أجراس نيوز

12/29/2025 12:34:13 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

98

أيوب التميمي يكتب | كرامة تُداس على موائد السادة..وعبيد بلا قضية!!

أيوب التميمي يكتب | أيوب التميمي يكتب | كرامة تُداس على موائد السادة..وعبيد بلا قضية!!
!


مقالات// أجراس- اليمن 
بقلم/ أيوب التميمي 
في عالم انقلبت فيه الموازين وصار الضجيج بديلا عن المعنى خرجت الرداءة من جحورها لتتصدر المشهد متكئة على صخب مصطنع وجرأة جوفاء تتكلم بلا وعي وتخاصم بلا قضية وتهاجم لتغطي هشاشتها
نعيش في مرحلة تلمع فيها الوجوه الطارئة لا بعمقها بل بقدرتها على التلون ولا بما تملك من فكر بل بما تجيده من تشويه لم تعد الكلمة فعلا نبيلا عند البعض بل اداة رخيصة للاستئجار ولم يعد الرأي موقفا بل سلعة تخضع لمن يدفع اكثر فاختلط النقد بالتحريض والاختلاف بالعداء وسقط القناع عن اقلام لا تحسن الا الطعن من الخلف
هنا لا مجال للمجاملات ولا متسع للصمت فالصمت في حضرة الابتذال اقرار والحياد امام الانحطاط تواطؤ نحن لا نكتب للتشفي بل لتعرية الزيف حين يتجبر وكشف التفاهة حين تتحدث بثقة زائفة وتظن ان العلو في الصوت يغني عن العلو في القيمة

في الظلام تتجول مسوخ الفتات بيننا بلا ارادة بلا ضمير وجوه تظهر فجأة لتزرع التفاهة واقلام تستغل لتزييف الحقائق وافكار تتنفس عبودية لم يعرف لها الزمن مثيلا يختبئون وراء اقنعة زائفة يظنون ان الفتات يمنحهم قيمة تكشف ما تختزنه النفوس من حقد وانكسار وتدعوك لاكتشاف الحقيقة في مستنقع من الرذيلة

فكم هو مؤلم ان ترتهن الارادة والفكر والقرار عند من يملكون القدرة على ارغام الاخرين على تحريف المشهد او اسكاتهم حين يجب الكلام او دفعهم للكلام حين يكون الصمت تكرما انها عبودية جديدة مزيج من العوز والانكسار صنعت مسوخا تكره الجميع وتخفي عداءها وراء اقنعة زائفة

وجوه تطفو فجأة في المشهد ليست اكثر من بقايا طين لزجة جرفتها السيول والقتها في طرقنا مسوخا هشة تقتات على ما يتساقط من موائد اسيادها وتظن ان رفع التهكم يمنحها قيمة

هؤلاء يفضحهم اسلوبهم قبل افكارهم اذ تكشف لغتهم الضحلة عن وزنهم الهزيل في ميزان المعرفة وتفضح عجزهم عن الخوض في اي شان الا ما يطلب منهم مهما بلغت حذقهم في الثرثرة فلن يحققوا مبتغاهم ومهما كان الفتات الذي يتساقط عليهم من اسيادهم سيبقون في الهامش مجرد ادوات للتنفيذ

لقد امضينا زمنا طويلا بعيدا عن السجالات الشخصية لكن ما يجري اليوم يفرض على الاقلام ان تمارس حقها المشروع في كشف الابتذال والانحطاط اينما وجد فمواجهة التفاهة والتصدي لها ليست انفعالا عابرا بل التزاما اخلاقيا لا لغة منمقة مع السفهاء ولا مجاملة مع من تغمرهم عقد النقص وتكسوهم غبرة التفاهة

تجمع الدراسات على ان اصرار البعض من ضيوف الموائد يعانون من جذور ماساوية تعود الى طفولة قاسية او بيئة منهكة اضطهاد عوز صدمات جنسية تفكك اسري شعور بالدونية كل هذه التراكمات تصنع افرادا غير اسوياء يختزنون الحقد ويتحركون بدوافع انتقامية بحثا عن توازن نفسي مفقود

هؤلاء مهما علا صوتهم يبقون اسرى نقصهم وعبيدا للفتات وعاجزين عن ادراك ان التاريخ الحقيقي لا يمحى وان المجد الاصيل لا يزول