أحمد الشامي يكتب : العراسي مثال على انقلاب المسيرة"

12/31/2025 4:07:02 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

88

أحمد الشامي يكتب : العراسي مثال على انقلاب المسيرة"


أحمد الشامي يكتب : العراسي مثال على انقلاب المسيرة"

مقالات// أجراس- اليمن//
كتب// أحمد الشامي 
هل رحل النظام السابق فعلًا، أم عاد إلينا بوجه جديد؟
قامت المسيرة منذ بدايتها على مبدأ واضح لا لبس فيه: اقتلاع الفساد، لا الاكتفاء بانتقاده، وكانت الأفعال في أيامها الأولى أكثر صراحة وجرأة.
ما زالت الذاكرة حية عام 2015، وما زالت الفيديوهات القديمة شاهدة، حين نزلت اللجان الثورية إلى البنك المركزي وغيرها من مؤسسات الدولة، تراجع الحسابات، وتكشف الفساد، وتواجه المتنفذين، رغم أنهم لم يكونوا أصحاب اختصاص بهذا العمل، لكنهم كانوا يحملون شرعية السؤال وجرأة المواطن النزيه.
حين كان يسألهم الطغاة: "من أنتم؟"
كان الجواب بسيطًا وقاطعًا: "نحن مواطنون… نحن مجاهدون… ومن حقنا أن نعرف أين تذهب أموال الدولة".
وحين كان بعض المسؤولين يرفضون تسليم الكشوفات أو فتح الملفات، كانت تُنتزع بالقوة، وتُقال تلك العبارة التي ما زالت ترن في الآذان:
«زمن عفاش واستضعاف الناس وتهديدهم ولّى».
في تلك اللحظة، صدّقنا أن العدالة وصلت أخيرًا.
واستبشر الناس خيرًا، وانضم الكثير إلى المسيرة لهذا السبب تحديدًا. ضحّوا بأنفسهم، وأنفقوا أموالهم، وصبروا على الجراح، فقط ليبقى هذا المنهج قائمًا: منهج الحرية ومحاسبة الفاسدين بلا خوف ولا مجاملة.
لكن السؤال المؤلم اليوم:
كيف تحولت الحرية من اقتلاع الفاسدين… إلى حرية تجريم مجرد انتقادهم؟
كيف انتقلنا من زمن المواجهة العلنية، إلى زمن يُحاسَب فيه من يسأل، ويُلاحَق من ينتقد، ويُصنَّف الصوت الحر كجريمة؟
إن الحرية التي بدأت باقتلاع الفساد من جذوره، لا يجوز أن تنتهي لمجرد المحسوبيات. فالسكوت عن الفساد ليس استقرارًا، وتكميم الأفواه ليس دولة.
ما نريده ليس فوضى، بل عدالة.
ليس إسقاطًا لأحد، بل وفاءً للمبدأ الذي اعتقدناه وناضلنا من أجله، والذي قامت عليه المسيرة منذ يومها الأول.
#اطلقو_خالد_العراسي

من صفحة الكاتب فيسبوك