12/11/2025 9:49:25 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
116
الوطن المُصادَر ..والوطنية المصلوبة..؟!
الوطن المُصادَر والوطنية المصلوبة..؟! مقالات// أجراس- اليمن// بقلم/طه العامري لم يعد ثمة إمكانية للحديث عن الوطن، أو الوطنية، أو المواطنة؛ فهذه المصطلحات لم تعد قابلة للنقاش أو الفهم، ولم يعد لها مكان في ذاكرة جمعية منهكة، ذاكرة لم تعد تستوعب ما يدور حولها، وقد انحصر همّها الأكبر في كيفية توفير "رغيف الخبز" وإن كان مُغمَّسًا بالذل والقهر والإهانة والحسرات. الوطن—كمفردة لغوية—لم يعد موجودًا في قاموس الناس ولا في ذاكرتهم، لأنه ببساطة لم يعد ملكهم. لم يعد لهم فيه نصيب إلا بقدر ما في جيوبهم من "أوراق البنكنوت"، بعدما تمّت مصادرته وتحويله إلى إقطاعية خاصة بالفاسدين والقتلة واللصوص وقطاع الطرق والمرتزقة والخونة والعملاء. فإن كنتَ تنتمي إلى أيٍّ من هؤلاء فأنت محظوظ وتملك نصيبًا من هذا الوطن. وإن لم تكن، فأنت ضمن الغالبية التي أصبح "وطنها الرغيف" عقابًا لها لأنها حلمت ذات يوم بمجد وطن وسيادة وطن وكرامة وطن، وثارَت من أجل حرّيته ووحدته وتقدّمه. كل من فعل ذلك بات عليه اليوم أن يتحمّل وزر أحلامه ونتيجة أفعاله. أكثر من ثلاثين مليون يمني يعيشون اليوم الفقر والفاقة، مستسلمين لقدرهم، يتجرّعون قسوة العيش، ويطاردون "رغيفًا" مغموسًا بالقهر والذل ومرارة السؤال. ذاكرتهم لم تعد تستوعب أكثر من بقائهم أحياء، فيما تتصارع عصابات متعددة الأسماء والمسميات والهويات والأيديولوجيات على جغرافيا كان اسمها يومًا "الوطن"، بعدما حوّلوها إلى "حلبة مصارعة رومانية" لا تنتهي إلا بنهاية المتصارعين أو بخروج مصارع واحد منتصر. وكما كان المتصارعون الرومان مادة لرهانات علية القوم، لدينا اليوم متصارعون هم مادة لرهانات أطراف إقليمية ودولية. نعم، أيها السادة؛ لا يوجد طرف واحد يصارع من أجل وطن أو شعب. جميعهم عبيد لأطراف خارجية ينفذون أجنداتها. ونحن في الداخل عبيدٌ لهؤلاء "العبيد"، مع الفارق أن "عبيد الخارج" يعيشون في رفاهية وينعمون بخيرات الوطن وبخيرات أسيادهم، بينما نحن نتضور جوعًا ونعيش الفاقة والإملاق، ونتجرّع الخوف والذل والقلق والقهر والحسرات. ولا نجد من أطراف الصراع إلا التهم الجاهزة والتخوين والمحاكم الجزائية التي فُتحت على الغلابة، بينما من يستحق أن يكون في أقفاصها—وفق عدالة الله وشريعته—هم أطراف الصراع أنفسهم، لا البسطاء الذين يُقدَّمون كـ"كباش فداء". متصارعون إنجازاتهم الوطنية تتمثل في "تنمية المقابر"، وزيادة السجون والمعتقلات، وتنمية أرصدتهم في البنوك الخارجية، وزيادة أعداد المتسولين والبؤساء، وتوسيع دائرة القهر، واستهداف كل القيم الوطنية والموروث الحضاري. إنهم يتقاتلون من أجل مصالحهم الخاصة، ومن أجل السيطرة على قطعان "العبيد" وسرقة ثروات الوطن وكرامة وحرية مواطنيه. يتقاتلون من أجل مشاريعهم الخاصة، ومن أجل رغبتهم في السلطة والنفوذ واستعباد الشعب الذي—للأسف—قبل طواعية الدخول إلى إسطبل العبودية مقابل "رغيف الخبز"، ويا ليته حصّله بشرف وكرامة. من صادر وطنك، من السهل عليه أن يصلب وطنيتك على مقصلة مصالحه. وفيما يصبح هو الوطن، تصبح أنت—كمواطن—جزءًا من أملاكه، أي عبدًا له. وعلى "العبد" طاعة سيده. لا فرق إن كنت في صنعاء، أو عدن وحضرموت، أو في تعز—الحوبان أو المدينة أو الساحل—ففي أي إقطاعية كنت، عليك أن تكون "عبدًا مطيعًا لحاكم الإقطاعية". اليمن اليوم تقسمت وتشطرت وتمزقت جغرافيتها وعقول أبنائها، بسبب رغبات نخب انتهازية تسعى للتحكم والسيطرة وفرض خياراتها ومشاريعها "اللاوطنية" على الشعب. ومن أجل ذلك ارتكبت هذه النخب جرائم بحق الجغرافيا والناس والأحلام والقدرات، جرائم لم يرتكبها قبلهم طغاة الداخل ولا المستعمر الوافد. عقدٌ ونيف من الفوضى أنتج حياة القهر والبؤس والتشرد والفقر والهجرة والتهجير، وأنتج السجون والمعتقلات وعمّر المقابر وساهم في تمزق النسيج الاجتماعي وتشتت الأسر، وكل ذلك من أجل إشباع رغبات ترويكا القتلة واللصوص والفاسدين والخونة والعملاء الذين قد يجدون أنفسهم في نهاية المطاف حكّامًا بلا شعب. فأي لعنة أصابت هذا الوطن المنكوب بنخب لا تؤمن إلا بنفسها، وترى مصالحها فوق مصلحة الوطن والشعب؟!
قد يهمك ايضاً
الوطن المُصادَر ..والوطنية المصلوبة..؟!
أبو ذر الغفاري اليمني..رجلٌ لا يساوم!!
برلماني يمني يعمل في مطعم…قصة رجل… وفضيحة مجتمع"
إيران كأداة توازن إقليمي: لماذا تختار واشنطن إدارة النفوذ بدلاً من القضاء عليه؟
تركيا: تفاهمات صامتة مع القاهرة وتل أبيب… ولعبة أكبر مع واشنطن
سقوط أندريه يرماك… لحظة انفجار في قلب السلطة الأوكرانية تكشف التحوّل العميق في الموقف الغربي!!
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
محافظ شبوة: الأحداث الأخيرة في محافظتي المهرة وحضرموت إعادة للتقسيم وفق مصالح العدو الصهيوني الأمريكي
(جنوب الوطن اليمني الملتهب ومعركة إسقاط الأعلام ورفع الأخرى ) بقلم د. علي محمد الزنم *عضو مجلس النواب ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،