7/2/2025 7:18:37 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
18
تحليل| دعوة الفريق السامعي: المصالحة الوطنية وإطلاق الأسرى.. بين الرؤية السياسية والحاجة الوطنية
تحليل| دعوة الفريق السامعي: المصالحة الوطنية وإطلاق الأسرى.. بين الرؤية السياسية والحاجة الوطنية تحليلات| أجراس- اليمن كتب/طه العامري ... في خضم المشهد اليمني المأزوم والمفتوح على كل السيناريوهات الكارثية، يخرج الفريق سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، برؤية متزنة، تتجاوز الحسابات الضيقة، وترتفع فوق الضجيج الحربي والمكايدات السياسية، مجددًا دعوته لمصالحة وطنية شاملة، تبدأ بخطوة إنسانية عظيمة: إطلاق كافة الأسرى دون قيد أو شرط. دعوة في توقيت بالغ الحساسية تأتي هذه الدعوة في وقتٍ بلغ فيه الانهاك مداه، ليس فقط على الأطراف المتصارعة، ولكن على جسد الوطن نفسه. عشر سنوات من الحرب لم تنتج سوى مزيد من الشروخ في الجغرافيا، وتآكل الدولة، وانقسام المجتمع، وتهتك الاقتصاد، وضياع المستقبل. في هذا السياق، تبدو مبادرة السامعي بمثابة صرخة ضمير سياسي، ورسالة أخلاقية بامتياز، تكشف عن إدراك عميق لحجم المأساة التي تعصف بالبلاد، ولإدراكه الشخصي ــ بحكم موقعه وتجربته ــ أن استمرار الصراع لم يعد يخدم سوى الأطراف الخارجية، وأنه لا منتصر في حرب الإخوة، بل الجميع خاسرون. المصالحة لا الإقصاء.. الحوار لا الإلغاء يدعو الفريق السامعي إلى العودة إلى طاولة حوار وطني شامل، يُشرك فيه الجميع، دون تمييز أو انتقاء. حوار لا يقوم على منطق الغالب والمغلوب، بل على الاعتراف المتبادل والمصلحة الوطنية المشتركة، ويهدف إلى وضع أسس مشروع وطني جامع، بعقد اجتماعي جديد، يلبي تطلعات اليمنيين في دولة عادلة تحفظ كرامة الجميع. وبتحليله لطبيعة الصراع، يُعيد السامعي الأمور إلى نصابها الحقيقي: الخلاف سياسي لا وجودي، وأسبابه قابلة للحل بالحوار وليس بالبارود، وما دامت الحرب لم تحسم شيئا، فالعقل يقول إن التفاوض هو الخيار العقلاني المتبقي. الأسرى.. ورقة إنسانية أم سياسية؟ في خط موازٍ لدعوة الحوار، يُصر السامعي على أولوية الإفراج عن الأسرى، معتبرًا أن هذه القضية تجاوزت بعدها الإنساني إلى أن تحولت إلى ورقة ابتزاز سياسي، فقدت مضمونها الأخلاقي. وهنا تكمن أهمية دعوته، حيث يربط بين الإفراج غير المشروط عن الأسرى وبين تدشين مرحلة جديدة من المصالحة، تبدأ بإعادة الثقة، وتفتح نوافذ جديدة للحوار. يرى السامعي أن إبقاء اليمنيين في سجون اليمنيين لأسباب سياسية يُعد إهانة للوطنية اليمنية، بل ويُدين كل أطراف الصراع التي تتعامل مع خصومها على أنهم "أعداء دائمون" وليسوا "فرقاء سياسيين". رسالة إلى الخارج: كفى رهانات ضمنيًا، تحمل دعوة السامعي تحذيرًا من الرهان على الخارج، الذي لم يكن يومًا جزءًا من الحل، بل أحد أكبر أسباب تعقيد الأزمة. فالمجتمع الدولي، كما يقول السامعي، تحكمه مصالحه لا مبادئه، وهو ينظر لليمن من زاوية موقعها الجغرافي ومصالح الطاقة والأمن الإقليمي. وبالتالي، فإن التعويل على مبادرات الخارج لن ينقذ اليمن، بل يُكرّس التبعية والتجزئة. وحده الداخل اليمني، حين يتوحد على كلمة سواء، يمكنه إنقاذ البلاد. قراءة في سجل الدعوات السابقة ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها السامعي دعوة للحوار والمصالحة. فتاريخه السياسي حافل بمواقف سبقت الأحداث وتنبأت بكوارثها: في ديسمبر 1992 حذر من الانقسام، وتم تجاهل دعوته، فاندلعت حرب صيف 94. في أزمة 2011 أطلق مبادرة مبكرة من منفاه في القاهرة لتجنيب الوطن الفوضى. في ديسمبر 2017 حاول مع الشهيد صالح الصماد تفادي الصدام بين الشركاء، دون جدوى. كلها محطات تشي بأنه صاحب رؤية استباقية، وليس مجرد "صوت في الصحراء"، بل رجل دولة يدرك مخاطر استمرار الصراع، ويضع احتمالات المستقبل بسيناريوهاته كافة أمام الفرقاء. خاتمة: الفرصة الأخيرة.. أو السقوط الأخير دعوة الفريق سلطان السامعي ليست مجرد بيان سياسي، بل نداء وطن يُصارح فيه الجميع: أن الحرب استنفدت أدواتها، وأن الوقت قد حان لسلامٍ عادلٍ وشامل، يبدأ بخطوة إنسانية – إطلاق الأسرى – ويمر عبر المصالحة الوطنية، وينتهي بمشروع سياسي جامع يُخرج اليمن من أزمته المزمنة. إن تجاهل هذه الدعوة اليوم، كما تم تجاهل سابقاتها، قد يُفضي إلى فصل جديد أكثر إيلامًا، لا تُحمد عقباه. أما الإصغاء إليها، فقد يكون بداية لكتابة صفحة جديدة من التاريخ اليمني، عنوانها: المصالحة بدلاً من الانتحار الجماعي.
قد يهمك ايضاً
بين الجعدبي والصبري ...هل تحاول "قناة المسيرة" تبرئة السعودية من الأزمة الاقتصادية؟
درع إبراهام... حين يصبح العرب خط الدفاع الأول عن إسرائيل! القصة بأبعادها الخطيرة!!
تحليل| دعوة الفريق السامعي: المصالحة الوطنية وإطلاق الأسرى.. بين الرؤية السياسية والحاجة الوطنية
صفقة إنها الحرب على غزة: إسرائيل تقترب من مكافآت تاريخية..السعودية وعُمان على خط التطبيع مع تل أبيب!؟
طهران والظل النووي: لعبة الغموض المحسوب ..هل لحظة الحقيقة تقترب ؟!
ما بعد الاتفاق أخطر من فشله: من يسيطر على اليورانيوم إذا انهار النظام في إيران...الغرب في مأزق؟
قوات الباسيج الإيرانية والاستهداف الإسرائيلي لها اليوم ...فما هي قوات "الباسيج"؟ تفاصيل اكثر))
القرآن لا يُلزم المسلمين بذبح الأنعام في عيد الأضحى.. الحكيمي يوضح..
طبيبة نازحة من تعز تُضرب وتُهتك أمام الكاميرات بمحافظة اب ... والقضاء يُنقذ الجناة.. إلى النائب العام!
مكتب الأشغال بتعز يوضح حيثيات إزالة مخالفة "حوش الشيباني" في شارع شرياني بمنطقة الحوبان..