5/25/2025 7:28:08 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
6
"اغتيال بلا رصاص: كيف يقتل النظام خصومه مرتين؟!"
"اغتيال بلا رصاص: كيف يقتل النظام خصومه مرتين؟!" 25 مايو ـ 2025م تقارير -أجراس -اليمن كتب//أنور العولقي// في عالم تهيمن عليه أنظمة استبدادية، لا تتوقف المعركة على الجبهات الميدانية أو في ساحات القتال، بل تمتد إلى حيث لا تُرى الأسلحة. إذا قررت السلطة أن تتخلص من خصمٍ ما، فإنها لا تبدأ بإطلاق الرصاص، بل تبدأ بمهاجمته في هويته ورمزيته. وفي ذلك تكمن خطورة القتل الرمزي؛ إذ لا تكفي السلطة القتل الجسدي فحسب، بل يجب أن يسبق ذلك قتل الاسم، قتل الأسطورة، قتل كل ما يرمز إلى القوة والشرف. القتل الرمزي، في جوهره، هو محاولة سلب الإنسان من وجوده في الذاكرة الجماعية. هو استراتيجية ممنهجة تتبعها الأنظمة الاستبدادية لتشويه صورة خصومها في أعين الناس، وتفريغهم من هيبتهم. تبدأ العملية عادة بتشويه السمعة عبر الشائعات، ثم تتصاعد إلى حملات إعلامية ممنهجة تهدف إلى إعادة كتابة التاريخ. وهذا يعني أن المعركة لا تدور حول الجسد فحسب، بل حول كيفية تحويل الأبطال إلى "ضحايا"، وكيف يمكن للسلطة أن تجعل من مقاوميها قصصاً تُروى بازدراء أو تُدفن في الذاكرة. 🔘أمثلة تاريخية ومعاصرة على القتل الرمزي الخميني وصورة الشاه في إيران: عندما تولى آية الله الخميني السلطة في إيران، كان هناك حاجة ماسة لإزالة كل أثر للشاه محمد رضا بهلوي ونظامه من الذاكرة الجماعية. لذلك، لم تقتصر حملة الثورة على الإطاحة به جسديًا، بل طالت محو صورته من التاريخ الإيراني. الشاه، الذي كان في يوم من الأيام رمزا للقوة، تم تصويره كـ "طاغية" ومتعاون مع القوى الغربية، وتم تشويه سمعته بشكل ممنهج حتى تحولت صورته إلى رمز للظلم والفساد. ◾ الاتحاد السوفيتي و"شخصيات العدو": في العهد الستاليني في الاتحاد السوفيتي، كان أي معارض للنظام يتعرض لحملة تشويه ممنهجة تصل إلى حد محو كل أثر له من التاريخ. العديد من الشخصيات الكبيرة في الحزب الشيوعي مثل ليون تروتسكي تم تصويرهم كخونة وشياطين في الروايات الرسمية، وتم حذف صورهم من الكتب المدرسية والصحف، بل وقاموا بإزالة أي ذكر لاسمهم في الأماكن العامة. ◾ ماو تسي تونغ وثورة الثقافة الصينية: خلال الثورة الثقافية في الصين (1966-1976)، استخدم ماو تسي تونغ سياسة القضاء على "البرجوازية" من خلال محو أي أثر ثقافي أو فكري يخالف مبادئه. المثقفون، بما في ذلك الكتاب والفنانين، تم تصويرهم كأعداء الشعب، وتم محو أعمالهم من الذاكرة الجماعية للجيل الجديد. العديد من الكتب والنصوص التاريخية تم تدميرها أو تعديلها لتتناسب مع الرواية الجديدة. ◾ الأنظمة العربية وحملات التشويه: في بعض الأنظمة العربية، يتم استخدام الإعلام الموجه للتشويه المتعمد لخصوم سياسيين. أحد الأمثلة المعروفة كان في مصر أثناء حكم حسني مبارك، حيث كانت الأجهزة الإعلامية الرسمية تصوّر المعارضين كـ "خونة" و"عملاء للأجانب"، حتى بعد إطاحة مبارك، كانت هناك محاولات مستمرة لتشويه الشخصيات المعارضة لنظامه عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. ◾السلطة في فنزويلا وتشويه المعارضة: في عهد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، استخدم الإعلام الحكومي في كثير من الأحيان لتشويه صورة المعارضين السياسيين، الذين كانوا يُصوَّرون على أنهم "خونة" و"عملاء للإمبريالية الأمريكية". هذا النوع من التشويه الرمزي