طبيبة نازحة من تعز تُضرب وتُهتك أمام الكاميرات بمحافظة اب ... والقضاء يُنقذ الجناة.. إلى النائب العام!

7/1/2025 6:34:56 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

20

طبيبة نازحة من تعز تُضرب وتُهتك أمام الكاميرات بمحافظة اب ... والقضاء يُنقذ الجناة.. إلى النائب العام!



طبيبة نازحة من تعز تُضرب وتُهتك أمام الكاميرات بمحافظة اب ... والقضاء يُنقذ الجناة.. إلى النائب العام!

متابعات -أجراس -اليمن 

تعرضت طبيبة يمنية نازحة من محافظة تعز إلى محافظة إب لاعتداء وحشي على يد جيرانها من أسرة فهمي البرح، في حادثة صادمة وثقتها مقاطع فيديو وشهادات شهود، وسط اتهامات بتواطؤ جهات أمنية وقضائية مع الجناة، ما فجّر غضبًا واسعًا في الأوساط المجتمعية.

الطبيبة التي كانت في زيارة لأسرتها قُبيل شهر رمضان، تعرضت للاعتداء داخل بوابة العمارة السكنية التي تقيم فيها، بعد أن استفسرت إحدى الجارات عن سبب تكرار المضايقات وسكب الزيت أمام باب شقتها. لتتفاجأ باعتداء جماعي من أربع أفراد: زوجة فهمي البرح، وابنتها، وابنة زوجته، وابنه، الذين تناوبوا على ضربها ضربًا مبرحًا كاد يودي بحياتها، كما أظهر مقطع الفيديو المتداول.

محاولة القتل وهتك العرض

بحسب شهود العيان، لم يتوقف الاعتداء إلا بعد تدخل سكان الحي، غير أن ابن فهمي البرح الثاني نزل بسلاح آلي محاولًا قتل الطبيبة قبل أن يتم إسعافها على متن باص، حيث أطلق رصاصة في الهواء بعد "فوات الفرصة".

ضغوط ووساطات لطمس الحقيقة

رغم وضوح الواقعة، فإن مجريات التحقيق في قسم الشرطة ثم النيابة واجهت عراقيل خطيرة، وفق مصادر حقوقية، بعد أن توعد فهمي البرح بعدم السماح بعرض نسائه على التحقيق، وهو ما تم بالفعل، وسط ضغوط هائلة على عضو النيابة رفيق الصيادي، الذي قاوم محاولات الإفراج عن الجاني جبر فهمي البرح، رغم تدخل وجاهات ومشايخ ومسؤولين من عدة مستويات، بمن فيهم أعضاء في مجلسي النواب والشورى.

تخاذل رسمي وتوجيهات عليا

تدخل النائب العام ومكتب التفتيش القضائي بعد تصاعد الضغوط، وأصدرت توجيهات بالإفراج "بالضمان" عن المتهم الرئيسي، بطريقة اعتُبرت مخالفة للقانون. رغم ذلك، وثّق عضو النيابة كافة الوساطات في محضر رسمي قبل أن يتنحى عن القضية بعد تهديدات وضغوط قبلية.

تحولت القضية إلى عضو نيابة جديد، هشام السعداني، الذي استجاب للضغوط، ورفع رأيًا لرئيس النيابة عبد الرحمن النزيلي، الذي لم يتفاعل بجدية إلا بعد تدخل مباشر من مكتب النائب العام، ليصدر لاحقًا قرار اتهام أغفل توصيف الجريمة كما ورد في الفيديو وشهادات الشهود، ووصفها بـ"اعتداء جسدي" فقط.

قضاء لا يُؤتمن؟

في خطوة مثيرة للجدل، عقدت أول جلسة محاكمة قبل أيام من العطلة القضائية، وأصدر القاضي مصطفى الزوقري قرارًا بإخلاء سبيل الضامن وتسليمه ضمانته، كما أصدر قرارًا بمنع النشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار غضب أسرة الطبيبة والرأي العام.

وعند سؤاله إن كان قد اطلع على الملف، أجاب القاضي الزوقري: "لا"، مؤكدًا أن قراراته "ليست من شأن أحد"، وهو ما اعتبره قانونيون تجاوزًا صريحًا للمهنية القضائية.

دعوة للتحقيق والمحاسبة

ناشطون وأهالي الضحية يطالبون رئيس المجلس السياسي الأعلى بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمحاسبة المتواطئين من قضاة وأعضاء نيابة ووجاهات قبلية، خاصة وأن المحضر الرسمي للنيابة وثّق تدخلهم المباشر لصالح الجناة في جريمة يرون أنها "هتك عرض وشروع في القتل".

وأكدت أسرة الطبيبة أن القضية لم تعد شخصية، بل تمثل تهديدًا صريحًا لقيم العدالة والعادات اليمنية الأصيلة، داعين كافة قبائل اليمن ومشايخها إلى الوقوف أمام ما وصفوه بـ"فتنة مناطقية" يغذيها ضعف القضاء وتواطؤ الأمن وفساد الوساطات.

تحية لشرفاء القضاء

واختتمت الأسرة بيانها بتحية وتقدير لعضو النيابة رفيق الصيادي الذي قاوم الضغوط حتى اللحظة الأخيرة، في موقف وصفوه بـ"الإنساني والإسلامي والمهني"، مرددين: "ولا نامت أعين الجبناء.. حسبنا الله ونعم الوكيل".