://m.agras-news.net/Det.aspx?field1=8436
قد يهمك ايضاً
قيادة محافظة شبوة تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد ومعارض شهداء ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية بالعاصمة صنعاء
الفريق السامعي يطلع على سير العمل بفرعي الأحوال المدنية في مديريتي سامع وخدير بتعز
"العلامات السبع لزوال اسرائيل"عمالقة الفكر التاريخي والسياسي يؤكدون ... تقرير ؟!!
عاجل| حركة حماس ...والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنعي استشهاد احدى القادة الكبار..!!
صور... يعمل بالوقود الصلب..حزب الله ينشر مواصفات صاروخ جديد يدخل الخدمة
حزب الله يستهدف عمق تل أبيب... وينشر تفاصيل عملياته العسكرية.. صور
أول من وضع أُسُس صناعة "الطوربيد البحري والسلاح "حسن الرمّاح" شهيد العلم وضحية التجاهُل!! أعرفه أكثر))
في ظل حكومة أمنت نفسها بإلهاء شعبها...!!كيف يؤثر الجوع والشبع على الانحدار الحضاري ؟؟!
رئيس البرلمان العربي في الذكرى الـ36 لإعلان وثيقة الاستقلال الفلسطيني: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة حق أصيل ومشروع للشعب الفلسطيني وضمان لأمن واستقرار المنطقة
محافظة شبوة وقيادات الدولة يشيعون الشهيد أسعد مبارك العولقي والضبيبي والجحوم والزبيري بصنعاء