5/25/2025 3:07:53 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
6
اليمن..بين قدسيّة الزيف..و"أوثان السياسة وسدنتها"
اليمن..بين قدسيّة الزيف..و"أوثان السياسة وسدنتها" 24 مايو ـ 2025م مقالات أجراس- اليمن كتب |فهد الهريش في عالم تتشابك فيه المصالح، وتُقدَّس فيه أنظمة وتقاليد اجتماعية وسياسية بفعل التكرار والقوة، يظهر نموذج "الصنم والسدنة" بوصفه تمثيلاً نقديًا حادًا للسلطة القائمة على التزييف والهيمنة، حيث تتوزع الامتيازات على طبقة معينة تحيط بالصنم وتحميه، لا إيمانًا به، بل حفاظًا على مصالحها. من جهة أخرى، يقدّم الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن قراءة مغايرة، تدعو إلى إعادة تأسيس الفعل السياسي والاجتماعي على أسس أخلاقية وروحية، عبر تحرير الإنسان من صنمية العقل الأداتي والهيمنة الغربية. وتبدو المقارنة بين هذين التصورين ضرورية لفهم كثير من المآزق التي تعيشها مجتمعاتنا العربية، وعلى رأسها اليمن. ◾صنمية السلطة وتكريس الخرافة يرى النص أن "الصنم" ليس شخصًا ولا كيانًا محددًا، بل حالة اجتماعية تُضفى عليها القداسة، وتحاط بـ"سدنة" يمارسون أدوارًا متعددة لضمان استمراريتها. هؤلاء السدنة فريقان: أحدهما ماكر مراوغ، يلوّن خطابه بحسب الحاجة؛ والثاني مفترس، ينتهز الفرص لافتراس الخصوم والمعارضين. تتمتع السدنة بمختلف الامتيازات التي وهبها الصنم لها، حتى صارت تلك الامتيازات أمرًا واقعًا مشروعًا، وتعد السدنة كل شيء يناقض عقيدتها وإيمانها بالصنم باطلاً ومزيفًا. ولما كان الصنم يرمز إلى حالة اجتماعية معينة، فلا يمكن زوال الصنم إلا بزوال الحالة. وما دام المجتمع يتألف من فئات صغرى كثيرة، ذات مصالح متعارضة ومتباينة، فمن المنتظر أن يستحكم العداء بينها، ويسود الخصام، حتى يصبح الوصول إلى معرفة "موضوعية" وسط نزاع قيمي ومصلحي صعبًا جدًا. في أوقات الأزمات، تكثُر المراوغة والنفاق، أما في لحظات الاستقرار، فتُمارس القوة على نحو مباشر: تُقطع الأرزاق، وتُخرس الأصوات، ويُفرض الولاء قسرًا. إن استعمال القوة والزجر أمر جوهري لانتزاع اعتراف الناس بأهمية الصنم، وإدخال الرهبة في قلوبهم. ولكن الذين يعرفون بواطن الأمور، يدركون الدور الذي تقوم به اليد الخفية الكامنة وراء الصنم في مجتمع مؤسس على الأوهام والأساطير التي تضيف القدسية والاحترام له. ولعل السبب في استعمال اللين، والمراوغة، والنفاق، والحيلة، يرجع إلى أن السدنة مدفوعة بمجموعة متباينة ومختلفة من الدوافع والمصالح، أضف إلى ذلك عدم استعدادها للتضحية من أجل الصنم، وعدم رغبتها في اللجوء إلى التدابير المتطرفة المكشوفة التي تثير روح الانتقام في الناس، خوفًا من تألّبهم وانتفاضتهم. ولهذا تميل إلى النفاق والرياء، والدسيسة، والخداع، والتلون. يتلخص واجب السدنة في خلق الأوهام وإشاعة الخرافات، ونشر الدعايات الهادفة، والتفنن بالوشاية والنفاق، والتخصص في الانتقام والتعذيب وقطع الأرزاق في سبيل المحافظة على امتيازاتها ومصالحها. وتتخذ السدنة من الصنم وسيلة لتحقيق أغراضها وأهدافها، وإذا بقيت السدنة في السدانة مدة طويلة، وانتشر الوعي بين المحرومين الساخطين المتذمرين بأنها استغلت الصنم كثيرًا، سرت في الناس موجة من النقد والشك، حتى تظهر على شكل مظالم يتبناها فريق جديد من الناس يريد أن ينال الامتيازات ذاتها، أو بعضًا منها. وهنا يبدأ النزاع بين السدنة القدامى والزمرة الجديدة، إلى أن تأخذ محلها أو تندمج معها، وذلك بعد عملية من المساومة والمهادنة، وإلا استعملت إحداهما القوة والعنف في طرد الأخرى. فيصبح تاريخ التباغض الاجتماعي والتحاسد والتدافع