كان جزءًا من استراتيجية لبث الفتنة بين الشعب وتحويل النقد السياسي إلى هجوم شخصي. وقد استمر هذا السلوك في عهد خليفته نيكولاس مادورو. ◾ الأنظمة الاستبدادية في كوريا الشمالية: في كوريا الشمالية، يُستخدم القتل الرمزي على نطاق واسع ضد أولئك الذين يُنظر إليهم كخصوم للقيادة. الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد قام بتشويه سمعة العديد من القادة السابقين داخل الحزب الحاكم، حيث تم إعدامهم أو إرسالهم إلى معسكرات العمل، وتم تدمير كل آثار وجودهم من وسائل الإعلام والتعليم، بل إن بعضهم تم تصويرهم في صور قديمة وهم يشكلون تهديداً للثورة. 🔘كيف يساهم القتل الرمزي في استدامة الاستبداد؟ في هذه الأمثلة، نلاحظ أن القتل الرمزي ليس مجرد عملية محو الأسماء فحسب، بل هو أيضًا جزء من محاولة السيطرة على الذاكرة الجماعية وفرض رؤية واحدة للتاريخ. من خلال تدمير الرموز المعارضة، يتم ضمان استمرار السلطة واحتكارها للحقيقة الرسمية، مما يضمن عدم ظهور أي أبطال أو قادة بديلين قادرين على تحدي النظام القائم. كل هذه الأمثلة تبرز كيف أن التاريخ ليس فقط ما نقرأه في الكتب، بل هو أيضًا ما يتم تشكيله أو محوه حسب مصلحة السلطة الحاكمة. لا ينبغي لنا أن نغفل عن هذه التكتيكات الرمزية التي تم استخدامها على مر العصور، فهي لا تزال تمارس بنفس الأساليب، لكنها تتجدد مع تطور وسائل الإعلام والتكنولوجيا. 🔘الوعي كأداة مقاومة ما يحدث اليوم في العديد من الساحات السياسية والفكرية هو ممارسة لهذا السلوك القديم بأساليب حديثة. بعض الأقلام المأجورة، وبعض المنابر الإعلامية المتواطئة مع الأنظمة، تمارس دوراً في تشويه الأسماء المعارضة. وتستخدم هذه الأدوات لتقديم الخصوم في صورة سلبية، لإضعافهم وإبعادهم عن الوعي العام. لكن هذه الممارسات لا تخلو من نتائج عكسية؛ فبدلاً من محو الأسماء، قد تُسهم في تعزيز مكانتها في الذاكرة الجماعية. السلطة التي تسعى لتصفية خصمها يجب أن تدرك أن قتل الاسم ليس بالأمر السهل. فالرأي العام، مع مرور الوقت، يميل إلى التمييز بين الحقائق والأكاذيب. والأسماء العظيمة لا تُمحى بسهولة، حتى وإن حاولت السلطة تشويهها. ◾من هنا يكمن التحدي: كيف يمكن لنا كأفراد ومجتمعات أن نميز بين النقد والتشويه، بين الحقيقة والحملة، بين السؤال المشروع والمعول الذي يحفر في جدران المعنى؟ ◾خلاصة القول: إن محاولات قمع المعارضين من خلال قتل أسطورتهم ليست بجديدة، لكنها تظل سلاحاً لا يُرى بوضوح. لا يكفي أن نراقب الأحداث من بعيد، بل يجب أن نكون يقظين في فهم اللعبة التي تُمارس ضدنا. إن الوعي العميق بهذه التكتيكات يمكن أن يكون درعاً ضد محاولات تدمير الأسماء، وضماناً لبقاء الحقيقة حية.
قد يهمك ايضاً
"اغتيال بلا رصاص: كيف يقتل النظام خصومه مرتين؟!"
اليمن..بين قدسيّة الزيف..و"أوثان السياسة وسدنتها"
انفجارات غامضة تهز الحديدة ...؟!
عاجل..بيان الحرس الثوري الإيراني .. للكيان الصهيوني..
وثائق كوهين تصل القدس: هل بدأت إسرائيل كتابة تاريخ سوريا؟"القصة الكاملة لسرقة أرشيف كوهين"
"من الضبعة إلى نيوم"القاهرة والرياض على العتبة النووية..شرق أوسط جديد يُرسم باليورانيوم" القصة الكاملة))
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
ملتقى مشائخ ووجهاء اليمن يعزّي بوفاة الشيخ ناجي بن جعمان
محافظ شبوة اللواء العولقي يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى بمناسبة العيد الوطني ال٣٥ للوحدة اليمنية