7/30/2025 8:05:37 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
22
وثيقة مبكرة للخذلان السياسي: للفريق سلطان السامعي "
وثيقة مبكرة للخذلان السياسي: للفريق سلطان السامعي " الثلاثاء 29 يوليو ـ 2025م قراءة تحليلية// أجراس- اليمن// كتب/ ناصر المدحجي حين يكتب مسؤولٌ من قلب السلطة تحذيرًا علنيًا، فاعلم أن الخطر قد بلغ الحلقوم. في صيف 1991، وبينما كانت الجماهير تُمنّي النفس ببداية عهد جديد بعد الوحدة، خرج الفريق سلطان السامعي بمقالٍ صارخ في وضوحه، كاشف في توقيته، كتب فيه ما لم يجرؤ عليه كثيرون ممن هم في موقعه. لم يُهادن، لم يُجمّل، لم يساير موجة الأمل الزائف... بل وضع أصبعه على الجرح، وقال بوضوح: الدولة تُسرق من لحظتها الأولى، والفاسدون يرتقون، بينما الشعب يُترك للجوع، والخذلان، ووعود لا تأتي. اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود، لا نقرأ مقاله باعتباره أرشيفًا سياسيًا... بل كمرآة فاضحة لواقع لا يزال يتكرر: الأسماء تتبدل، والنهج هو نفسه، والخذلان مستمر. ففي الرابع من أغسطس عام 1991، كتب الفريق سلطان السامعي مقالًا سياسيًا مهمًا نُشر في صحيفة صوت اليمن، بعنوان:"رغبات السلطة وحتمية فرض إرادة الجماهير"، كاشفًا فيه مبكرًا عن الانحرافات البنيوية التي بدأت تضرب دولة الوحدة بعد عامٍ واحد فقط من إعلانها. لم يكن المقال مجرد رأي سياسي، بل وثيقة نقد مبكرة من داخل بنية النظام ذاته، تتناول بجرأة أزمة بناء الدولة، وتُحذّر من غياب العدالة، وتكريس الفساد، والاكتفاء بالحلول التجميلية التي لا تمس جوهر الأزمة. واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود، تبدو كلماته وكأنها كُتبت عن واقع اليمن في 2025، لا عن عام 1991. ■ خيبة البدايات... صدمة الواقع في مستهل المقال، يصف السامعي كيف بدأت آمال الشعب تتبدد شيئًا فشيئًا مع مرور الوقت، رغم ما أبداه من استعداد عفوي لبناء الدولة الجديدة. ويقول: "أبدى الشعب كل الشعب استعداداً طوعيًا عجيبًا لتقبّل النظام والقانون... لكنه صُدم ببقاء الفاسدين في أماكنهم، أو بترقية بعضهم إلى درجات عليا." لم تكن هذه الصدمة لحظية، بل امتدت إلى سلوك الناس وتصورهم عن الدولة. فالخذلان تسرّب من القمة إلى القاعدة، وبدأ الناس يتعاملون مع الدولة على أنها مصدر ظلم لا عدالة، فتولدت النقمة، كما وصفها السامعي بدقة: "أضحت النقمة ميزة الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه." ■ فساد ممنهج... لا خلل عارض ما يميّز مقال السامعي أنه لم يتعامل مع الفساد بوصفه انحرافًا فرديًا، بل كمؤسسة متكاملة تمسك بزمام السلطة وتستخدم أدوات الدولة كغطاء للنهب والإقصاء. يقول بصراحة "لوبي الفاسدين يعيث في الأرض فساداً، مسلحين ببعض المراكز في السلطة، مستخدمين أسلوب القراصنة لنهب الأموال العامة والخاصة." وبقراءة هذا الطرح اليوم، نجد أن اليمن لم يخرج من هذه الدائرة، بل ازداد توغل هذه المنظومة، وتحوّلت إلى شبكة مصالح محمية بأدوات السياسة والسلاح والإعلام، تُعيد تدوير نفسها في كل مرحلة انتقالية. ■ من المحافظ إلى الرئاسة... المشكلة ليست في الأسماء يحذر الفريق السامعي من الاعتقاد الساذج بأن تغيير المسؤولين هو إصلاح في ذاته، دون تغيير في النهج والمنظومة. كتب بوضوح: "إن الاعتقاد بأن الفساد سيزول بمجرد انتقال محافظ ومجيء آخر هو اعتقاد خاطئ." ولعل هذا التحذير المبكر، هو أكثر ما يصطدم به اليمنيون اليوم. فقد شهدت البلاد عشرات التعيينات والتغييرات الإدارية منذ 2011، لكن النتائج كانت باهتة، إن لم تكن كارثية. فالمشكلة – كما قال – لا تُحل بتغييرات شكلية، بل تحتاج إلى إصلاح من الجذر يبدأ من قمة السلطة، وهو ما عبّر عنه بقوله: "لن يكون الإصلاح إلا بتطبيق القوانين كلها على الجميع، ابتداءً بمجلس الرئاسة وانتهاء بالعامل البسيط." ■ المارد الشعبي... حين يُستفَز وفي واحدة من أجرأ فقرات المقال، يكتب السامعي بلهجة إنذارية: "عندما يصل الأمر إلى أن تجوع البطون، وثلة من العابثين يعيشون كالأباطرة، فإن المارد يبدأ يتململ، ويصحو... وإذا صحا فلن تقف في طريقه أية قوة في هذا الكون." وهو وصف دقيق لحالة التململ الشعبي التي ظلت تتكرر في اليمن، وتصل ذروتها حين تسقط كل الوعود وتغيب العدالة، كما حدث في 2011، ثم في موجات السخط المتكررة بعد ذلك. لكن السامعي لم يدعُ إلى الثورة، بل إلى ما هو أعمق: استباقها بالإصلاح. وهنا نقرأ تحذيره الأوضح: "أحسنوا النيّة وابدؤوا بالإصلاح، قبل أن يجرفكم تيار الفساد." ■ هل استُجيب للتحذير؟ اليوم، بعد 34 عامًا من نشر هذا المقال، تكاد تكون كل التحذيرات التي أطلقها قد تحققت: الفساد لم يُجتث، بل تمأسس وتوسع. القانون لم يُطبّق على الجميع، بل أصبح أداة بيد الأقوياء. الشعب لم يُنصَف، بل زُجّ به في أتون الصراعات. التعيينات ظلت شكلية، بينما غاب المشروع الوطني الحقيقي. والسؤال: هل ما زال هناك متسع لتدارك ما تبقى، أم فات الأوان، وعلينا أن نبدأ البناء من الصفر؟.. مقال الفريق سلطان السامعي لم يكن مجرد كتابة سياسية، بل رؤية إصلاحية مكتملة الأركان لو أُخذ بها، لكان اليمن اليوم في مكان آخر. لكنه – ككثير من الأصوات المخلصة – وُضع على الرف، بينما تم استرضاء العابثين، وإقصاء الصادقين. واليوم، إن لم نعد الاعتبار لتلك الرؤى الوطنية المبكرة، فسنظل نُعيد إنتاج الخيبة... ولكن بأسماء جديدة. ختاماً سلطان السامعي... كان صوت صدق في زمن المجاملة في زمنٍ كانت فيه المناصب تُخرس الألسنة، والمواقع تُغري بالصمت، كان الفريق سلطان السامعي استثناءً نادرًا. لم يُغره القرب من السلطة، ولم يُعمه وهج اللحظة، بل اختار أن يكتب للتاريخ، لا للحاشية. مقاله في 1991 لم يكن مجرد موقف، بل إدانة مبكرة لكل ما حدث لاحقًا، وبيان وطني نابع من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه مشروع وُلد يحمل بذور فشله. ولعل أهم ما يُحسب له اليوم – بعد كل هذا الخراب – أنه لم يكن شاهد زور، ولا صانع وهم، بل واحدًا من القلائل الذين حذّروا من العاصفة قبل أن تضرب، ووضعوا أمام اليمنيين خريطة إصلاح حقيقية… لو كان هناك من يُصغي.
قد يهمك ايضاً
الشيخ نعيم قاسم: "لن نُسلِّم سلاحنا لإسرائيل ولو استشهدنا جميعًا.. والحرب مع العدو قد تستأنف.. تفاصيل اكثر))
رأى| علي عبدالله صالح..لم يكن قديسًا... لكنه لم يكن جبانًا!!
"صاروخ "فلسطين 2" يهز العمق الإسرائيلي.. توقف تام لحركة مطار اللد وفرار جماعي للمستوطنين"
زعيم المعارضة الإسرائيلي "لابيد" يقصف حكومة نتنياهو: "حرب غزة عارٌ قومي وكارثة كاملة"
عاجل ..العدو الإسرائيلي يُصعّد"حان وقت النصر على حماس واقتحام غزة بلا هوادة"
الصبر المصري في مواجهة الاستعجال الصهيوني..حرب لا مفر منها..فمن يختار توقيت المعركة؟
بطالة متزايدة وقرارات معلّقة: الشباب اليمني بين مطرقة الواقع وسندان السياسات.. تقرير!!
قوات الباسيج الإيرانية والاستهداف الإسرائيلي لها اليوم ...فما هي قوات "الباسيج"؟ تفاصيل اكثر))
صدور كتاب "طوفان الأقصى ومخاطر العقلية الصهيونية على شعوب العالم" للمستشار مسعد صالح مثنى الأقطع
صنعاء تستنجد بالأمم المتحدة..ووزير خارجيتها : الرياض تمارس انتهاكات جسيمة بحق المغتربين اليمنيين..