سلسلة من المنازعات التي تحدث بين سدنة استقر كيانها، وأخرى تريد أن تخرج خطمها إلى الأعلى، حيث السلطة والقدسية. أما السدنة التي لا تؤمن بقدسيته في أعماق قلبها، فتميل إلى استعمال اللين، والموازنة، والتوافق المؤقت. في المقابل، فإن أولئك السذج البسطاء من الجمهور الذين يؤمنون إيمانًا مطلقًا بقوة الصنم وسلطانه، فإنهم يبطشون ويفتكون بالمعارضين، ويغدون أكثر قسوة من السدنة أنفسهم. ◾طه عبد الرحمن: الإنسان بين الحرية والقداسة الزائفة في مقابل هذا النموذج، ينبني مشروع طه عبد الرحمن على رؤية أخلاقية تحرّرية، تعتبر أن الإنسان في جوهره كائن روحي، وأن السياسة ليست فعلًا ميكانيكيًا خاليًا من القيمة، بل مجالًا للترقي الأخلاقي. ويحذّر طه من استنساخ أنظمة الحداثة الغربية دون وعي، لأنها تخلق أصنامًا جديدة، تُعبد تحت مسمى العقلانية أو التقدّم. في هذا السياق، لا يختلف الصنم السياسي في النص عن صنمية الدولة الحديثة حين تُنزّه عن النقد، وتُفصل عن الإنسان، وتُحوّل إلى كيان فوقي مستقل عن الإرادة الشعبية. ◾اليمن: نموذج حي لصراع الأصنام تمثّل الحالة اليمنية تجسيدًا حيًا لهذا الصراع. فقد تحوّل الزعيم، أو الحزب، أو المرجعية القبلية والطائفية، إلى صنم تُبنى حوله الأساطير، وتُمارَس باسمه كل أشكال العنف والإقصاء. النخب السياسية والدينية والاقتصادية، وهي "السدنة"، تتكالب على الامتيازات، بينما يُترك الشعب بين فكيّ الحاجة والجهل. ويظهر الصراع واضحًا حين تنقسم السدنة على نفسها: فريق قديم متمسك بامتيازاته، وآخر جديد يصعد بدعم خارجي أو داخلي، ليعيد إنتاج الدورة ذاتها من القمع والاستغلال، تحت شعارات جديدة. ◾الخلاصة: الوعي أولاً إن تفكيك الصنم لا يكون بالعنف وحده، ولا بتبديل الوجوه، بل بإعادة بناء وعي جمعي جديد، يُعيد الاعتبار للإنسان باعتباره فاعلًا حرًا، لا تابعًا. وهو ما يدعو إليه طه عبد الرحمن في مشروعه: تحرير العقل من التبعية، والسياسة من النفاق، والمجتمع من عبادة الرموز الزائفة. وفي اليمن، كما في غيره، فإن الخروج من النفق يبدأ حين ندرك أن "السدنة" ليسوا أكثر من وكلاء لمصالح آنية، وأن "الصنم" لا يعيش إلا حين نكفّ عن السؤال، ونرضى بالخرافة. أخيراً.. إن الشعوب لا تُحرَّر بالوعود الجوفاء، ولا بالخطب الرنانة، بل بإرادة تستيقظ من تحت الركام، وعقول ترفض التزييف، وقلوب تؤمن أن الإنسان أغلى من كل صنم. آن أوان أن ننزع هالة القداسة عن الزيف، ونكسر الأصنام التي تحرسها السدنة، ونُعيد تشكيل المعنى الحقيقي للحرية والكرامة. فاليمن، كما كل وطن جريح، لا يحتاج إلى صنم جديد، بل إلى وعي جديد، وشعب يرى في نفسه الأمل، لا في رموز الاستغلال. --------------------// المقاله لا تعبر عن راي الموقع الاخباري أجراس- اليمن انما تعبر عن رأي أصحابها فقط.. حقوق النشر محفوظة لدى موقع أجراس- اليمن الاخباري @2025
قد يهمك ايضاً
"اغتيال بلا رصاص: كيف يقتل النظام خصومه مرتين؟!"
اليمن..بين قدسيّة الزيف..و"أوثان السياسة وسدنتها"
انفجارات غامضة تهز الحديدة ...؟!
عاجل..بيان الحرس الثوري الإيراني .. للكيان الصهيوني..
وثائق كوهين تصل القدس: هل بدأت إسرائيل كتابة تاريخ سوريا؟"القصة الكاملة لسرقة أرشيف كوهين"
"من الضبعة إلى نيوم"القاهرة والرياض على العتبة النووية..شرق أوسط جديد يُرسم باليورانيوم" القصة الكاملة))
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
ملتقى مشائخ ووجهاء اليمن يعزّي بوفاة الشيخ ناجي بن جعمان
محافظ شبوة اللواء العولقي يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى بمناسبة العيد الوطني ال٣٥ للوحدة اليمنية