فهمي اليوسفي يكتب| بن حبتور… حين يسقط الخطاب الأكاديمي في فخ التزييف السياسي!!

12/19/2025 12:18:51 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

56

فهمي اليوسفي يكتب| بن حبتور… حين يسقط الخطاب الأكاديمي في فخ التزييف السياسي!!



فهمي اليوسفي يكتب| بن حبتور… حين يسقط الخطاب الأكاديمي في فخ التزييف السياسي!!

مقالات// أجراس- اليمن-الاخباري//
بقلم: فهمي اليوسفي

سيدي الرئيس مهدي المشاط،
شكرًا على الهدية، كتاب الأطروحة. غير أن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور كتب فيه سطورًا لافتة، ربما كان خارج التغطية حينها، جاء فيها: «في الشطر الجنوبي من اليمن تم فرض نظام سياسي شاذ ودخيل على شعبنا وأمتنا وديننا الإسلامي الحنيف، وتم زرع نظام إلحادي شمولي توتاليتاري، وهو نظام ماركسي لينيني ملحد، لم يتواءم معه المجتمع مطلقًا، وظل يصارع ذاته ويصارع المجتمع حتى تخلّص منه الوطن بإعلان الوحدة المباركة».

هذا الكلام لبن حبتور، ويتضح من خلاله أنه يتبنى سردية تُذكّر بخطاب مدارس معروفة، مع اختلاف الشكل لا المضمون. فالفارق هنا أن الذقن محلوقة، لكن الفكرة باقية.

عندما يصف بن حبتور نظام الجنوب قبل الوحدة بأنه «شاذ»، فربما استعار المصطلح من قاموس سياسي مألوف. أما قوله إن «الوطن تخلّص منه»، فالمقصود ـ عمليًا ـ ليس الوطن، بل منظومة حكم قادها نظام عفاش، مدعومة بقوى التكفير والتفجير، والتي انقلبت على مشروع الوحدة الذي كان الحزب الاشتراكي اليمني ركيزته الأساسية وصانعه الفعلي.

كان الأولى ببن حبتور أن يكون منصفًا، لا أن يقول زورًا. غير أن هذه السطور تكشف انحيازًا واضحًا، وتغافلًا عن حقائق سياسية وتاريخية ثابتة. وهو، في ذلك، نتاج مسار طويل من التلمذة السياسية في مدارس بعينها.

أسأل بن حبتور:
هل ورد في دستور الجمهورية اليمنية شرط أن يكون شاغلو المناصب العليا من أب وأم يمنيين؟ نعم أم لا؟
وإذا كان هذا شرطًا، فكيف تم تعيين عبدالقادر باجمال رئيسًا للوزراء في عهد علي عبدالله صالح، ووالدته من شرق آسيا؟ وكيف تم تجاوز هذه النقطة دستوريًا؟

ثم سؤال آخر:
ألم تكن أنت المهندس غير المعلن لمشاريع الخصخصة التي تبناها باجمال؟ ألم تروّج لها عبر كتابك الشهير «إدارة عمليات الخصخصة وأثرها في اقتصاديات الوطن العربي» الصادر عام 1997م؟ أليست الخصخصة جزءًا من شروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي؟ ومن يعمل ضمن هذه المنظومة، يعمل وفق أجندتها وشروطها.

قلتَ في قناة عدن إن نظام صنعاء عام 2000م «مدّد» فقط اتفاقية الحدود مع السعودية. والحقيقة أن ما جرى لم يكن تمديدًا لأراضٍ يمنية تاريخية، بل تنازلًا واضحًا عن مناطق مثل عروق الشيبة والخراخير والوديعة والشرورة. وكان مهندسو هذه الصفقة معروفين، وعلى رأسهم باجمال، وبمباركة علي عبدالله صالح. وأنت تعلم ـ ويعلم الجميع ـ أن نظام الشطر الجنوبي قبل الوحدة لم يتنازل عن تلك الأراضي، لا قبل الوحدة ولا بعدها.

عندما تُغالط في هذه القضايا، فأنت تمارس التعتيم والتضليل على واحدة من أكبر قضايا الخيانة الوطنية، وتخدم ـ بشكل غير مباشر ـ الطرف الذي استفاد من تلك التنازلات. ونحن اليوم نطمح إلى استعادة كل الأراضي اليمنية المغتصبة خلال العقود الماضية.

بعد مشروع الخصخصة، وبعد ترسيم الحدود، تم تعيينك نائبًا لوزير التربية والتعليم عام 2003م. وفي تلك الفترة جرى تعديل الخارطة الجغرافية في المناهج الدراسية، عقب صفقة الحدود مباشرة. وكان من شروط الطرف الآخر تعيين شخصيات بعينها في مواقع حساسة، منها إدارة أراضي الدولة في حضرموت، وتعيين رشاد العليمي وزيرًا للداخلية.

السؤال هنا:
هل كان تعديل المناهج «إنجازًا» أم خيانة للوطن؟ أليست هذه جريمة بحق الوعي الوطني والأجيال القادمة؟

مسك الختام:
نصيحة خالصة لبن حبتور…
التاريخ لا يُكتب بجملة عابرة في أطروحة، ولا يُمحى بسطرٍ مُسيّس.
والله يهدي الجميع.


ـــــــــــــــــــــــــــــ
تنويه: المقال لا يعبّر عن رأي الموقع الإخباري "أجراس - اليمن" بل عن رأي كاتبه حصريًا