12/30/2025 4:45:15 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
179
الضربة التي أصابت الثقة: حين يُقصف المشروع النووي في الوعي قبل الخرسانة"
الضربة التي أصابت الثقة: حين يُقصف المشروع النووي في الوعي قبل الخرسانة" الخميس 03 يوليو ـ2025م تحليلات ـ أجراس-اليمن بقلم: غازي بن صالح باحث وكاتب عماني في كل مرة يُطرح فيها سؤال حول قدرة إيران على إعادة بناء برنامجها النووي، ينصبّ التركيز غالبًا على الجوانب التقنية: أجهزة الطرد المركزي، المواد الانشطارية، الزمن اللازم للعودة إلى نقطة "الاختراق". لكن ما يُغفل، بل يُقصى عمدًا من النقاش، هو العنصر الأكثر حساسية في هذا الملف: الثقة. في يونيو الماضي، لم تكن الضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية مجرد قصف مدروس أو عمليات نوعية نفّذتها طائرات أو فرق خاصة. كانت، في عمقها، هدمًا معنويًا لمشروع راكم حول نفسه خلال عقدين صورة الدولة القادرة على حماية أسرارها ومنشآتها. فالمنشآت التي طالما قُدمت على أنها حصون منيعة، سقطت في ساعات. والرسالة كانت واضحة: ما من حصانة دائمة، ولا مناعة مطلقة. لكن ما هو أشد من دمار الخرسانة والحديد، هو التآكل في الشعور الجمعي لدى النخبة الإيرانية. فحين يتم اغتيال شخصيات علمية بارزة كفريدون عباسي، لا يكون الأثر مقتصرًا على فراغ علمي، بل يمتد إلى ترسيخ رسالة مرعبة في ذهن من تبقّى: "نراك، نعرفك، وسنصيبك أينما كنت". لم يعد الانخراط في البرنامج النووي شرفًا علميًا أو طموحًا وطنيًا، بل تحول إلى مخاطرة وجودية. وهنا تحديدًا تكمن المعضلة الكبرى. فالمشاريع السرية لا تقوم على الحديد والإسمنت فقط، بل على شبكة معقدة من الثقة والانضباط والانتماء. وعندما يتحول الانتماء إلى وظيفة محفوفة بالموت، وتتحول الثقة إلى شك متبادل، تبدأ الدولة في إعادة بناء الولاء لا على أساس الكفاءة، بل على أساس الخوف والرقابة. وهذه وصفة مضمونة لتعطيل أي مشروع يتطلب السرية والتناغم والاحترافية. من جهة أخرى، يتسلل سؤال مدمّر إلى عقول النخبة الإيرانية: ما جدوى بناء ما يمكن تدميره في ساعات؟ هذا السؤال حين يتم تبنّيه لا من قبل العامة فقط، بل من قبل العسكريين والعلماء ومخططي الدولة، يفقد المشروع روحه، ويبدأ بالتحول من رمز للسيادة إلى عبء استراتيجي باهظ التكاليف. التاريخ لا يرحم. فقد سبقت إيران دولتان في هذا المسار: العراق بعد مفاعل تموز، وسوريا بعد دير الزور. ورغم الخطابات الصاخبة، لم تنهض أي منهما مجددًا. ليس لأن التكنولوجيا مستحيلة، بل لأن الضربة أصابت العمق النفسي، وأعادت تعريف الطموح نفسه. فالفرق شاسع بين امتلاك السلاح وبين القدرة على حمايته. اليوم، وبينما تعاني إيران من اختناق اقتصادي، وانقسام اجتماعي داخلي، وعزلة دولية خانقة، يبدو قرار إعادة بناء البرنامج النووي أقرب إلى مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر، منه إلى خيار استراتيجي مدروس. فالتهديد لم يعد قادمًا من السماء فقط، بل من الداخل أيضًا: من تسريبات، واختراقات، وشكوك لا تنتهي في قلب أجهزة الدولة. ختامًا، يمكن القول إن الضربة الأخيرة لم تكن اختبارًا لقدرة إيران على إصلاح منشآتها، بل امتحانًا لصلابة مشروعها نفسه. وفي عالم تتغير فيه قواعد الاشتباك، قد يكون الرهان على القوة الصلبة دون غطاء من الثقة والأمان المؤسسي، أخطر قرار تتخذه دولة... ــــــــــــــــــــــــ المقالة لا تعبر عن راي الموقع الاخباري أجراس- اليمن بل تعتبر عن رأي كاتبها حصرياً
قد يهمك ايضاً
تظلم رسمي أمام الحكومة.. مجلس الشورى يحذّر من كارثة بيئية شرق تعز بسبب مشروع صرف صحي
أيوب التميمي يكتب | كرامة تُداس على موائد السادة..وعبيد بلا قضية!!
خطوة صامتة تعيد رسم ملامح الأمن الغذائي بمحافظة تعز..والمساوى المشروع يُعد الخط الإنتاجي الأول من نوعه
الحصار إعلان حرب… لا أداة سياسة..!!
إيران كأداة توازن إقليمي: لماذا تختار واشنطن إدارة النفوذ بدلاً من القضاء عليه؟
تركيا: تفاهمات صامتة مع القاهرة وتل أبيب… ولعبة أكبر مع واشنطن
بين السيطرة والصمت: كلفة غياب صنعاء ومآلات حضرموت ؛!!
الفرد السوي في مجتمع مريض: كيف يصبح الأصحاء ضحايا الفوضى الاجتماعية
تحذير عاجل من رئيس اللجنة المشتركة بسجون صنعاء: لا وساطة مالية لإطلاق السجناء
محافظ شبوة اللواء العولقي يبارك توقيع الوفد الوطني المفاوض على اتفاق لتنفيذ صفقة تبادل واسعة مع الطرف الآخر